tgoop.com/mahashawqi/1305
Last Update:
وفي مقابل ذلك الصبر العظيم تجد من هم أقل صبرًا وإن كانوا طيبي القلب محسني التعامل..
الصبر على الطالب أمر عظيم يُشجع ويرفع ويطمئن الطالب عند خطئه أو نسيانه، الصبر يشعره بالأمان والاحتواء.
وقد عشت هذا الموقف فعليًا وحقيقة ورأيت أثر صبر المعلم/ة على الطالب/ة وعلى تحسن مستواهم، وكذلك أثر قلة صبر الغير على طلابهم، للمعلم دور كبير في التأثير على طالبه وإكسابه المعلومة وإتقانه لها، وكذلك له دور في استمرار طالبه على التزود.
بعد يوم شاق بلا أدنى إنجاز حقيقي يُذكر، فقد ذهبت للجامعة من أجل الموعد الأسبوعي مع المشرفة ومن أجل الموعد حضرت، فلما وصلت إذا بها تعتذر أن لديها موعد في مع طالبة اخرى! وكان لدي بعض الأسئلة التي أود توجيهها لإحدى الدكتورات، ومن حسن الحظ أن كان لديها ساعات مكتبية في ذلك اليوم، فقلت لنفسي: لا بأس، أن فات وضاع الموعد مع المشرفة، فهناك امر أخر يمكن قضاءه والاستفادة من المجيء، وإلى حين موعد الساعات المكتبية للدكتورة كان يوجد دورة عبر الانترنت كنت انوي حضورها من عدة ايام سابقة، فقررت عدم الحضور من أجل أن استعد جيدا للموعد الثاني والذي فيه سأطرح بعض الأسئلة على الدكتورة.
خسرت الموعد الأول والدورة المهمة التي كنت اترقب حضورها منذ ايام، لعلي أحضى بلقاء الدكتورة وأحضى بإجابات شافية لأسئلتي، مرت الساعتين التي أثرت الاستعداد فيها على حضور الدورة مرت الساعتان سريعًا بلا إنجاز حقيقي فقد ضاعت بالمكالمات وإن كانت مهمة لكن لم يكن هنا وقتها، انقضت الساعتان وحانت موعد تواجد الدكتورة في مكتبها، فحزمت دفاتري وأوراقي متجهة إلى مكتبها بكل ثقة وعلى أتم استعداد؛ لطرح جميع الأسئلة التي في جعبتي، لعل قلبي يبرد، وغغيظي يطفى بعد فوات موعدي مع المشرفة ولعدم حضوري الدورة المهمة، هكذا كنت أسير بخطوات متقاربة وكأني اظن اني ساعوض الوقت الذي مر بلا إنجاز منذ الصباح بهذه الخطوات، وصلت إلى مكتبها ورأيت الضوء خارج منه فعرفت انه مفتوح فطمئان قلبي وابتسم ثغري، فقد ضمنت هذه الساعة ولن تضيع كضياع ساعات الصباح الأولى لليوم، فلما وصلت للمكتب لم أرها، فقد كان للمكتب مفتوح والضوء مشتعل لوجود زميتها المشاركة لها في الغرفة نفسها، لم أيأس فأني أعلم وجودها المؤكد في هذا اليوم وكذلك وجود ساعات مكتبية لديها فمن المؤكد أنه ستأتي، ولعبها تأخرت في المحاضرة لسبب ما، أخذت جولة في الدور وعدت ولم أجدها أيضا، رغم وجود شنطتها وكتبها في المكتب، مكثت نصف ساعة أنتظر ولكن بلا جدوى فلم تأتي، فقررت أن أغادر والخيبة تملأني والحمدلله على كل حال، فربما كانت مشغولة بأمور خارج مكتبها، وأنا لم أخذ منها موعد مسبق.
غادرت متجهة لمركز الابحاث ليبدأ الجزء الثاني من اليوم وتبدأ مواجهة الصعوبات والتحديات والشخصيات الغريبة الأطوار، قمت ببعض الأعمال في المختبر، وتوجهت لبعض الأقسام؛ للإستفسار عن تجربة معينة، وكان من ضمن ما واجهت دكتور متكبر غريب، يعرض خدماته ولما طلبت خدمة معينة بناء على غرضه، قال لماذا لا تساعدك فيه مشرفتك؟! ألم تكن أنت الذي عرضت علي الخدمة في الأمر ذاته؟!
للأسف كان مليء بالفراغ الشاق، ذهابًا وإيابًا بلا فائدة، جهد وانتظار وأعمال كثيرة لا معنى لها، بالإضافة لكثير من المهمات التي لم تُنجز بعد.
عدت للمنزل عصرًا وإني متعبة فكريًا وذهنيًا لا أقوى التفكير أو النظر فيما يخص البحث أو مالا يخصه، ولا حتى أقوى على أدنى شيء وهو تسجيل ملاحظات العمل في المختبر، لا أريد إنجاز او صنع شيء فقد كنت متعبة من كل شيء.. حتى الكتاب المفضل الذي اقرأه في مثل هذه الأوقات لا أريده ولا أريد النظر اليه..
بعد صلاة المغرب كان لدي دورة تدريبية عن طريق الانترنت حول موضوع مطلوب مني الإلمام به حاليًا، لكني لم أحضرها ولم أعد أرغب بها، فلما سألتني صديقتي: عن الأمر، أخبرتها بأني متعبة جدًا من كل شيء، وإني تشتت كثيرًا مع كثرة المهام وقلة الإنجاز.
بعد قيلولة قصيرة، الأمر الوحيد الذي استطعت أن أقوم به هو تلاوة آيات من القرآن، فإن لم أستفد من هذا اليوم اطلاقا، فلعلي أنال أجرًا بتلاوة القرآن وحفظ ورد صغير منه، وتسميعه على الأستاذة، وقد كنت فرحة جدًا بهذا الامر وهو عودتي للحفظ بعد انقطاع دام طويلًا، وكنت فرحة اني استطعت الالتزام بيوم أو يومين في الأسبوع وذلك من أصل أربعة أيام، حفظت مقدار لا بأس به، لكني لم أتقنه- وهل سيكون لدي قدرة على الاتقان بعد هذا اليوم الطويل الصعب؟- ورغم إني لم أتقن، قلت لنفسي: لا بأس، سأدخل الحلقة وأحاول، وعندما حان دوري للتسميع، تأخرت الأستاذة بالرد علي، فكررت عليها الطلب، فاتصلت علي وكان أول ما قالت:
مها شوقي
#منك_أستمد_الحياة_يالله
BY منك أستمد الحياة يالله
Share with your friend now:
tgoop.com/mahashawqi/1305