Warning: mkdir(): No space left on device in /var/www/tgoop/post.php on line 37

Warning: file_put_contents(aCache/aDaily/post/makhatahe_qalami/--): Failed to open stream: No such file or directory in /var/www/tgoop/post.php on line 50
ماخطه قلمي✍🌻@makhatahe_qalami P.57927
MAKHATAHE_QALAMI Telegram 57927
ماخطه قلمي🌻
"قصة جديدة نُسجت بدم شهيدة." #حرف #رحلة_ضياء #العنقاء_سكينة_زݣاغ🪽
#رحلة_ضياء
#الجزء1

مع تمام الساعة السابعة مساءً، بعد عودة المدرّسين، والمتمدرسين من المدرسة. يعود أخي (يزيد) إلى المنزل، بعد ساعات يقضيها في التعلم وسط أحضان الثانوية التأهيلية في جماعتنا "تاديغوست".
 
  عاد اليوم متعبا، قَدِم إليَّ مباشرة وبدأ يحادثني  في هلع، بادٍ في تقاسيم وجهه؛ تلعثُم كلماته، ارتجافُ عينيه، ودنوهما إلى الاتساع الذي لا انغماض فيه..

قال أنه شاهد  كل شيء، شاهد الحادث أمامه، شاهد الضحية، شاهد التفاصيل الصغيرة تمرُّ أمامه.. سمع الصراخ، وعاش لحظة الصمت؛ تلك التي لا يسمع فيها المرء شيئا، لهول ما هو فيه!

- لم أفهم ما به، ولكن توتره أفزعني، فأخذته بيده وطمأنته، ثم طلبت منه الحكاية من بدايتها.


    كانوا جميعا سُعداء، قادمين من منازلهم إلى منبت العلم؛ المدرسة.  منهم من يدرس في الإعدادية، ومنهم من يدرس في التأهيلية. ركبوا جميعا النقل المدرسي، هناك من القصبة ( مركز حجرة اليتيم) انطلقت رحلتهم، التي لن تكون عادية كباقي الرحلات.
كان أخي  جالسا مع صديقه (حسام)؛ ذو البنية الرياضية، شاب تجاوز للتو نصف عقده الأول، طموح ومجد، يعرفه الجميع بطيب خلقه، وقد كان صديق أخي منذ الصغر، لا يفترقان أبدا. وهما الآن يدرسان عامهما الثاني في التأهيلية، وقد تجاوزا الأول بجدارة استحقاق.
في الحافلة كانا يتحدثان، هنيهة عن الدروس والفروض، ومرة عن آخر أخبار كل واحد منهما، أو عن الرياضة... إلى أن وصلوا الإعدادية، نزل من نزل من التلاميذ، ودَّعوهم بضحكات سخرية، كأنهم يخبرونهم أن شيئا استثنائيا سيقع، لمن بقي فوق الحافلة! ولم يعلموا أن ذلك سينقلب من استهزاء إلى حقيقة مُرة لن ينوساها أبدا.


  - لم يستطع (يزيد) إكمال الحديث، خنقه الوَجل، احمرَّ وجهه فجأة، وهو الذي عُرف برباطة جأشه، وعزيمة أمره، وقوته في الشدائد. حتى وإن كان يصغرني بأربع سنوات، فقد كنت أعتمد عليه في كل أموري، كان سندي، وحامي ظهري، وأنا بنت العشرين سنة! عندما رأيته في تلك الحالة، لم أستطع استيعاب ما يقع له، فجعلتُني أَرْبت على كتفه حتى يهدأ. 
أراد أن يخبرني أن الآتي كان فوق تصوراته، لا تتسع الكلمات له، لا يستطيع تصديق وقوعه أبدا.

-ثم استمر...
  عندما أكملنا المسير، أو أكملت الحافلة بنا المسير. رفع بصره نحوي، فأشرت له بإتمام الحديث، بكل اطمئنان.

-نعم، أتمم أنا أسمعك.

-لا زلت مع صديقي.

   كان لا يزال جالسا مع صديقه، يضحكان ويمرحان، مع الآخرين من أبناء الثانوية التأهيلية، إلى أن وصلوا -مع تمام الساعة الثانية زوالا- وليتهم ما ذهبوا، ولا استمروا... 
  كما هي عادة وقت الدخول إلى المؤسسات التعليمية، يكون الطريق مزدحما، بالتلاميذ السائرين اتّجاهها، راجلين، أو راكبين الدراجات الهوائية، أو راكبين حافلات النقل المدرسي، يكونون عنوانا عريضا لصحيفة ذاك الزمن من اليوم. 
بدأ هو ومن معه بالنزول من الحافلة، ومن الجهة  المقابلة لهم كانت شاحنة محمّلة بالبضائع الثقيلة قادمة، في اتجاهها، حال سبيلها. وبين الحافلة والشاحنة مَارُّون!

   كان التلاميذ يقطعون الشارع  نحو المؤسسة، وبينهم (ضياء) فتاة في مقتبل عمرها، للتو تحيي الحياة بتحية الأمل، والاجتهاد، معتدلة الطول، وجهها يشع بهاءً، فهي حقا الضياء. رحّبت بها التأهيلية هذه السنة، راجية لها كل التوفيق والسداد، فكما شرّفت الإعدادية العام الماضي بتميزها على أقرانها، رَجَت التأهيلية ذات الصنيع لها بعد سنواتها الثلاث- إن كان ذاك مقدّرا لها.- ولم لا.

ضياء كانت قادمة من قسم الداخلية، كباقي زميلاتها، كنّ يشكلن مجموعات يتحدثن حول كذا، وكذا من الأمور، ولكنها لم تكن ضمن الجماعة!
كانت تمشي وحيدة، ترى الحياة بغير العين التي يرينها بها زميلاتها، تريد أن تحقق آمالها، وتُسعد أسرتها بنجاحها، وهي البعيدة عنهم الآن. 

   في جوٍّ يسوده كل شيء إلا الصمت، لكثرة حديث التلاميذ القادمين من هنا وهناك، كانت هي خارج تلك الضوضاء. ارتدت سماعات آذان، وظلت تنصت لما تريد الإنصات إليه، مما يحفزها على المضي قدما، دونما تقهقر.

  في الجهة الأولى حيث (أخي يزيد)، كان الكل مشدود البصر لأمر قريب الوقوع، كانت نبضات المؤسسة بمن فيها، مرتفعة، خائفة، تنادي باسم واحد لا ثاني له؛ ضياء! ضياء! 
الكل  يرى ضياء، ولكن ضياء لا ترى أحدا!
الكل يسمع ما حول ضياء، ولكن ضياء لا تسمع شيئا!

بين لحظة  الصمت، والصوت، وقفت ضياء وسط الطريق الذي تشقه الشاحنة.

بين لحظة الصراخ، والوجع، سلكت  ضياء  رحلة الأبدية.

بين كل  تلك الحظات، سمعت ضياء صوتها الأخير، ورأت صورتها الأخيرة في هذا الوجود، وكانا معا لصوت وصورة الشاحنة التي لامستها، ولم تُبقها مع زميلاتها وزملائها!

#حرف 
#العنقاء_سكينة_زݣاغ🪽
#اولماس
28.11.2024



tgoop.com/makhatahe_qalami/57927
Create:
Last Update:

#رحلة_ضياء
#الجزء1

مع تمام الساعة السابعة مساءً، بعد عودة المدرّسين، والمتمدرسين من المدرسة. يعود أخي (يزيد) إلى المنزل، بعد ساعات يقضيها في التعلم وسط أحضان الثانوية التأهيلية في جماعتنا "تاديغوست".
 
  عاد اليوم متعبا، قَدِم إليَّ مباشرة وبدأ يحادثني  في هلع، بادٍ في تقاسيم وجهه؛ تلعثُم كلماته، ارتجافُ عينيه، ودنوهما إلى الاتساع الذي لا انغماض فيه..

قال أنه شاهد  كل شيء، شاهد الحادث أمامه، شاهد الضحية، شاهد التفاصيل الصغيرة تمرُّ أمامه.. سمع الصراخ، وعاش لحظة الصمت؛ تلك التي لا يسمع فيها المرء شيئا، لهول ما هو فيه!

- لم أفهم ما به، ولكن توتره أفزعني، فأخذته بيده وطمأنته، ثم طلبت منه الحكاية من بدايتها.


    كانوا جميعا سُعداء، قادمين من منازلهم إلى منبت العلم؛ المدرسة.  منهم من يدرس في الإعدادية، ومنهم من يدرس في التأهيلية. ركبوا جميعا النقل المدرسي، هناك من القصبة ( مركز حجرة اليتيم) انطلقت رحلتهم، التي لن تكون عادية كباقي الرحلات.
كان أخي  جالسا مع صديقه (حسام)؛ ذو البنية الرياضية، شاب تجاوز للتو نصف عقده الأول، طموح ومجد، يعرفه الجميع بطيب خلقه، وقد كان صديق أخي منذ الصغر، لا يفترقان أبدا. وهما الآن يدرسان عامهما الثاني في التأهيلية، وقد تجاوزا الأول بجدارة استحقاق.
في الحافلة كانا يتحدثان، هنيهة عن الدروس والفروض، ومرة عن آخر أخبار كل واحد منهما، أو عن الرياضة... إلى أن وصلوا الإعدادية، نزل من نزل من التلاميذ، ودَّعوهم بضحكات سخرية، كأنهم يخبرونهم أن شيئا استثنائيا سيقع، لمن بقي فوق الحافلة! ولم يعلموا أن ذلك سينقلب من استهزاء إلى حقيقة مُرة لن ينوساها أبدا.


  - لم يستطع (يزيد) إكمال الحديث، خنقه الوَجل، احمرَّ وجهه فجأة، وهو الذي عُرف برباطة جأشه، وعزيمة أمره، وقوته في الشدائد. حتى وإن كان يصغرني بأربع سنوات، فقد كنت أعتمد عليه في كل أموري، كان سندي، وحامي ظهري، وأنا بنت العشرين سنة! عندما رأيته في تلك الحالة، لم أستطع استيعاب ما يقع له، فجعلتُني أَرْبت على كتفه حتى يهدأ. 
أراد أن يخبرني أن الآتي كان فوق تصوراته، لا تتسع الكلمات له، لا يستطيع تصديق وقوعه أبدا.

-ثم استمر...
  عندما أكملنا المسير، أو أكملت الحافلة بنا المسير. رفع بصره نحوي، فأشرت له بإتمام الحديث، بكل اطمئنان.

-نعم، أتمم أنا أسمعك.

-لا زلت مع صديقي.

   كان لا يزال جالسا مع صديقه، يضحكان ويمرحان، مع الآخرين من أبناء الثانوية التأهيلية، إلى أن وصلوا -مع تمام الساعة الثانية زوالا- وليتهم ما ذهبوا، ولا استمروا... 
  كما هي عادة وقت الدخول إلى المؤسسات التعليمية، يكون الطريق مزدحما، بالتلاميذ السائرين اتّجاهها، راجلين، أو راكبين الدراجات الهوائية، أو راكبين حافلات النقل المدرسي، يكونون عنوانا عريضا لصحيفة ذاك الزمن من اليوم. 
بدأ هو ومن معه بالنزول من الحافلة، ومن الجهة  المقابلة لهم كانت شاحنة محمّلة بالبضائع الثقيلة قادمة، في اتجاهها، حال سبيلها. وبين الحافلة والشاحنة مَارُّون!

   كان التلاميذ يقطعون الشارع  نحو المؤسسة، وبينهم (ضياء) فتاة في مقتبل عمرها، للتو تحيي الحياة بتحية الأمل، والاجتهاد، معتدلة الطول، وجهها يشع بهاءً، فهي حقا الضياء. رحّبت بها التأهيلية هذه السنة، راجية لها كل التوفيق والسداد، فكما شرّفت الإعدادية العام الماضي بتميزها على أقرانها، رَجَت التأهيلية ذات الصنيع لها بعد سنواتها الثلاث- إن كان ذاك مقدّرا لها.- ولم لا.

ضياء كانت قادمة من قسم الداخلية، كباقي زميلاتها، كنّ يشكلن مجموعات يتحدثن حول كذا، وكذا من الأمور، ولكنها لم تكن ضمن الجماعة!
كانت تمشي وحيدة، ترى الحياة بغير العين التي يرينها بها زميلاتها، تريد أن تحقق آمالها، وتُسعد أسرتها بنجاحها، وهي البعيدة عنهم الآن. 

   في جوٍّ يسوده كل شيء إلا الصمت، لكثرة حديث التلاميذ القادمين من هنا وهناك، كانت هي خارج تلك الضوضاء. ارتدت سماعات آذان، وظلت تنصت لما تريد الإنصات إليه، مما يحفزها على المضي قدما، دونما تقهقر.

  في الجهة الأولى حيث (أخي يزيد)، كان الكل مشدود البصر لأمر قريب الوقوع، كانت نبضات المؤسسة بمن فيها، مرتفعة، خائفة، تنادي باسم واحد لا ثاني له؛ ضياء! ضياء! 
الكل  يرى ضياء، ولكن ضياء لا ترى أحدا!
الكل يسمع ما حول ضياء، ولكن ضياء لا تسمع شيئا!

بين لحظة  الصمت، والصوت، وقفت ضياء وسط الطريق الذي تشقه الشاحنة.

بين لحظة الصراخ، والوجع، سلكت  ضياء  رحلة الأبدية.

بين كل  تلك الحظات، سمعت ضياء صوتها الأخير، ورأت صورتها الأخيرة في هذا الوجود، وكانا معا لصوت وصورة الشاحنة التي لامستها، ولم تُبقها مع زميلاتها وزملائها!

#حرف 
#العنقاء_سكينة_زݣاغ🪽
#اولماس
28.11.2024

BY ماخطه قلمي✍🌻




Share with your friend now:
tgoop.com/makhatahe_qalami/57927

View MORE
Open in Telegram


Telegram News

Date: |

A vandalised bank during the 2019 protest. File photo: May James/HKFP. While the character limit is 255, try to fit into 200 characters. This way, users will be able to take in your text fast and efficiently. Reveal the essence of your channel and provide contact information. For example, you can add a bot name, link to your pricing plans, etc. The main design elements of your Telegram channel include a name, bio (brief description), and avatar. Your bio should be: Users are more open to new information on workdays rather than weekends. “Hey degen, are you stressed? Just let it all out,” he wrote, along with a link to join the group.
from us


Telegram ماخطه قلمي✍🌻
FROM American