MALAWY_IR Telegram 871
سر من أسرار زينب الكبری سلام الله عليها
(يَا أَهْلَ الْخَتْلِ وَالْغَدْرِ وَالْخَذْل)

بقلم؛
محمد علي بن السيد عادل العلوي


بسم الله الرحمن الرحيم

حينما دخلت زينب الكبری سلام الله عليها الكوفة، قام أهلها بالبكاء والنياح والعويل، فلما إشتد البكاء عندهم، أمرتهم بالسكوت وبدأت بخطبتها النبوية العلوية الحيدرية الفاطمية الحسنية الحسينية، إذ قالت بعد الحمد والثناء لله تبارك وتعالی؛ أما بعد: يَا أَهْلَ الْكُوفَةِ…
وصفت زينب الكبری سلام الله عليها أهل الكوفة بثلاث خصال شيطانية، وقالت بعد ذلك؛ (أَلَا فَلَا رَقَأَتِ الْعَبْرَةُ وَلَا هَدَأَتِ الزَّفْرَةُ)، وهذا الكلام يدل علی أن البكاء والنياح والعويل لا يفيد بعد هذه الخصال الثلاثة.
فهذه الخصال الثلاثة، هي اللتي توجب أن يكون الإنسان في أسفل سافلين؛ (ثُمَّ رَدَدْناهُ أَسْفَلَ سافِلِينَ)، وكالأنعام بل هم أضل سبيلا؛ (أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلاَّ كَالْأَنْعامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً)، وعندذلك سيكون شقيا وفي زمرة الأشقياء. كما أن عدمها سيوصل الإنسان إلی الأفق الأعلی؛ (وَ هُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلى‏) أو قاب قوسين أو أدنا؛ (فَكانَ قابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنى).‏
أما الشقي، ففي مواقف ثلاثة من حياته الدنيوية والأخروية، سينادي ربه ويطلب منه الرجوع إلی دار الدنيا، لكي يعمل عملا صالحا. وربما يبكي وينوح ولكن لا يفيده ذلك.
فشقاء الشقي إما يتبين عند موته بالعديلة عند الموت، وهو الذي قال الله في حقه؛ (وَ مِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّـهِ وَ بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَ ما هُمْ بِمُؤْمِنِينَ)، ولكنه ربما لايشعر بشقائه ولايعلمها، كما قال الله في حقه؛ (الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَ هُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً) فهذا هو الشقي في الدنيا والآخرة.
أما الأشقی منه، فهو الذي يبتلی بالختم علی قلبه وسمعه وبصره في حياته الدنيوية وقبل مماته، كما قال الله تبارك وتعالی؛ (خَتَمَ اللَّـهُ عَلى‏ قُلُوبِهِمْ وَ عَلى‏ سَمْعِهِمْ وَ عَلى‏ أَبْصارِهِمْ غِشاوَةٌ وَ لَهُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ). ومن بعد ذلك فلا يفيده عمل صالح وإن كان حيا بحياته الظاهرية ولكنه ميت بقلبه. وإن كان ذلك العمل، إستغفار أشرف مخلوقات الله، النبي الأعظم محمد صلی الله عليه وآله؛ (سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ لَنْ يَغْفِرَ اللَّـهُ لَهُمْ إِنَّ اللَّـهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفاسِقِينَ). وهؤلاء قست قلوبهم كالحجارة أو أشد قسوة؛ (ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذلِكَ فَهِيَ كَالْحِجارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً).
فمن قست قلبه، ينادي ربه في ثلاث مواقف ويطلب منه الرجوع؛ أولا عند الموت؛ (حَتَّى إِذا جاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قالَ رَبِّ ارْجِعُونِ لَعَلِّي أَعْمَلُ صالِحاً فِيما تَرَكْتُ كَلاَّ إِنَّها كَلِمَةٌ هُوَ قائِلُها وَ مِنْ وَرائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلی‌ يَوْمِ يُبْعَثُونَ) وهذا هو أول مراحل اليقين الذي يسمی بعلم اليقين، فيتيقن الشقي في هذه المرحلة بحقانية ما سمعه في الدنيا عن التوحيد والرسالة والإمامة والمعاد واليوم الآخر وصفات الله وأسمائه و… ويتيقن بعدم رجوعه إلی دار الدنيا.
ثانيا عندما يكون بين يدي الله وفي حضرته في مقام العندية؛ (وَ لَوْ تَرى‏ إِذِ الْمُجْرِمُونَ ناكِسُوا رُؤُسِهِمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ رَبَّنا أَبْصَرْنا وَ سَمِعْنا فَارْجِعْنا نَعْمَلْ صالِحاً إِنَّا مُوقِنُونَ)، وبعد ما ينادي ربه بالرجوع، يتيقن بشقاوته وبعدم رجوعه إلی دار الدنيا للتوبة والإستغفار. وسيتيقن الشقي في هذه المرحلة بنوع آخر من اليقين، يسمی عند أهل المعرفة بعين اليقين.
وثالثا عندما يتقلقل الشقي بين أطباق جهنم، سينادي ربه ويطلب منه الرجوع؛ (وَ هُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيها رَبَّنا أَخْرِجْنا نَعْمَلْ صالِحاً غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ أَ وَ لَمْ نُعَمِّرْكُمْ ما يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَ جاءَكُمُ النَّذِيرُ فَذُوقُوا فَما لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ)، ولكنه هيهات من ذلك. وسيتيقن حينئذ بشقائه وعدم رجوعه إلی دار الدنيا بيقين آخر يختلف مع ما سبقه من اليقين. وهذا هو حق اليقين الذي لا فرار منه للأشقياء والمكذبين؛ (وَ أَمَّا إِنْ كانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ فَنُزُلٌ مِنْ حَمِيمٍ وَ تَصْلِيَةُ جَحِيمٍ إِنَّ هذا لَهُوَ حَقُّ الْيَقِين)، ونستجير بالله من الشقاء ونعوذ به من شر الوسواس الخناس.
وفي ما نحن فيه، يبدوا لي والله العالم بحقائق الأمور أن أهل الكوفة، إبتلاهم الله بالشقاء في حياتهم قبل مماتهم، ولذلك قالت زينب الكبری سلام الله عليها؛ (أَلَا فَلَا رَقَأَتِ الْعَبْرَةُ وَلَا هَدَأَتِ الزَّفْرَةُ).
وربما أكثرهم؛ (ما يَشْعُرُونَ) و (لا يَشْعُرُونَ) و (لا يَعْلَمُونَ) بشقائهم. وهؤلاء هم المكذبين ولكن لايفقهون!

👇👇👇



tgoop.com/malawy_ir/871
Create:
Last Update:

سر من أسرار زينب الكبری سلام الله عليها
(يَا أَهْلَ الْخَتْلِ وَالْغَدْرِ وَالْخَذْل)

بقلم؛
محمد علي بن السيد عادل العلوي


بسم الله الرحمن الرحيم

حينما دخلت زينب الكبری سلام الله عليها الكوفة، قام أهلها بالبكاء والنياح والعويل، فلما إشتد البكاء عندهم، أمرتهم بالسكوت وبدأت بخطبتها النبوية العلوية الحيدرية الفاطمية الحسنية الحسينية، إذ قالت بعد الحمد والثناء لله تبارك وتعالی؛ أما بعد: يَا أَهْلَ الْكُوفَةِ…
وصفت زينب الكبری سلام الله عليها أهل الكوفة بثلاث خصال شيطانية، وقالت بعد ذلك؛ (أَلَا فَلَا رَقَأَتِ الْعَبْرَةُ وَلَا هَدَأَتِ الزَّفْرَةُ)، وهذا الكلام يدل علی أن البكاء والنياح والعويل لا يفيد بعد هذه الخصال الثلاثة.
فهذه الخصال الثلاثة، هي اللتي توجب أن يكون الإنسان في أسفل سافلين؛ (ثُمَّ رَدَدْناهُ أَسْفَلَ سافِلِينَ)، وكالأنعام بل هم أضل سبيلا؛ (أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلاَّ كَالْأَنْعامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً)، وعندذلك سيكون شقيا وفي زمرة الأشقياء. كما أن عدمها سيوصل الإنسان إلی الأفق الأعلی؛ (وَ هُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلى‏) أو قاب قوسين أو أدنا؛ (فَكانَ قابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنى).‏
أما الشقي، ففي مواقف ثلاثة من حياته الدنيوية والأخروية، سينادي ربه ويطلب منه الرجوع إلی دار الدنيا، لكي يعمل عملا صالحا. وربما يبكي وينوح ولكن لا يفيده ذلك.
فشقاء الشقي إما يتبين عند موته بالعديلة عند الموت، وهو الذي قال الله في حقه؛ (وَ مِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّـهِ وَ بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَ ما هُمْ بِمُؤْمِنِينَ)، ولكنه ربما لايشعر بشقائه ولايعلمها، كما قال الله في حقه؛ (الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَ هُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً) فهذا هو الشقي في الدنيا والآخرة.
أما الأشقی منه، فهو الذي يبتلی بالختم علی قلبه وسمعه وبصره في حياته الدنيوية وقبل مماته، كما قال الله تبارك وتعالی؛ (خَتَمَ اللَّـهُ عَلى‏ قُلُوبِهِمْ وَ عَلى‏ سَمْعِهِمْ وَ عَلى‏ أَبْصارِهِمْ غِشاوَةٌ وَ لَهُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ). ومن بعد ذلك فلا يفيده عمل صالح وإن كان حيا بحياته الظاهرية ولكنه ميت بقلبه. وإن كان ذلك العمل، إستغفار أشرف مخلوقات الله، النبي الأعظم محمد صلی الله عليه وآله؛ (سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ لَنْ يَغْفِرَ اللَّـهُ لَهُمْ إِنَّ اللَّـهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفاسِقِينَ). وهؤلاء قست قلوبهم كالحجارة أو أشد قسوة؛ (ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذلِكَ فَهِيَ كَالْحِجارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً).
فمن قست قلبه، ينادي ربه في ثلاث مواقف ويطلب منه الرجوع؛ أولا عند الموت؛ (حَتَّى إِذا جاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قالَ رَبِّ ارْجِعُونِ لَعَلِّي أَعْمَلُ صالِحاً فِيما تَرَكْتُ كَلاَّ إِنَّها كَلِمَةٌ هُوَ قائِلُها وَ مِنْ وَرائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلی‌ يَوْمِ يُبْعَثُونَ) وهذا هو أول مراحل اليقين الذي يسمی بعلم اليقين، فيتيقن الشقي في هذه المرحلة بحقانية ما سمعه في الدنيا عن التوحيد والرسالة والإمامة والمعاد واليوم الآخر وصفات الله وأسمائه و… ويتيقن بعدم رجوعه إلی دار الدنيا.
ثانيا عندما يكون بين يدي الله وفي حضرته في مقام العندية؛ (وَ لَوْ تَرى‏ إِذِ الْمُجْرِمُونَ ناكِسُوا رُؤُسِهِمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ رَبَّنا أَبْصَرْنا وَ سَمِعْنا فَارْجِعْنا نَعْمَلْ صالِحاً إِنَّا مُوقِنُونَ)، وبعد ما ينادي ربه بالرجوع، يتيقن بشقاوته وبعدم رجوعه إلی دار الدنيا للتوبة والإستغفار. وسيتيقن الشقي في هذه المرحلة بنوع آخر من اليقين، يسمی عند أهل المعرفة بعين اليقين.
وثالثا عندما يتقلقل الشقي بين أطباق جهنم، سينادي ربه ويطلب منه الرجوع؛ (وَ هُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيها رَبَّنا أَخْرِجْنا نَعْمَلْ صالِحاً غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ أَ وَ لَمْ نُعَمِّرْكُمْ ما يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَ جاءَكُمُ النَّذِيرُ فَذُوقُوا فَما لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ)، ولكنه هيهات من ذلك. وسيتيقن حينئذ بشقائه وعدم رجوعه إلی دار الدنيا بيقين آخر يختلف مع ما سبقه من اليقين. وهذا هو حق اليقين الذي لا فرار منه للأشقياء والمكذبين؛ (وَ أَمَّا إِنْ كانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ فَنُزُلٌ مِنْ حَمِيمٍ وَ تَصْلِيَةُ جَحِيمٍ إِنَّ هذا لَهُوَ حَقُّ الْيَقِين)، ونستجير بالله من الشقاء ونعوذ به من شر الوسواس الخناس.
وفي ما نحن فيه، يبدوا لي والله العالم بحقائق الأمور أن أهل الكوفة، إبتلاهم الله بالشقاء في حياتهم قبل مماتهم، ولذلك قالت زينب الكبری سلام الله عليها؛ (أَلَا فَلَا رَقَأَتِ الْعَبْرَةُ وَلَا هَدَأَتِ الزَّفْرَةُ).
وربما أكثرهم؛ (ما يَشْعُرُونَ) و (لا يَشْعُرُونَ) و (لا يَعْلَمُونَ) بشقائهم. وهؤلاء هم المكذبين ولكن لايفقهون!

👇👇👇

BY [ محمدعلي بن السيد عادل العلوي ]


Share with your friend now:
tgoop.com/malawy_ir/871

View MORE
Open in Telegram


Telegram News

Date: |

The optimal dimension of the avatar on Telegram is 512px by 512px, and it’s recommended to use PNG format to deliver an unpixelated avatar. Telegram channels enable users to broadcast messages to multiple users simultaneously. Like on social media, users need to subscribe to your channel to get access to your content published by one or more administrators. To edit your name or bio, click the Menu icon and select “Manage Channel.” 1What is Telegram Channels? With the administration mulling over limiting access to doxxing groups, a prominent Telegram doxxing group apparently went on a "revenge spree."
from us


Telegram [ محمدعلي بن السيد عادل العلوي ]
FROM American