قاعدة:

‏"من ليس له عقل عملي ولا نظري ولم يجتنب عما حرمه الله تعالى فلا ظل له، أي ليس يُعد من زمرة الإنسان وإن كانت تُظله أوراق الأشجار وأغصانها، أي وإن كانت صورته صورة الآدمي فإنه في الحقيقة ليس بآدمي؛ لأن كل ما أوجده الله في هذا العالم جعله صالحًا لفعل خاص ولا يصلح لذلك سواه". (النقره كار)

‏رضيت من الدنيا بقُوتٍ يُقِيمُني
فلا أبتغي من بعده أبدًا فضْلا

ولست أروم القوتَ إلا لأنه
يُعين على علْمٍ أردُّ به جهْلا

فما هذه الدنيا بطِيبِ نعيمها
لِأيسرِ ما في العلمِ من نُكتةٍ عِدْلا

(ص٤٧)

المزاح:

"‏ولكن الوقوف على المقدار المعتدل منه صعب، وأكثر الناس يبتدئ ولا يدري أين يقف منه، فيخرج عن حدِّه ويروم الزيادة فيه على صاحبه، حتى يصير سببًا للوحشة، فيثير غضبًا كامنًا ويزرع حقدًا باقيًا ... ثم يهيٍّج فتنة لا يهتدي لعلاجها". (تهذيب الأخلاق لمسكويه، ‏ص١٦٧)

(لا أدري) نصف العلم، أم كل العلم؟

آية وشاهد: قناة يُجمع فيها غريب القرآن مأخوذا من كلام العرب،

https://www.tgoop.com/Aya_shahid

أرجو أن لا يخرج علينا رجل قد قطَّع أوصال الأذكار المقيدة والمطلقة ثم وصلها وصلًا جديدًا، ويعلن عن (خلطة أدعية) لحل جميع المشاكل وشفاء جميع الأمراض، ويتنافس على نشر قوله ضعاف العقول واليقين.

علموا الناس عبودية الدعاء، وسر الدعاء، والتقرب بالدعاء والأنس به والتلذذ بمناجاته، وإدمان الثناء على ذي الجلال والإكرام، والتعرُّض به لنفحات كرمه وجوده تعالى.

علموهم أسباب زيادة الإيمان، وتقوية اليقين، والعدل بين الخوف والرجاء، وتفقُّد حال النفس والبدن طلبًا لتكميل نقص أو إصلاح خلل، والنظر إلى باطن الابتلاء ومعناه لا إلى ظاهره وصورته.

علموهم أن الصبر عبادة، وانتظار الفرج عبادك، والرجاء عبادة، والخوف عبادة، والمحبة عبادة، ومحاسبة النفس عبادة.

علموهم أن الدعاء ذكر وشكر يؤجر عليه، وليس أجرًا يستحق به سلعة الدنيا من الرحمن.

ولا تحلفوا على دعاء ولا صيغة!

لا أذكر أني اطلعت عليها قبل، وأعتذر إن كان لتقصير مني.

والذي أراه لك أنك إذا وجدت محاسبتك لنفسك ولومها مجاوزة الحد المشروع أن تعدِل عنها، وأن تغلِّب الرجاء، ولا تجهد نفسك في تتبع علامات قبول التوبة وتطبيقها على حالك.

والقاعدة عند العلماء: تغليب الرجاء بالنسبة لليائس، وتغليب الخوف بالنسبة للمفرِّط.

وتذكُّر الذنب إذا حملك على رؤية النقص في عملك، والإخبات لربك، والزيادة من الخير، وتعظيم الخوف والرجاء معًا؛ فهو خير، وما زاد فلا خير فيه، وهو من كيد الشيطان.

‏وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

أظن أنك وصلت إلى مرحلة تحتاج فيها إلى شخص يقف بجانبك ويأخذ بيدك، والذي أوصيك به إن كان تعلقك بهذا البلاء سببه اضطراب نفسي أن تتوجه إلى مختص يبصرك بخطوات العلاج وطرق صرف الذهن عنه، وأدنى الحلول إذا كنت تثق بحسن تصرف زوجتك أن تصارحها بحالتك وتطلب منها المزيد من رعايتك ودعمك والأخذ بيدك وملاحظتك، فقد شُفي أزواج بهذه الطريقة.

لا تنسوا أخاكم من صالح دعواتكم.

س: هل يكون طالب العلم نذلًا؟

ج: توشك أن تكون النذالة شهوة من شهوات النفس، فمن تمكنت منه فلا يفيده في قمعها وقطع أثرها كثرة المحفوظات ومعالجة المخطوطات وسرد المطولات، حتى يكون له شأن مع تصفية النفس ومداواة القلب ودوام التفكر في أمراض النفوس والتنزُّه عنه.

وعليه؛ فلا مانع أن تجد طلاب علم سبقوا غيرهم في النذالة، ولا حاجة لك في ذكر أمثلة من النذالة؛ فالواقع العلمي طافح بها.

‏ما وجدنا في حفظ خاطر الوالدين إلا خيرًا، ولم نجد في الإصرار على خلاف رغبتهما غنيمة.

فالتمس البركة ‎#يا_بني في محالِّها، واسلك للتوفيق سبيله.

‏لن تجد ‎#يا_بني أكثر إيلامًا من شعورك بالعجز عن تصديق فعلك لمحبة عظيمة تملأ ما بين جنبيك، أعاذك الله من ذلك.

‏لو قيل لك ‎#يا_بني إن طريقك إلى وجهتك طويل، وهناك طريق مختصر لكن عليه أربابٌ يقاسمونك شطر مالك لتسلك منه، لم توافق ولم ترضَ.

فكيف إذا كانوا يقاسمونك ثلث دينك، ونصف مروءتك، وثلثي حيائك، لتبلغ بعض مقصودك؟!

‏شرُّ أنواع السباق ‎#يا_بني وأحقرها: سباق استرضاء من لا يلزمك استرضاؤه، فإنك إذا أسرعت إليه لم تبالِ بما سقط منك، ولن يكلِّف هو نفسه إعلامك بما سقط. فهوِّن أمر الحياة على نفسك، والتفت إلى من يلزمك، وإلى الذي يلزمك.

‏قاعدة:

(من أراد الله بعمل الآخرة وجب الكف عنه، ومن أراد الدنيا بعمل الآخرة وجب الحذر منه)

في (الأجوبة المسكتة، ص٣٠):

"دعا المنصور قومًا ليولِّيهم القضاء، فكان فيهم صاحب مسجد ابن رغبان، و كان في وجهه سجادة عظيمة [أي أثر السجود في الوجه]، فلما رآه قال له: و الله لئن كنت أردت الله بهذا فما ينبغي لنا أن نصُدَّك عنه، ولئن كنت أردتنا بهذا فينبغي لنا أن نحذرَك".

الظاهر أنك استكملت ما يلزمك ضرورة لتصحيح دينك، من أمور التوحيد والصلاة وغيرها، فأرى -إن أطقت- أن تجعل لتخصصك الطبي غالب جهدك، وأن تترك مساحة يسيرة لبرنامجك الشرعي، بحيث تتلقى العلم شيئًا فشيئًا، وبحيث لا تتزاحم الفنون ولا المقاصد، مع جعل عنايتك الأولى للقرآن، ثم تحصِّل قدرًا صالحًا من اللغة ومن الفقه.
وستحمد رأيي إذا وجدت نفسك بعد أعوام قد حصَّلت ما يلزمك من أمر دينك وزيادة، ولم تقصِّر في تحصيل دنياك تقصيرًا يفتح عليك أبواب التذبذب والانقطاع والهم، وربما ألجأك إلى طلب الدنيا بالعلم والدين.

لا توجد طريقة موحدة لتعليق الفوائد على نسختك، فمن الكتب ما تتوفر مساحة في حواشيها وبين أسطرها تفي بالغرض، ومنها ما يلزم استعمال ورق لاصق ونحوه. فانظر الذي يلائم نسختك ويريحك عند المراجعة واصنعه.

وكذلك بالنسبة للصبر على القراءة، فالأمر يتعلق بمزاج القارئ نفسه وحالخ، فجرِّب تغيير المكان حال القراءة ولو بالتنقل بين زوايا بيتك، وكذلك قارن بين حالك في الانفراد ومع غيرك، ونوِّع بين الكتب ولا تحبس نفسك على كتاب واحد، أو اجعل بعض الكتب استراحة بين فصول الكتاب المقصود، وما ذكرته يهديك إلى غيره من الطرائق المعينة على الاستمرار والصبر.

والمهم أن لا تقارن نفسك بأحد، ولا تصدِّق كل دعوى تراها حول القراءة وسرد المطولات، ولا تسِر مع أوهام تكبِّر لك إنجاز غيرك وتصغِّر لك إنجازك، استعن بالله واقرأ فقط.

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

شكر الله لك وللقائمين على الجمعية، وبارك الله في جهودكم.

وأرجو أن يتدارك كل مبتلى نفسه، وأن لا يقبض يده عن كل من يده إليه ليدلَّه طريق العافية.

ولستُ أعدُّ من المبالغة ظني أن إدمان الإباحية هو مبدأ كثير من الاضطرابات الفكرية والنفسية التي نراها على الشباب اليوم، والتي تختلف في صورها وتتفق في أصلها، سواءٌ ظهرت في صورة إلحاد أو شذوذ أو عدوانية أو غير ذلك.
وأنها أفضت إلى كثير من حالات الطلاق وقطع العلائق اللازمة والفصل من العمل وغير ذلك.

والذكي العاقل من قدَّم طلب السلامة على التماس الحيلة، وسؤال العافية على تحصيل اللذة.

س: ذكرتَ نذالة طالب العلم، فخطرلي سؤال عن خطأ شيخي إذا أخطأ وردَّ عليه غيره؛ كيف أجمع بين إحقاق الحق وبين الوفاء لشيخي الذي علمني، والسلامة من النذالة معه؟

ج: بأن تجمع بين حفظ حق العلم والدين وحفظ حق الشيخ وفضله، وذلك بأن تعقد القلب على الرضا بظهور الحق وبلوغه الناس ولو كان خلاف قول شيخك، لكن من غير طريقك إذا كفاك غيرك، كما أحب علي بن المديني أن يطلع طلاب الحديث على حال أبيه من غير طريقه. ومن غير جحود فضل من امتلأ عقلك واستنارت روحك بثمار درسه ومواقع نصحه. فإن زدت على الرضا بظهور الحق محاولة وصوله إلى شيخك بطريق ملائمة وحيلة لطيفة؛ فقد استكملت المروءة وحفظ العهد.

وأما الطيران بكل لفظ مخالف له، والتباعد منه، واستبدال الهمز واللمز بسابق الثناء والتعظيم، وإعلان البراءة المباشرة أو غير المباشرة لورود زلة محتملة، أو قول محتمِل، أو غلبة طبع لا يلائمك؛ فإن لم تكن هذه نذالة فما في الدنيا نذل!

مصارحة:

ليس كل من أحظره أحظره وأنا أضمر في نفسي سوء الظن به أو اتهامه في قوله أو فعله، بل إن ممن حظرته حظرته وأنا أدعو له وأظن به خيرًا، وأحب أن تتعلق نفسه بما هو أولى وبمن هو أحرى، وأن لا يدفعه حسن ظنه في سبيل لا تليق به، فحظري له حظر تكريم ووقاية له قبل أن تكون وقاية لنفسي،

وأرجو أن يفهم هذا كل من أحسن الظن بالفقير المقصِّر، وأن يعذرني، غفر الله لي ولكم.

‏العلم أشرف من استغلال كل لحظة أو خطوة أو مرحلة أو قرار فيه للكسب المادي، وصاحب العلم أولى الناس بترك المبالغة في تطلُّب المكاسب به، لا سيما إذا استغنى برزق وظيفة أو مهنة أو تجارة أو غيرها.
بارك الله لكل من يسعى في نشر الخير، ونفع الناس في دينهم ودنياهم لا يبتغي منهم أجرًا، وهو يعلم أن قوله ﷺ: ((الدين النصيحة)) شامل لخيري الدين والدنيا.