Notice: file_put_contents(): Write of 5794 bytes failed with errno=28 No space left on device in /var/www/tgoop/post.php on line 50

Warning: file_put_contents(): Only 8192 of 13986 bytes written, possibly out of free disk space in /var/www/tgoop/post.php on line 50
زاد الخطباء@menber10 P.1932
MENBER10 Telegram 1932
قُلِ اللَّهُ يُنَجّيكُمْ مّنْهَا ..!!

الخطبة الأولى :
الحمد لله حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه يليق بجلاله وعظمته، اللهم لك الحمد أنت أحق من ذكر وأحق من عبِد، لك الحمد أنت أجود من سئِل وأوسع من أعطى وأرأف من ملك، أنت المليك لا شريك لك، وأنت الفرد الذي لا ندّ لك، كلّ شيء هالك إلا وجهك، لن تطاع إلا بإذنك، ولن تعصَى إلا بعلمك، تطاع فتشكر، وتعصى فتغفر، القلوب لك مفضية، والسرّ عندك علانية، والحلال ما أحللت، والحرام ما حرّمت، والدين ما شرعت، والأمر أمرك، والخلق خلقك، ونحن عبيدك بنو إمائك.. ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنّ محمدًا عبده ورسوله، أحسن الناس خَلْقاً وخُلقاً .. صلى الله وسلم عليه وعلى آله وأصحابه، ومن سار على نهجه واستن بسنته وسلم تسليمًا كثيرا إلى يوم الدين، أما بعد:

عباد الله: مع فتن الحياة وكثرة مشاكلها وصراعاتها وابتلاءاتها يحتاج المسلم إلى قوة يلجأ إليها يستمد منها الخلاص والنجاة، وإن أعظم قوة يلجأ إليها المسلم هي قوة الله، وإن أعظم طريق يسلكه المسلم هو الطريق الذي يوصله إلى الله، وإن أعظم باب يطرقه المسلم فيسأل حاجته هو باب الله، وإن أعظم ركن يستعين به المسلم على أمور الدنيا والآخرة هو التوكل على الله، وإن أعظم الأمنيات التي يسعى المسلم لتحقيقها في حياته لا تتحقق إلا بتوفيق الله ورضاه ..
فهو -سبحانه وتعالى- القادر على كل شيء والذي بيده كل شيء والذي لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء، فكم نحن بحاجة إلى اللجوء إلى الله في كل ما يعرض علينا اليوم من فتن ومشاكل ومصائب، وحروب وصراعات، وظلم وعدوان أو فقر وحرمان أو مرض في الأبدان أو غير ذلك مما لا يملك كشفه وإزالته إلا الله وحده قال تعالى: (قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَتَّخِذُ وَلِيًّا فَاطِرِ السَّمَواتِ وَالأرْضِ وَهُوَ يُطْعِمُ وَلاَ يُطْعَمُ قُلْ إِنّي أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ) [الأنعام:14] ..
فالله -سبحانه وتعالى- هو الركن الشديد ذو القوة المتين .. عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "يطوي الله السموات يوم القيامة، ثم يأخذهن بيده اليمنى، ثم يقول: أنا الملك، أين الجبارون؟ أين المتكبرون؟ ثم يطوي الأرض بشماله، ثم يقول: أنا الملك، أين الجبارون؟ أين المتكبرون" (صحيح مسلم: 4/2148).
وقال تعالى: (اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى يُدَبِّرُ الْأَمْرَ يُفَصِّلُ الْآَيَاتِ لَعَلَّكُمْ بِلِقَاءِ رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ) [الرعد: 2].. لذلك ينبغي أن لا تُعلق الآمال إلا به ولا يطلب إلا منه ولا يخضع العبد إلا له ولا يمتلئ قلبه إلا بحبه ولا يطلب رضاه ..
بهذه العقيدة يعيش الفرد المسلم والمجتمع المسلم حياة سعيدة طيبة بعيدة عن القلق والاضطرابات النفسية وكثرة الهموم مهما كانت الظروف وضاقت الأحوال فلا يعلق المسلم آماله إلا بالله في أي شيء من أمور الدنيا أو الآخرة …
أيها المسلمون: إن اللجوء إلى المولى سبحانه في أوقات الشدة والرخاء، وفي كل ما يعرض للعبد من سوء وبلاء، هو دأب الأنبياء والصالحين من عباد الله تعالى، فما من نبي من الأنبياء أصابه ضر ومصيبة إلا ولجأ في دعائه وتضرعه واستغاثته إلى الله مالك الملك، ومدبر الأمر، وخالق الكون فيكشف الله ما نزل به، ويرفعه درجات، ويزيده من فضله وعنايته، فالله أكرم من أن يرد سائلًا، أو يخيب ظن قائلًا؛ كيف وهو القائل: ( وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ ) [غافر: 60]؟
ورد في السِّيَر أنه لما عاد -صلى الله عليه وسلم- من الطائف، وقد رُجم بالحجارة من قبل السفهاء والمجانين وسُدت في وجهه طرق البلاغ لدين الله لم يزد على أن قال كلمات يطلب فيها رضا ربه قائلاً: "اللهم إني أشكو إليك ضعف قوتي، وقلة حيلتي، وهواني على الناس أنت رب المستضعفين وأنت ربي، إلى من تكلني؟ إلى بعيد يتجهمني، أو إلى عدو ملكته أمري؟ إن لم يكن بك غضب علي فلا أبالي، غير أن عافيتك هي أوسع لي أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة أن يحل عليَّ غضبك، أو ينزل بي سخطك لك العتبى حتى ترضى ولا حول ولا قوة إلا بك".
فماذا كانت النتيجة؟ لقد أعزه الله ونصره، وأيده بجنوده، ونشر دينه في الآفاق وجعل ذكره على كل لسان إلى يوم القيامة.
و ركب يونس -عليه السلام- البحر، فساهم مع ركاب السفينة التي أشرقت على الغرق؛ أيهم يُلقى منها لتخفيف حمولتها، فكان من المدحضين، فأُلقي في لجج البحار، وانقطع عنه النهار، والتقمه الحوت، فصار في ظلمات بعضها فوق بعض، فأين التجأ؟! وبمن اعتصم؟! لقد نادى في الظلمات: (أَن لاَّ إِلَهَ إِلاَّ أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ) [الأنبياء: 87]، فسمع الله نداءه



tgoop.com/menber10/1932
Create:
Last Update:

قُلِ اللَّهُ يُنَجّيكُمْ مّنْهَا ..!!

الخطبة الأولى :
الحمد لله حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه يليق بجلاله وعظمته، اللهم لك الحمد أنت أحق من ذكر وأحق من عبِد، لك الحمد أنت أجود من سئِل وأوسع من أعطى وأرأف من ملك، أنت المليك لا شريك لك، وأنت الفرد الذي لا ندّ لك، كلّ شيء هالك إلا وجهك، لن تطاع إلا بإذنك، ولن تعصَى إلا بعلمك، تطاع فتشكر، وتعصى فتغفر، القلوب لك مفضية، والسرّ عندك علانية، والحلال ما أحللت، والحرام ما حرّمت، والدين ما شرعت، والأمر أمرك، والخلق خلقك، ونحن عبيدك بنو إمائك.. ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنّ محمدًا عبده ورسوله، أحسن الناس خَلْقاً وخُلقاً .. صلى الله وسلم عليه وعلى آله وأصحابه، ومن سار على نهجه واستن بسنته وسلم تسليمًا كثيرا إلى يوم الدين، أما بعد:

عباد الله: مع فتن الحياة وكثرة مشاكلها وصراعاتها وابتلاءاتها يحتاج المسلم إلى قوة يلجأ إليها يستمد منها الخلاص والنجاة، وإن أعظم قوة يلجأ إليها المسلم هي قوة الله، وإن أعظم طريق يسلكه المسلم هو الطريق الذي يوصله إلى الله، وإن أعظم باب يطرقه المسلم فيسأل حاجته هو باب الله، وإن أعظم ركن يستعين به المسلم على أمور الدنيا والآخرة هو التوكل على الله، وإن أعظم الأمنيات التي يسعى المسلم لتحقيقها في حياته لا تتحقق إلا بتوفيق الله ورضاه ..
فهو -سبحانه وتعالى- القادر على كل شيء والذي بيده كل شيء والذي لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء، فكم نحن بحاجة إلى اللجوء إلى الله في كل ما يعرض علينا اليوم من فتن ومشاكل ومصائب، وحروب وصراعات، وظلم وعدوان أو فقر وحرمان أو مرض في الأبدان أو غير ذلك مما لا يملك كشفه وإزالته إلا الله وحده قال تعالى: (قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَتَّخِذُ وَلِيًّا فَاطِرِ السَّمَواتِ وَالأرْضِ وَهُوَ يُطْعِمُ وَلاَ يُطْعَمُ قُلْ إِنّي أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ) [الأنعام:14] ..
فالله -سبحانه وتعالى- هو الركن الشديد ذو القوة المتين .. عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "يطوي الله السموات يوم القيامة، ثم يأخذهن بيده اليمنى، ثم يقول: أنا الملك، أين الجبارون؟ أين المتكبرون؟ ثم يطوي الأرض بشماله، ثم يقول: أنا الملك، أين الجبارون؟ أين المتكبرون" (صحيح مسلم: 4/2148).
وقال تعالى: (اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى يُدَبِّرُ الْأَمْرَ يُفَصِّلُ الْآَيَاتِ لَعَلَّكُمْ بِلِقَاءِ رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ) [الرعد: 2].. لذلك ينبغي أن لا تُعلق الآمال إلا به ولا يطلب إلا منه ولا يخضع العبد إلا له ولا يمتلئ قلبه إلا بحبه ولا يطلب رضاه ..
بهذه العقيدة يعيش الفرد المسلم والمجتمع المسلم حياة سعيدة طيبة بعيدة عن القلق والاضطرابات النفسية وكثرة الهموم مهما كانت الظروف وضاقت الأحوال فلا يعلق المسلم آماله إلا بالله في أي شيء من أمور الدنيا أو الآخرة …
أيها المسلمون: إن اللجوء إلى المولى سبحانه في أوقات الشدة والرخاء، وفي كل ما يعرض للعبد من سوء وبلاء، هو دأب الأنبياء والصالحين من عباد الله تعالى، فما من نبي من الأنبياء أصابه ضر ومصيبة إلا ولجأ في دعائه وتضرعه واستغاثته إلى الله مالك الملك، ومدبر الأمر، وخالق الكون فيكشف الله ما نزل به، ويرفعه درجات، ويزيده من فضله وعنايته، فالله أكرم من أن يرد سائلًا، أو يخيب ظن قائلًا؛ كيف وهو القائل: ( وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ ) [غافر: 60]؟
ورد في السِّيَر أنه لما عاد -صلى الله عليه وسلم- من الطائف، وقد رُجم بالحجارة من قبل السفهاء والمجانين وسُدت في وجهه طرق البلاغ لدين الله لم يزد على أن قال كلمات يطلب فيها رضا ربه قائلاً: "اللهم إني أشكو إليك ضعف قوتي، وقلة حيلتي، وهواني على الناس أنت رب المستضعفين وأنت ربي، إلى من تكلني؟ إلى بعيد يتجهمني، أو إلى عدو ملكته أمري؟ إن لم يكن بك غضب علي فلا أبالي، غير أن عافيتك هي أوسع لي أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة أن يحل عليَّ غضبك، أو ينزل بي سخطك لك العتبى حتى ترضى ولا حول ولا قوة إلا بك".
فماذا كانت النتيجة؟ لقد أعزه الله ونصره، وأيده بجنوده، ونشر دينه في الآفاق وجعل ذكره على كل لسان إلى يوم القيامة.
و ركب يونس -عليه السلام- البحر، فساهم مع ركاب السفينة التي أشرقت على الغرق؛ أيهم يُلقى منها لتخفيف حمولتها، فكان من المدحضين، فأُلقي في لجج البحار، وانقطع عنه النهار، والتقمه الحوت، فصار في ظلمات بعضها فوق بعض، فأين التجأ؟! وبمن اعتصم؟! لقد نادى في الظلمات: (أَن لاَّ إِلَهَ إِلاَّ أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ) [الأنبياء: 87]، فسمع الله نداءه

BY زاد الخطباء


Share with your friend now:
tgoop.com/menber10/1932

View MORE
Open in Telegram


Telegram News

Date: |

Content is editable within two days of publishing How to Create a Private or Public Channel on Telegram? When choosing the right name for your Telegram channel, use the language of your target audience. The name must sum up the essence of your channel in 1-3 words. If you’re planning to expand your Telegram audience, it makes sense to incorporate keywords into your name. The optimal dimension of the avatar on Telegram is 512px by 512px, and it’s recommended to use PNG format to deliver an unpixelated avatar. ZDNET RECOMMENDS
from us


Telegram زاد الخطباء
FROM American