MENBER10 Telegram 1933
وأجاب دعاءَه، فنجَّاه من الغم، وكذلك ينجِّي المؤمنين ..
أيها المؤمنون/ عباد الله: لقد لجأ كثير من الناس عند الشدائد والمحن والفتن إلى قوتهم وجاههم وأموالهم، وأحزابهم وجماعاتهم وقبائلهم، واعتمدوا عليها، وغرتهم أنفسهم وزين لهم الشيطان أعمالهم وصدهم عن طريق الله، ولم يلجئوا إليه بالتوبة والدعاء والاستغفار والتضرع، فما نفعهم ذلك في شيء، ولم يجدوا لذة الراحة ولا برد اليقين، ولا سلموا من فتن الحياة ومشاكلها؛ ذلك أن من مقاصد الفتن والمشاكل والابتلاءات تربية النفوس وخضوعها للحق والشرع وتضرعها بين يدي الله قال تعالى: (وَلَقَدْ أَرْسَلنَا إِلَى أُمَمٍ مِّن قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ فَلَوْلا إِذْ جَاءهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُواْ وَلَكِن قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُواْ بِمَا أُوتُواْ أَخَذْنَاهُم بَغْتَةً فَإِذَا هُم مُّبْلِسُونَ) [الأنعام: 42-44]..
وانظروا لمن لجأ إلى غير الله!! هل وجد النجاة وهل وصل إلى مبتغاه؟! .. هذا ابن نوحٍ -عليه السلام- قال تعالى عنه: (وَنَادَى نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ يَا بُنَيَّ ارْكَبْ مَعَنَا وَلَا تَكُنْ مَعَ الْكَافِرِينَ * قَالَ سَآَوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاءِ قَالَ لَا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلَّا مَنْ رَحِمَ وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ)[هود: 42، 43] ..
عباد الله: إن على المسلم أن يلجأ إلى الله في سائر أحواله وظروفه ويتضرع بين يديه ويرجوه، ويتوسل إليه بأن يصلح أحوالنا، ويحفظ علينا ديننا، ويعصم دماءنا وأموالنا، وأن يؤمن خوفنا، ويكفينا شر الأشرار وكيد الفجار ومكر الليل والنهار، ومهما كانت المصائب والأزمات والحروب والإبتلاءات شديدة وقاسية ويكاد لا يرى في أحداثها بصيص أمل أو طريق نجاة إلا أن المسلم واثق من ربه متوكلاً عليه ولذلك يدرك بأن الله موجود ومطلع على عباده وهو أرحم بهم من أنفسهم وهو سبحانه من سينجيهم، ويكف بأس عدوه عنهم،

إن مسنا الضر أو ضاقت بنا الحيل *** فلن يخيب لنا في ربنا أملُ
الله في كل خطب حسبنا وكفى *** إليه نرفع شكوانا ونبتهلُ
من ذا نلوذ به في كشف كربتنا *** ومن عليه سوى الرحمن نتكلُ
فافزع إلى الله واقرع باب رحمته *** فهو الرجاء لمن أعيت به السبلُ
اللهم اهدنا بهداك ولا تولنا أحداً سواك قلت ما سمعتم وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه.
الخطبة الثانية : الحمد لله وكفى وسلاماً على عباده الذين اصطفى أما بعد:
أيها المؤمنون: يا أهل غزة وفلسطين ، أعلموا أن النصرَ مع الصبر، وإن الفرجَ مع الكرب، ومهما تفاقُمت المحن، واشتدت الفِتن، فإن في طيِّ كلِّ محنةٍ مِنحة، ومع كلِّ بليةٍ عطية، ولا تخلو رزيةٌ من مزية .. والإسلامُ لا يتألقُ إلا في أجواء التحدي، والمسلمون لا يعودون إلى دينهم إلا إذا أحسوا بالخطر، ف( لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ ) [النور: 11]، {سَيَجْعَلُ اللهُ بعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا} [الطلاق: 7]، ( وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ) [البقرة: 216]، و( مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ ) [آل عمران: 179]، ( وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ ) [آل عمران: 146]، و( إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ )} [يوسف: 90] .. و( قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ [التوبة: 51]، {وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} ) [يوسف: 21]، فاثبتوا على دينكم وأرضكم والجأوا إلى الله بعد قل الناصر وتنكر القريب وتجهم البعيد وظننتم أن لا ملجأ ولا نجاة وتسآءل الناس من ينجيكم من هذا الكرب ومن هذه المحنة العظيمة وبعد أكثر من 100 يوم من الدمار والقتل والإبادة فليكن شعاركم ( قُلِ اللَّهُ يُنَجّيكُمْ مّنْهَا وَمِن كُلّ كَرْبٍ )[الأنعام: 64].. فالله معكم حافظاً وناصراً وعيناً، وعلى المسلمين جميعاً أن يقوموا بواجبهم تجاه المسجد الأقصى وأرض فلسطين وغزة الجريحة التي تقاوم كل هذا العدوان والهمجية وحرب الإبادة والقتل والتدمير بعزيمة واصرار ورباطة جأش وصمود اسطوري، وإنهم لمنصورون -بإذن الله- قال تعالى: (إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي



tgoop.com/menber10/1933
Create:
Last Update:

وأجاب دعاءَه، فنجَّاه من الغم، وكذلك ينجِّي المؤمنين ..
أيها المؤمنون/ عباد الله: لقد لجأ كثير من الناس عند الشدائد والمحن والفتن إلى قوتهم وجاههم وأموالهم، وأحزابهم وجماعاتهم وقبائلهم، واعتمدوا عليها، وغرتهم أنفسهم وزين لهم الشيطان أعمالهم وصدهم عن طريق الله، ولم يلجئوا إليه بالتوبة والدعاء والاستغفار والتضرع، فما نفعهم ذلك في شيء، ولم يجدوا لذة الراحة ولا برد اليقين، ولا سلموا من فتن الحياة ومشاكلها؛ ذلك أن من مقاصد الفتن والمشاكل والابتلاءات تربية النفوس وخضوعها للحق والشرع وتضرعها بين يدي الله قال تعالى: (وَلَقَدْ أَرْسَلنَا إِلَى أُمَمٍ مِّن قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ فَلَوْلا إِذْ جَاءهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُواْ وَلَكِن قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُواْ بِمَا أُوتُواْ أَخَذْنَاهُم بَغْتَةً فَإِذَا هُم مُّبْلِسُونَ) [الأنعام: 42-44]..
وانظروا لمن لجأ إلى غير الله!! هل وجد النجاة وهل وصل إلى مبتغاه؟! .. هذا ابن نوحٍ -عليه السلام- قال تعالى عنه: (وَنَادَى نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ يَا بُنَيَّ ارْكَبْ مَعَنَا وَلَا تَكُنْ مَعَ الْكَافِرِينَ * قَالَ سَآَوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاءِ قَالَ لَا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلَّا مَنْ رَحِمَ وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ)[هود: 42، 43] ..
عباد الله: إن على المسلم أن يلجأ إلى الله في سائر أحواله وظروفه ويتضرع بين يديه ويرجوه، ويتوسل إليه بأن يصلح أحوالنا، ويحفظ علينا ديننا، ويعصم دماءنا وأموالنا، وأن يؤمن خوفنا، ويكفينا شر الأشرار وكيد الفجار ومكر الليل والنهار، ومهما كانت المصائب والأزمات والحروب والإبتلاءات شديدة وقاسية ويكاد لا يرى في أحداثها بصيص أمل أو طريق نجاة إلا أن المسلم واثق من ربه متوكلاً عليه ولذلك يدرك بأن الله موجود ومطلع على عباده وهو أرحم بهم من أنفسهم وهو سبحانه من سينجيهم، ويكف بأس عدوه عنهم،

إن مسنا الضر أو ضاقت بنا الحيل *** فلن يخيب لنا في ربنا أملُ
الله في كل خطب حسبنا وكفى *** إليه نرفع شكوانا ونبتهلُ
من ذا نلوذ به في كشف كربتنا *** ومن عليه سوى الرحمن نتكلُ
فافزع إلى الله واقرع باب رحمته *** فهو الرجاء لمن أعيت به السبلُ
اللهم اهدنا بهداك ولا تولنا أحداً سواك قلت ما سمعتم وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه.
الخطبة الثانية : الحمد لله وكفى وسلاماً على عباده الذين اصطفى أما بعد:
أيها المؤمنون: يا أهل غزة وفلسطين ، أعلموا أن النصرَ مع الصبر، وإن الفرجَ مع الكرب، ومهما تفاقُمت المحن، واشتدت الفِتن، فإن في طيِّ كلِّ محنةٍ مِنحة، ومع كلِّ بليةٍ عطية، ولا تخلو رزيةٌ من مزية .. والإسلامُ لا يتألقُ إلا في أجواء التحدي، والمسلمون لا يعودون إلى دينهم إلا إذا أحسوا بالخطر، ف( لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ ) [النور: 11]، {سَيَجْعَلُ اللهُ بعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا} [الطلاق: 7]، ( وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ) [البقرة: 216]، و( مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ ) [آل عمران: 179]، ( وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ ) [آل عمران: 146]، و( إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ )} [يوسف: 90] .. و( قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ [التوبة: 51]، {وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} ) [يوسف: 21]، فاثبتوا على دينكم وأرضكم والجأوا إلى الله بعد قل الناصر وتنكر القريب وتجهم البعيد وظننتم أن لا ملجأ ولا نجاة وتسآءل الناس من ينجيكم من هذا الكرب ومن هذه المحنة العظيمة وبعد أكثر من 100 يوم من الدمار والقتل والإبادة فليكن شعاركم ( قُلِ اللَّهُ يُنَجّيكُمْ مّنْهَا وَمِن كُلّ كَرْبٍ )[الأنعام: 64].. فالله معكم حافظاً وناصراً وعيناً، وعلى المسلمين جميعاً أن يقوموا بواجبهم تجاه المسجد الأقصى وأرض فلسطين وغزة الجريحة التي تقاوم كل هذا العدوان والهمجية وحرب الإبادة والقتل والتدمير بعزيمة واصرار ورباطة جأش وصمود اسطوري، وإنهم لمنصورون -بإذن الله- قال تعالى: (إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي

BY زاد الخطباء


Share with your friend now:
tgoop.com/menber10/1933

View MORE
Open in Telegram


Telegram News

Date: |

best-secure-messaging-apps-shutterstock-1892950018.jpg bank east asia october 20 kowloon Today, we will address Telegram channels and how to use them for maximum benefit. Telegram desktop app: In the upper left corner, click the Menu icon (the one with three lines). Select “New Channel” from the drop-down menu. Your posting frequency depends on the topic of your channel. If you have a news channel, it’s OK to publish new content every day (or even every hour). For other industries, stick with 2-3 large posts a week.
from us


Telegram زاد الخطباء
FROM American