tgoop.com/menber10/1942
Last Update:
قضيتي
ومن هذه الدروس فإن مواجهة الأعداء لا يشترط فيها تكافؤ القوى؛ يكفي المؤمنين أن يعدُّوا أنفسهم بما استطاعوا من قوة، ثم يثقوا بالله، ويتعلقوا به، ويثبتوا، ويصبروا، وعندها يكون لهم النصر، يقول عبدالله بن رواحة رضي الله عنه: "والله ما نقاتل الناس بعَدد ولا عُدد! ما نقاتلهم إلا بهذا الدين الذي كرمنا الله به".
ومنها أن الحق لابد له من قوة تحرسه، لا يكفي حق بلا قوة! وما يحدث في غزة من همجية صهيونية وصمود بطولي لأبناء فلسطين بما يمتلكون من قوة وعتاد بسيط ومن صنع أيديهم؛ ليدل بكل وضوح على أن إعداد القوة مهما كانت واجب شرعي وهم يسطرون ملاحم بطولية في الثبات والجهاد وإثخان العدو الصهيوني الذي يلجأ بسبب هزيمته إلى قتل المدنيين والأطفال والنساء وتدمير البيوت وتفجير المساجد والمستشفيات ، ولكن الله غالب على أمره وناصر جنده، فاللهم أنت الناصر لدينك، والمعز لأوليائك؛ افتح لنا ولإخواننا في فلسطين وغزة وكل مكان فتحًا مبينًا، وانصرهم نصرًا عزيزًا، واجعل لهم من لدنك سلطانًا نصيرًا، اللهم ثبِّت أقدامهم، وزلزل أعداءهم، اللهم أدخل الرعب في قلوبهم أعدائهم، واستأصل شأفتهم، واقطع دابرهم، وأَبِدْ خضراءهم، واجعل تدبيرهم تدميرهم، وأورثنا أرضهم وديارهم وأموالهم، وكن لنا وليًّا، وبنا حفيًّا.
قلت ما سمعتم وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه.
الخطبة الثانية: الحمدلله وكفى وسلاماً على عباده الذين اصطفى أما بعد:
أيها المسلمون: يعود -صلى الله عليه وسلم- إلى المدينة، بعد إرهاب أعداء الله من نصارى ويهود ومشركين، يعود في يوم بهيج، لتستقبله المدينة، لتستقبل نور بصرها -صلى الله عليه وسلم-، يخرج الأطفال في فرح ليصطفُّوا على مداخل المدينة، وعلى أفواه الطرقات، ليستقبلوا رسول البرية -صلى الله عليه وسلم-.
وهنا قال -صلى الله عليه وسلم-: "إنَّ بالمدينة رجالاً، ما سرتم مسيرًا، ولا قطعتم واديًا، ولا وَطَئِتُم موطئًا يغيظ الكفار، إلا كانوا معكم، حبسهم العذر". قالوا: يا رسول الله: وهم بالمدينة؟! قال: "نعم، وهم بالمدينة".
ومن هنا تظهر أهمية النية الخالصة الصادقة في نيل الأجر والثواب، ولو حمل كل مسلم هم الدين ونصرته ونصرة إخوانه وكان صادقًا لكان له أجر عظيم.
وهكذا انتصر المسلمون في تبوك على شهواتهم وأنفسهم، وبالتالي انتصروا على أعدائهم؛ (وَلَيَنصُرَنَّ اللهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ) [الحج:40]، هذه غزوة تبوك قائدها محمد -صلى الله عليه وسلم-، جنودها صحابته -رضوان الله عليهم-، عزّ فيها المؤمنون، وسقط المنافقون، وذل الكافرون.
ولنثق جميعًا بنصر الله وتمكينه بعد أن نقوم بما علينا تجاه ديننا وأمتنا، وأن نعد ما نستطيع من قوة نحفظ بها أعراضنا ودماءنا وأرضنا وبلادنا، ولْندرك خطورة المنافقين ودورهم في نكسات الأمة وتفريق صفها وتثبيط عزيمتها وتوهين قوتها، وأن نفضح ونحذر من مخططاتهم في كل البلاد، وأبشر وأملوا بالنصر والتمكين لهذه الأمة، وما النصر إلا من عند الله، فاللهم اجعل لأهل فلسطين النصرة والعزة والغلبة والقوة والهيبة ، اللهم انصر أهل فلسطين وثبت أقدامهم وسدد رميتهم واربط على قلوبهم وأمدهم بجنود من عندك/ اللهم عليك باليهود الغاصبين، اللهم لا ترفع لهم راية ولا تحقق لهم غاية واجعلهم لمن خلفهم من المجرمين والمنافقين والمطبعين عبرة وآية ، هـــذا وَصَلُّوا وَسَلِّمُوا عَلَى الْبَشِيرِ النَّذِيرِ وَالسِّرَاجِ الْمُنِيرِ؛ حَيْثُ أَمَرَكُمْ بِذَلِكَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ؛ فَقَالَ فِي كِتَابِهِ: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)[الأحزاب: 56].
اللَّهُمَّ أَعِزَّ الْإِسْلَامَ وَالْمُسْلِمِينَ، واخْذُلْ أَعْدَاءَكَ أَعْدَاءَ الدِّينِ، اللَّهُمَّ آمِنَّا فِي أَوْطَانِنَا، وَأَصْلِحْ أَحوالنا وردنا إلى دينك رداً جميلاً.
عباد الله: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ؛ فاذكروا اللهَ يذكُرْكم، واشكُروه على نعمِه يزِدْكم، ولذِكْرُ اللهِ أكبر، واللهُ يعلمُ ما تصنعون.
BY زاد الخطباء
Share with your friend now:
tgoop.com/menber10/1942