tgoop.com/menber10/1945
Last Update:
إننا بحاجة إلى تربية نفوسنا على خلق الورع ليعيش المجتمع في أمن وأمان ولتحفظ الدماء والأموال والأعراض .. فاليوم هناك جرأة عجيبة على الدماء وإزهاق الأرواح ولم تعد المشكلة فيمن يباشر القتل و سفك الدماء فقط ، بل المشكلة الآن في الطابور العريض من أبناء المجتمع والأمة إما جهلاً أو تعصباً الذي يقف خلف القاتل حاشدين عشرات التأويلات والتخريجات لفعله ، مبررين جرما شهدت نصوص الكتاب والسنة ببشاعته والتحذير منه ، وما هذا إلا قلة في الورع عن التخوض في الدماء المحرمة ، حتى قال النبي صلى الله عليه وسلم " لا يزال المسلم في فسحة من دينه مالم يصب دما حراما " (رواه البخاري ) ، ولو لم يكن إلا هذا الحديث لكفى في تنزيه الإنسان نفسه عن التخوض في الدماء ، والتبرؤ من كل عمل فيه فتك بمسلم يشهد ألا اله إلا الله وان محمد رسول الله ..! أو حتى ذمي يهودياً كان أو نصراني وهو في بلاد المسلمين طالما كان آمناً ومسالماً ومعاهداً .. عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من قتل معاهداً لم يرح رائحة الجنة، وإن ريحها يوجد من مسيرة أربعين عاماً). (أخرجه البخاري) .. فكيف بمن يقتل مسلماً ومؤمناً دون وجه حق ؟ قال تعالى {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً} ا(لنساء/93) .. أي شهوة وغاية وراء قتل المسلم لأخيه المسلم فهي والله ليست من أجل الدين ولا من أجل نصرة الإسلام والمسلمين ولا من أجل أعداء المسلمين ولكنها من أجل حظوظ النفس والطمع في السلطان والملك والتأويل الفاسد لتوجيهات الكتاب والسنة .. فأين الورع ومخافة الله ؟ اين الإستعداد للقاءه والوقوف بين يديه ؟ أين نحن من تقديم مصلحة البلاد والعباد على مصالح النفس والقبائل والمذاهب والأحزاب ؟ أين الصبر في ذات الله وابتغاء مرضاته والطمع فيما عنده ؟ ..
إن أبواب الجنة لا يطرقها إلا أصحاب الأخلاق العظيمة مهما كانت حاجتهم وكيفما كانت ظروفهم .. ضبط الورع سلوكهم ووجه أفعالهم رغم حاجتهم وفقرهم وكان بينهم وبين الحرام سداً منيعاً وحصناً مشيداً ..
عن عبدالله بن عمرو بن العاص عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( هل تدرون أول من يدخل الجنة من خلق الله قالوا الله ورسوله أعلم قال أول من يدخل الجنة من خلق الله الفقراء والمهاجرون الذين تسد بهم الثغور ويتقى بهم المكاره ويموت أحدهم وحاجته في صدره لا يستطيع لها قضاء فيقول الله عز وجل لمن يشاء من ملائكته ائتوهم فحيوهم فتقول الملائكة نحن سكان سمائك وخيرتك من خلقك أفتأمرنا أن نأتي هؤلاء فنسلم عليهم قال إنهم كانوا عبادا يعبدوني لا يشركون بي شيئا وتسد بهم الثغور ويتقى بهم المكاره ويموت أحدهم وحاجته في صدره لا يستطيع لها قضاء قال فتأتيهم الملائكة عند ذلك فيدخلون عليهم من كل باب { سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار } ( رواه أحمد 10/77 و إسناده صحيح ) .. وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "اشترى رجلٌ من رجل عقارًا، فوجد الذي اشترى العقار في عقاره جَرَّة فيها ذهب، فقال الذي اشترى العقار للبائع: خذ ذهبك، أنا اشتريت منك الأرض، ولم أشترِ الذهب؛ وقال الذي باع له الأرض: إنما بعتُك الأرض وما فيها؛ فتحاكما إلى رجل، فقال الذي تحاكما إليه: ألكما ولد؟! قال أحدُهما: نعم؛ وقال الآخر: لي جارية -أي بنت-؛ قال: أنكحا الغلام الجارية، وأنفقا على أنفسهما منه؛ فانصرفا".( البخاري ومسلم) .. إن من يقرأ هذا الحديث لا يدري بأيهما يعجب أكثر؛ من البائع، أم من المشتري، أم الحكم؟! فكل واحد منهم أشد عجبًا، أي خلق هذا الذي يضبط النفوس ويوجه السلوك ويولد القناعات!! إنه خلق الورع الذي به تزكو النفوس، وبه يرتقي العبد في مراتب الإيمان ودرجاته، وبه ينال العبد محبة الله ومحبة خلقه، وبه تعم السعادة حياة الأفراد والمجتمعات، وبه يعرف الحق من الباطل والخير من الشر والحلال من الحرام.
عبــــاد الله :- إننا بحاجة إلى خلق الورع حكاماً ومحكومين رجالاً ونساءاً .. فهو دين يعبد الله به وهو خلق يقود العبد إلى رضوان الله وجنته ، به يسعد الفرد والمجتمع ويأمن الخائف ويقوى الضعيف وتحفظ الحقوق وتقال كلمة الحق وينصر المظلوم وينتشر الخير والصلاح وبه يكون المرء حارساً على نفسه ويمنعها من الغواية والضلال .. هذا أبو بكر الصديق رضي الله عنه يأتيه غلامه بطعام وكان صائماً فأكل منه فقال له غلامه لم تسألني يا خلفة رسول الله من أين جئت بهذا الطعام كما كنت تسألني كل ليلة قال : ومن أين جئت به ؟ قال الغلام هذا مال كنت قد تكهنت به في الجاهليه لقومٍ فلم يعطوني مالي إلا اليوم ..
BY زاد الخطباء
Share with your friend now:
tgoop.com/menber10/1945