tgoop.com/menber10/1957
Last Update:
والمداومة على العمل الصالح يورث القلب أنساً بالله وقرباً منه؛ فإن المعاصي تصرف القلب وتشتته وتبعده عن الله، وتوقع الوحشة بين العبد وربه،
والعمل الصالح والمداومة عليه يسد على الشيطان مداخله إلى القلب، والتي يأتي منها أمراضه ويحدث من خلالها فساده،
ومن ذلك أن المداومة على العمل الصالحة نوع من المجاهدة للوصول إلى صلاح القلب واستقامته ، يقول ابن المنكدر رحمه الله وهو من علماء التابعين:" كابدت نفسي أربعين سنة حتى استقامت لي'[ نزهة الفضلاء 607] . فصار في حال من العبودية عجيب كان يقول:'إني لأدخل في الليل فيهولني فينقضي وما قضيت منه أربي' . ما معنى هذا الكلام ؟ يقول: إذا أقبل الليل ودخلت فيه، وبادرت فيه إلى الصلاة، وخلوت بربي؛ لم يمض إلى شيء حتى انقضى هذا الليل، وتصرمت ساعاته، ولم أشعر بذلك، ولم يحصل ما كنت أؤمله من طول المناجاة، فهي قصيرة في نظره لشدة شغفه وتعلقه بذلك
إننا حينما نصلي كأن الواحد منا طائر في القفص يبحث عن الحيلة كيف يتخلص، ولو كانت قلوبنا عامرة بمحبة الله والإقبال عليه؛ لم نشبع من صلاتنا وعبادتنا، وكم رأيت من الصالحين من يتعجب أن فلاناً من الناس لربما بكى في القراءة في الصلاة السرية، وأي عجب في هذا هو يناجي ربه كيف تعجبون من هذا .. !! وأي مقام هو أعظم من مقام العبد بين يدي ربه وخالقه يناجيه وينطرح بين يديه في أذل الصور التي يعبد بها العبد نفسه ويذلل جبهته في السجود والركوع وهل هناك تذلل أكثر من مناجاة الله عز وجل والخضوع بين يديه والجبهة على الأرض ؟
عباد الله: وهناك أعمال صالحة، كقيام الليل ، والصدقة، ومساعدة اليتيم والمسكين، وإدخال السرور على الآخرين وغيرها، ولا شك أن المداومة عليها تورث القلب اللين والطمأنينة والسعادة والراحة ، فاصلحوا قلوبكم عباد الله وأمدوها بأسباب الحياة والصلاح، وحافظوا على الأعمال الصالحة والمداومة عليها .
هذا وصلوا وسلموا على أمرتم بالصلاة والسلام عليه، قال -تعالى-:(إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) [الأحزاب:56].
BY زاد الخطباء
Share with your friend now:
tgoop.com/menber10/1957