MENBER10 Telegram 1960
قال تعالى : ( وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَى رَبَّهُ رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ) [الأنبياء:89/90] .
ومن المسارعة إلى الخيرات، بذل المعروف، وتقديم النفع، ومساعدة المحتاج، والعطف على المسكين والأرملة واليتيم، قال صل الله عليه وسلم: (ن أردت تليين قلبك , فأطعم المسكين و امسح رأس اليتيم ) (السلسلة الصحيحة” 2 / 533)
معاشر المسلمين: ومن المسارعة في الخيرات وأثر ذلك في إصلاح القلوب، أن فعل الواجبات والمستحبات وترك المحرمات والمكروهات وبعض المباحات، يمد القلب بأسباب الحياة وفي ذلك كان التنافس وكانت الدرجات، قال تعالى ( ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ ) [فاطر : 32].
ولذلك كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعمل بتوجيهاته على إصلاح القلوب، فإذا صلح، صلحت سائر الأعضاء، وكان الوسائل التي أتخذه النبي صل الله عليه وسلم لإصلاح القلوب وتزكية النفوس، الدعوة إلى التنافس والسباق والمسارعة إلى الخيرات ، فكان يوجه أصحابه إلى التنافس على فضائل الأعمال والعبادات والطاعات وما ينفعهم في دينهم ودنياهم وآخرتهم فعن أبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْهُ: أنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم ،
وقال " لَوْ يَعْلَمُ النَّاسُ ما في النِّداءِ والصَّفِ الأوَّلِ، ثُمَّ لَمْ يَجِدُوا إلا أنْ يَسْتَهِمُوا عليه لاسْتَهَمُوا. وَلَوْ يَعْلَمُونَ ما في التَّهْجِيرِ لاسْتَبَقُوا إليه. ولَوْ يعلمون ما في العَتَمَةِ والصُّبْحِ لأتَوْهُمَا وَلَوْ حَبْوا " (متفق عليه)..
وقال صلى الله عليه وسلم ( من غدا إلى المسجد أو راح أعد الله له نزلا من الجنة كلما غدا أو راح). البخاري،الفتح (2/173) برقم 662) ..
وعن عبدالله بن عمرٍو وأبي هريرة أنهما سَمعا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول على أعواد مِنبَرِه: (لينتهيَنَّ أقوامٌ عن وَدْعِهم الجمُعات، أو ليَختمَنَّ الله على قلوبهم ولَيَكونُنَّ مِن الغافلين)؛ رواه مسلم، وعن عبدالله بن عمرو بن العاص قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من قام بعشر آيات لم يُكتَب من الغافلين، ومن قام بمائة آية كُتب من القانتين، ومن قام بألف آية كتب من المقَنطرين) (رواه أبو داود وصححه الألباني).
وكان صلى الله عليه وسلم يحذر من إنحراف النفوس عن هذا الطريق فتتحول المنافسة على الدنيا وشهواتها واموالها ومتاعها فتضعف القيم ويندثر الدين وتسوء الأخلاق وتزيد الهموم وتفسد القلوب، وهذا ما يعيشه كثير من الناس اليوم، فعَنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " يَا شَدَّادُ بْنَ أَوْسٍ ! إِذَا رَأَيْتَ النَّاسَ قَدِ اكْتَنَزُوا الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ ،فَاكْنِزْ هَؤُلاءِ الْكَلِمَاتِ :اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الثَّبَاتَ فِي الأَمْرِ , وَالْعَزِيمَةَ عَلَى الرُّشْدِ ،وَأَسْأَلُكَ مُوجِبَاتِ رَحْمَتِكَ , وَعَزَائِمَ مَغْفِرَتِكَ ،وَأَسْأَلُكَ شُكْرَ نِعْمَتِكَ , وَحُسْنَ عِبَادَتِكَ ، وَأَسْأَلُكَ قَلْبًا سَلِيمًا , وَلِسَانًا صَادِقًا ، وَأَسْأَلُكَ مِنْ خَيْرِ مَا تَعْلَمُ ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا تَعْلَمُ ، وَأَسْتَغْفِرُكَ لِمَا تَعْلَمُ ، إِنَّكَ أَنْتَ عَلامُ الْغُيُوبِ "(صححه الألباني في السلسلة الصحيحة (3228) ..
قلت ما سمعتم واستغفر الله لي ولكم فاستغفروه .
الخطبة الثانية:
الحمد لله على إحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه، والصلاة والسلام على رسوله الداعي إلى رضوانه، وعلى آله وأصحابه وإخوانه
أيها الناس: انظــروا إلى هذه الصورة الناصعة والتي تبين كيف كان التنافس بين الصحابة والمسارعة إلى الخيرات وعلى ماذا كانوا يتنافسون ويتسابقون ؟ وبماذا أثمرة هذه المنافسة؟ .. يأتي الفقراء من الصحابة إلى رسول الله يشتكون الأغنياء،
هل لأنهم لم يعطوهم مما أعطاهم الله، أو أنهم لم يتفقدوا جائعهم ومحتاجهم، أو لأنهم يأكلون أفضل منهم ويلبسون أحسن منهم، .. كلا لم يكن ذلك هو السبب، بل قالوا : يا رسول الله ! ذهب أهل الدثور بالأجور . يصلون كما نصلي . ويصومون كما نصوم، ويتصدقون بفضول أموالهم، فقال لهم صلى الله عليه وسلم: ألا أدلكم على شيء إذا فعلتموه سبقتم من قبلكم ولم يدركم أحد ممن يجيء بعدكم ؟ قالوا : نعم .. قال : تسبحون في دبر كل صلاة ثلاثاً وثلاثين، وتحمدون ثلاثاً وثلاثين ، وتكبرون ثلاثاً وثلاثين، إنكم إذا فعلتم ذلك، سبقتم من قبلكم ولم يدركم أحد ممن يجيء بعدكم،



tgoop.com/menber10/1960
Create:
Last Update:

قال تعالى : ( وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَى رَبَّهُ رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ) [الأنبياء:89/90] .
ومن المسارعة إلى الخيرات، بذل المعروف، وتقديم النفع، ومساعدة المحتاج، والعطف على المسكين والأرملة واليتيم، قال صل الله عليه وسلم: (ن أردت تليين قلبك , فأطعم المسكين و امسح رأس اليتيم ) (السلسلة الصحيحة” 2 / 533)
معاشر المسلمين: ومن المسارعة في الخيرات وأثر ذلك في إصلاح القلوب، أن فعل الواجبات والمستحبات وترك المحرمات والمكروهات وبعض المباحات، يمد القلب بأسباب الحياة وفي ذلك كان التنافس وكانت الدرجات، قال تعالى ( ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ ) [فاطر : 32].
ولذلك كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعمل بتوجيهاته على إصلاح القلوب، فإذا صلح، صلحت سائر الأعضاء، وكان الوسائل التي أتخذه النبي صل الله عليه وسلم لإصلاح القلوب وتزكية النفوس، الدعوة إلى التنافس والسباق والمسارعة إلى الخيرات ، فكان يوجه أصحابه إلى التنافس على فضائل الأعمال والعبادات والطاعات وما ينفعهم في دينهم ودنياهم وآخرتهم فعن أبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْهُ: أنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم ،
وقال " لَوْ يَعْلَمُ النَّاسُ ما في النِّداءِ والصَّفِ الأوَّلِ، ثُمَّ لَمْ يَجِدُوا إلا أنْ يَسْتَهِمُوا عليه لاسْتَهَمُوا. وَلَوْ يَعْلَمُونَ ما في التَّهْجِيرِ لاسْتَبَقُوا إليه. ولَوْ يعلمون ما في العَتَمَةِ والصُّبْحِ لأتَوْهُمَا وَلَوْ حَبْوا " (متفق عليه)..
وقال صلى الله عليه وسلم ( من غدا إلى المسجد أو راح أعد الله له نزلا من الجنة كلما غدا أو راح). البخاري،الفتح (2/173) برقم 662) ..
وعن عبدالله بن عمرٍو وأبي هريرة أنهما سَمعا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول على أعواد مِنبَرِه: (لينتهيَنَّ أقوامٌ عن وَدْعِهم الجمُعات، أو ليَختمَنَّ الله على قلوبهم ولَيَكونُنَّ مِن الغافلين)؛ رواه مسلم، وعن عبدالله بن عمرو بن العاص قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من قام بعشر آيات لم يُكتَب من الغافلين، ومن قام بمائة آية كُتب من القانتين، ومن قام بألف آية كتب من المقَنطرين) (رواه أبو داود وصححه الألباني).
وكان صلى الله عليه وسلم يحذر من إنحراف النفوس عن هذا الطريق فتتحول المنافسة على الدنيا وشهواتها واموالها ومتاعها فتضعف القيم ويندثر الدين وتسوء الأخلاق وتزيد الهموم وتفسد القلوب، وهذا ما يعيشه كثير من الناس اليوم، فعَنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " يَا شَدَّادُ بْنَ أَوْسٍ ! إِذَا رَأَيْتَ النَّاسَ قَدِ اكْتَنَزُوا الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ ،فَاكْنِزْ هَؤُلاءِ الْكَلِمَاتِ :اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الثَّبَاتَ فِي الأَمْرِ , وَالْعَزِيمَةَ عَلَى الرُّشْدِ ،وَأَسْأَلُكَ مُوجِبَاتِ رَحْمَتِكَ , وَعَزَائِمَ مَغْفِرَتِكَ ،وَأَسْأَلُكَ شُكْرَ نِعْمَتِكَ , وَحُسْنَ عِبَادَتِكَ ، وَأَسْأَلُكَ قَلْبًا سَلِيمًا , وَلِسَانًا صَادِقًا ، وَأَسْأَلُكَ مِنْ خَيْرِ مَا تَعْلَمُ ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا تَعْلَمُ ، وَأَسْتَغْفِرُكَ لِمَا تَعْلَمُ ، إِنَّكَ أَنْتَ عَلامُ الْغُيُوبِ "(صححه الألباني في السلسلة الصحيحة (3228) ..
قلت ما سمعتم واستغفر الله لي ولكم فاستغفروه .
الخطبة الثانية:
الحمد لله على إحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه، والصلاة والسلام على رسوله الداعي إلى رضوانه، وعلى آله وأصحابه وإخوانه
أيها الناس: انظــروا إلى هذه الصورة الناصعة والتي تبين كيف كان التنافس بين الصحابة والمسارعة إلى الخيرات وعلى ماذا كانوا يتنافسون ويتسابقون ؟ وبماذا أثمرة هذه المنافسة؟ .. يأتي الفقراء من الصحابة إلى رسول الله يشتكون الأغنياء،
هل لأنهم لم يعطوهم مما أعطاهم الله، أو أنهم لم يتفقدوا جائعهم ومحتاجهم، أو لأنهم يأكلون أفضل منهم ويلبسون أحسن منهم، .. كلا لم يكن ذلك هو السبب، بل قالوا : يا رسول الله ! ذهب أهل الدثور بالأجور . يصلون كما نصلي . ويصومون كما نصوم، ويتصدقون بفضول أموالهم، فقال لهم صلى الله عليه وسلم: ألا أدلكم على شيء إذا فعلتموه سبقتم من قبلكم ولم يدركم أحد ممن يجيء بعدكم ؟ قالوا : نعم .. قال : تسبحون في دبر كل صلاة ثلاثاً وثلاثين، وتحمدون ثلاثاً وثلاثين ، وتكبرون ثلاثاً وثلاثين، إنكم إذا فعلتم ذلك، سبقتم من قبلكم ولم يدركم أحد ممن يجيء بعدكم،

BY زاد الخطباء


Share with your friend now:
tgoop.com/menber10/1960

View MORE
Open in Telegram


Telegram News

Date: |

Telegram channels fall into two types: The Standard Channel The Channel name and bio must be no more than 255 characters long Although some crypto traders have moved toward screaming as a coping mechanism, several mental health experts call this therapy a pseudoscience. The crypto community finds its way to engage in one or the other way and share its feelings with other fellow members. Avoid compound hashtags that consist of several words. If you have a hashtag like #marketingnewsinusa, split it into smaller hashtags: “#marketing, #news, #usa.
from us


Telegram زاد الخطباء
FROM American