tgoop.com/menber10/1965
Last Update:
هب أنك ملكت كنوز كسرى ... وعُمرت السنين فكان ماذا ؟
أليس القـبر غـاية كـل حيٍ ... وتُسأل بعده عن كل هذا ؟
قال : بلى .. ثم رجع هارون ولم يكمل رحلة الصيد تلك .. و انطرح على فراشه مريضاً .. ولم تمضِ عليه أيام حتى نزل به الموت.
عباد الله: والناس بعد سماع المواعظ ينقسمون إلى عدة أقسام، قال ابن رجب:
فمنهم من يرجع إلى هواه فلا يتعلق بشيء مما سمعه في مجلس الذكر ولا يزداد هدى ولا يرتدع عن ردىء ,وهؤلاء شر الأقسام ويكون ما سمعوه حجة عليهم فتزداد به عقوبتهم وهؤلاء الظالمين لأنفسهم: (أُولَئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ) [النحل:108].
ومنهم من ينتفع بما سمعه وهم على أقسام:
فمنهم من يرده ما سمعه عن المحرمات ويوجب له التزام الواجبات "وهؤلاء المقتصدون أصحاب اليمين"
ومنهم من يرتقي عن ذلك إلى التشمير في نوافل الطاعات والتورع عن دقائق المكروهات ويشتاق إلى إتباع آثار من سلف من السادات "وهؤلاء السابقون المقربون".
قلت ما سمعتم واستغفر الله لي ولكم فاستغفروه .
الخطبة الثانية:
الحمد لله على إحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه، والصلاة والسلام على رسوله الداعي إلى رضوانه، وعلى آله وأصحابه وإخوانه
أيها الناس: والموعظة مطلوبة من كل مسلم ، حسب علمه وقدرته، وبآدابها وشروطها، فنحتاج للموعظة في البيوت مع الأهل والأولاد، ونحتاجها مع الزملاء والأصدقاء، ونحتاجها في المجالس والمنتديات، ونحتاجها في مساجدنا ومدارسنا، ونحتاجها في التناصح والتذكير متى ما دعت إليها الحاجة.
وعلى الإنسان كلما شعر بقسوة قلبه أن يبحث له عن واعظ يذهب إليه ليذكره ويعظه، كما يذهب إلى الطبيب الماهر ليعالجه من أمراض الجسد، فالمواعـظ تـريـاق الذنـوب ,فلا ينبغى أن يسـقى التـريـاق إلا طبيـب حـاذقُ معـافى، فأمـا لـديـغ الهـوى فهو إلى شـرب التـريـاق أحوج من أن يـسـقيـه لغيـره.
وغـيـر تقي يـأمـر الناس بالتقى *** طبـيب يـداوى النـاس وهـو سقـيمـ
يـا أيـها الرجـل المـقـومـ غيـره *** هلا لنـفسك كـان ذا التـقويــمـ
فابـدأ بـنـفـسك فانههـا عن غـيها *** فإن انتـهـت عنـه فأنـت حـكيمـ
فهناك يقـبل مـا تقـول ويقـتدي مثلـه *** بالقـول منـك وينفـع التعليمـ
لا تنـه عن خُـلق وتأتي مثـلــه *** عــار عـليك إذا فـعلت عـظيـمـ
اللهم اجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه.
هذا وصلوا وسلموا على أمرتم بالصلاة والسلام عليه، قال -تعالى-:(إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) [الأحزاب:56].
BY زاد الخطباء
Share with your friend now:
tgoop.com/menber10/1965