MENBER10 Telegram 1968
قال تعالى: (كَذَلِكَ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ) [ فاطر: 28].
ومن ذلك: أن العلم نور يهدي إلى الحق، وينير الطريق للسالكين، وبه يُميَّز بين الإيمان والكفر، والمصلحة والمفسدة، والخير والشر، بل يعرف به خير الخيرين وشر الشرين، وعلى قدر علم الإنسان وفقهه، وقوة بصيرته، وسعة أفقه، ومعرفته بواقعه، يكون حكمه على الأحداث من حوله، وإدراكه لكيفية التعامل معها، ونظره إلى عواقبها ومآلاتها، ومتى يقدم، ومتى يحجم؟ ومن يعادي، ومن يسالم؟
قال تعالى: ( فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ) [الحج: 46]، ولذلك جعل الله النّاس على قسمين إمَّا عالم أو أعمى فقال الله تعالى: (أَفَمَن يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَى) [الرعد: 19].
معاشر المسلمين: وتأملوا المقابلة بين أصحاب القلوب المريضة والقاسية، والذين أوتوا العلم المخبتين في قول ربنا تبارك وتعالى : " لِيَجْعَلَ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ فِتْنَةً لِلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ * وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَيُؤْمِنُوا بِهِ فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ اللهَ لَهَادِي الَّذِينَ آمَنُوا إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ " [الحج: 53، 54] .
يقول ابن القيم : (وأما العلماء بالله وأمره فهم حياة الوجود وروحه، لا يستغنى عنهم طرفة عين.. فالعلم للقلب مثل الماء للسمك، إذا فقده مات. فنسبة العلم إلى القلب كنسبة ضوء العين إليها، وكنسبة سمع الأذن وكنسبة كلام اللسان إليه، فإذا عدمه كان كالعين العمياء، والأذن الصماء، واللسان الأخرس؛ ولهذا يصف الله أهل الجهل بالعمي والصم والبكم، وذلك صفة قلوبهم حيث فقدت العلم النافع فبقيت على عماها وصممها وبكمها " وَمَنْ كَانَ فِي هَذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلًا " [الإسراء: 72] والمراد عمى القلب في الدنيا) (مفتاح دار السعادة) .
ومن ذلك: أن طلب العلم الشرعي والتفقه في الدين يقود قلب صاحبه لأن يكون لله شاكرًا وله ذاكرًا، دائم الذكر بحلاوة حب المذكور، منعم قلبه بمناجاة الرحمن، يعد نفسه مع شدة اجتهاده خاطئًا مذنبًا، ومع الدؤوب على حسن العمل مقصرًا، لجأ إلى الله عز وجل فقوي ظهره، ووثق بالله فلم يخف غيره، مستغن بالله عن كل شيء، ومفتقر إلى الله في كل شيء، أنسه بالله وحده، ووحشته ممن يشغله عن ربه، إن ازداد علمًا خاف توكيد الحجة، مشفق على ما مضى من صالح عمله أن لا يقبل منه، همه في تلاوة كلام الله، الفهم عن مولاه، وفي سنن الرسول صلى الله عليه وسلم الفقه؛ لئلا يضيع ما أمر به، متأدب بالقرآن والسنة، لا ينافس أهل الدنيا في عزها، ولا يجزع من ذلها، يمشي على الأرض هونًا بالسكينة والوقار، ومشتغل قلبه بالفهم والاعتبار، إن فرغ قلبه عن ذكر الله فمصيبة عنده عظيمة، وإن أطاع الله عز وجل بغير حضور فهم فخسران عنده مبين... قال الله عز وجل : ( قُلْ آمِنُوا بِهِ أَوْ لَا تُؤْمِنُوا إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ سُجَّدًا * وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنْ كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولًا * وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا) [الإسراء: 107-109] (كتاب أخلاق العلماء للآجري) .
ومن ذلك: أن العلم الشرعي مهذب للنّفوس: العلم يهذِّب الأخلاق ويربّي صاحبه على اكتساب الفضائل والآداب،
قال ابن عباس رضي الله عنهما ذللت طالبا فعززت مطلوبا، فقال ابن أبي مليكة رحمه الله: ما رأيت مثل ابن عباس إذا رأيته رأيت أحسن النّاس وجها وإذا تكلّم فأعرب النّاس لسانا وإذا أفتى فأكثر النّاس علما.
ومنها أن العلم الشرعي سبب لحياة القلوب وصلاحها، فهو علم مرتبط بالله وأسمائه وصفاته، وبالنبي صل الله عليه وسلم وبمنهجه وسيرته، وأحكام الدين وتشريعاته، وبالعلماء والمحدثين والدعاة والوعاظ، قال لقمان لأبنه يا بنيّ جالس العلماء وزاحمهم بركبتيك فإنّ الله يحي القلوب الميتة بالحكمة كما يحي الأرض الميتة بمطر السّماء.
والجهلُ داء قاتلٌ وشفـــاؤه *** أمران في التركيب متفقـانِ
نص من القرآن أو من سنـة *** وطبيب ذاك العالم الربانـي
والعلم أقسام ثلاث ما لــها *** من رابع والحق ذو تبيــانِ
علم بأوصاف الإلـه وفعلــه *** وكذلك الأسماء للديــــانِ
والأمر والنهي الذي هو دينـه*** وجزاؤه يوم المعاد الثانــي



tgoop.com/menber10/1968
Create:
Last Update:

قال تعالى: (كَذَلِكَ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ) [ فاطر: 28].
ومن ذلك: أن العلم نور يهدي إلى الحق، وينير الطريق للسالكين، وبه يُميَّز بين الإيمان والكفر، والمصلحة والمفسدة، والخير والشر، بل يعرف به خير الخيرين وشر الشرين، وعلى قدر علم الإنسان وفقهه، وقوة بصيرته، وسعة أفقه، ومعرفته بواقعه، يكون حكمه على الأحداث من حوله، وإدراكه لكيفية التعامل معها، ونظره إلى عواقبها ومآلاتها، ومتى يقدم، ومتى يحجم؟ ومن يعادي، ومن يسالم؟
قال تعالى: ( فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ) [الحج: 46]، ولذلك جعل الله النّاس على قسمين إمَّا عالم أو أعمى فقال الله تعالى: (أَفَمَن يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَى) [الرعد: 19].
معاشر المسلمين: وتأملوا المقابلة بين أصحاب القلوب المريضة والقاسية، والذين أوتوا العلم المخبتين في قول ربنا تبارك وتعالى : " لِيَجْعَلَ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ فِتْنَةً لِلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ * وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَيُؤْمِنُوا بِهِ فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ اللهَ لَهَادِي الَّذِينَ آمَنُوا إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ " [الحج: 53، 54] .
يقول ابن القيم : (وأما العلماء بالله وأمره فهم حياة الوجود وروحه، لا يستغنى عنهم طرفة عين.. فالعلم للقلب مثل الماء للسمك، إذا فقده مات. فنسبة العلم إلى القلب كنسبة ضوء العين إليها، وكنسبة سمع الأذن وكنسبة كلام اللسان إليه، فإذا عدمه كان كالعين العمياء، والأذن الصماء، واللسان الأخرس؛ ولهذا يصف الله أهل الجهل بالعمي والصم والبكم، وذلك صفة قلوبهم حيث فقدت العلم النافع فبقيت على عماها وصممها وبكمها " وَمَنْ كَانَ فِي هَذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلًا " [الإسراء: 72] والمراد عمى القلب في الدنيا) (مفتاح دار السعادة) .
ومن ذلك: أن طلب العلم الشرعي والتفقه في الدين يقود قلب صاحبه لأن يكون لله شاكرًا وله ذاكرًا، دائم الذكر بحلاوة حب المذكور، منعم قلبه بمناجاة الرحمن، يعد نفسه مع شدة اجتهاده خاطئًا مذنبًا، ومع الدؤوب على حسن العمل مقصرًا، لجأ إلى الله عز وجل فقوي ظهره، ووثق بالله فلم يخف غيره، مستغن بالله عن كل شيء، ومفتقر إلى الله في كل شيء، أنسه بالله وحده، ووحشته ممن يشغله عن ربه، إن ازداد علمًا خاف توكيد الحجة، مشفق على ما مضى من صالح عمله أن لا يقبل منه، همه في تلاوة كلام الله، الفهم عن مولاه، وفي سنن الرسول صلى الله عليه وسلم الفقه؛ لئلا يضيع ما أمر به، متأدب بالقرآن والسنة، لا ينافس أهل الدنيا في عزها، ولا يجزع من ذلها، يمشي على الأرض هونًا بالسكينة والوقار، ومشتغل قلبه بالفهم والاعتبار، إن فرغ قلبه عن ذكر الله فمصيبة عنده عظيمة، وإن أطاع الله عز وجل بغير حضور فهم فخسران عنده مبين... قال الله عز وجل : ( قُلْ آمِنُوا بِهِ أَوْ لَا تُؤْمِنُوا إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ سُجَّدًا * وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنْ كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولًا * وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا) [الإسراء: 107-109] (كتاب أخلاق العلماء للآجري) .
ومن ذلك: أن العلم الشرعي مهذب للنّفوس: العلم يهذِّب الأخلاق ويربّي صاحبه على اكتساب الفضائل والآداب،
قال ابن عباس رضي الله عنهما ذللت طالبا فعززت مطلوبا، فقال ابن أبي مليكة رحمه الله: ما رأيت مثل ابن عباس إذا رأيته رأيت أحسن النّاس وجها وإذا تكلّم فأعرب النّاس لسانا وإذا أفتى فأكثر النّاس علما.
ومنها أن العلم الشرعي سبب لحياة القلوب وصلاحها، فهو علم مرتبط بالله وأسمائه وصفاته، وبالنبي صل الله عليه وسلم وبمنهجه وسيرته، وأحكام الدين وتشريعاته، وبالعلماء والمحدثين والدعاة والوعاظ، قال لقمان لأبنه يا بنيّ جالس العلماء وزاحمهم بركبتيك فإنّ الله يحي القلوب الميتة بالحكمة كما يحي الأرض الميتة بمطر السّماء.
والجهلُ داء قاتلٌ وشفـــاؤه *** أمران في التركيب متفقـانِ
نص من القرآن أو من سنـة *** وطبيب ذاك العالم الربانـي
والعلم أقسام ثلاث ما لــها *** من رابع والحق ذو تبيــانِ
علم بأوصاف الإلـه وفعلــه *** وكذلك الأسماء للديــــانِ
والأمر والنهي الذي هو دينـه*** وجزاؤه يوم المعاد الثانــي

BY زاد الخطباء


Share with your friend now:
tgoop.com/menber10/1968

View MORE
Open in Telegram


Telegram News

Date: |

According to media reports, the privacy watchdog was considering “blacklisting” some online platforms that have repeatedly posted doxxing information, with sources saying most messages were shared on Telegram. Telegram desktop app: In the upper left corner, click the Menu icon (the one with three lines). Select “New Channel” from the drop-down menu. Image: Telegram. How to Create a Private or Public Channel on Telegram? The administrator of a telegram group, "Suck Channel," was sentenced to six years and six months in prison for seven counts of incitement yesterday.
from us


Telegram زاد الخطباء
FROM American