tgoop.com/menber10/1976
Last Update:
قال ابن القيم:
وهو المجيب يقول من يدعو أجيبــــ *** ـــــــه أنا المجيب لكل من ناداني
وهو المجيب لدعوة المضطر إذ *** يدعوه في سر وفي إعلان.
هذا يدعوه في البر وذاك في البحر وآخر تحت الهدم ؛ وهذا يدعوه في الجبل ؛ وهذا يدعوه فوق الطائرة وهذا فوق السيارة وذاك يدعوه في المستشفى وآخر يدعوه في الصحراء ؛ الكل يدعوه ويسأله لأنه "المجيب" عن قدرة وكمال.
فسبحان من يجيب الأصوات باختلاف اللغات على تفنن الحاجات، فلا يشغله سمع عن سمع، ولا يتبرم بإلحاح الملحين في سؤاله، ولا ينقص ذلك من ملكه شيئاً وفي الحديث القدسي : (يا عبادي ، لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئا ، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أفجر قلب رجل واحد ما نقص ذلك من ملكي شيئا ، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد فسألوني فأعطيت كل إنسان مسألته ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر ، يا عبادي إنما هي أعمالكم أحصيها لكم ثم أوفيكم إياها ، فمن وجد خيرا فليحمد الله ، ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه ) (رواه مسلم )
عبـــاد الله : إن الله سبحانه وتعالى يحب أن يسأله العباد جميع مصالحهم الدينية والدنيوية .وقد ورد في السنة النبوية أحاديث عديدة في الترغيب بالدعاء ،وبيان أن الله تبارك وتعالى يجيب الداعين ويعطي السائلين ،وأنه جل وعلا حيي كريم ،أكرم من أن يرد من دعاه أو يخيّب من ناجاه ،أو يمنع من سأله؛ روى أبو داود والترمذي وغيرهما عن سلمان الفارسي –رضي الله عنه –عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (إن الله حيي كريم يستحي من عبده إذا رفع يديه إليه أن يردهما صفرا).وفي حديث النزول الإلهي يقول صلى الله عليه وسلم : ( ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول :من يدعوني فأستجيب له،من يسألني فأعطيه ،من يستغفرني فأغفر له ) (متفق عليه).
لا تسألن بُنيَّ آدم حاجةً *** وسل الذي أبوابه لا تُحجبُ
الله يغضبُ إن تركت سؤاله *** و بُنَيَّ آدم حينَ يُسألُ يغضبُ
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، قلت ما سمعتم واستغفر الله لي ولكم فاستغفروه ..
الخطبة الثانية : -
الحمد لله على فضله وإحسانه، وأشكره على توفيقه وامتنانه، وأشهدٌ أن لا إله إلإ الله وحده لا شريك له، وأشهدٌ أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه، وسلم تسليماً كثيرًا أما بعد
أيها المسلمون : إن التعلق بأسماء الله معرفة وحباً وتعظيماً يكسب العبد آثار إيمانية يانعة تجلب له السعادة في الدنيا والفلاح في الآخرة فمن ذلك:
محبته سبحانه والأنس به، لأن الإيمان بإجابة الدعوة، وقرب المجيب يثمر المحبة والطمأنينة والأنس به سبحانه، وطلب العون منه وحده.
مجيب السائلين.. حملت ذنبي *** وسرت على الطريق إلى حماكا
ورحت أدق بابك مستجير *** ومعتذراً... ومنتظراً رضاكا
دعوتك يا مفرج كل كرب *** ولست ترد مكروباً دعاكا
وتبت إليك.. توبة من تراه *** غريقاً في الدموع.. ولا يراكا .
ومنها: قوة الرجاء في الله سبحانه، وعدم اليأس من رحمته، والتضرع بين يديه فهو قريب لمن ناجاه مجيب لمن دعاه، وهذا يثمر الأمل والرَّوح في القلب، ويزرع حسن الظن به سبحانه في قضاء الحاجات وتفريج الكربات، ويفتح باب الدعاء والتضرع من العبد لربه سبحانه، ويخلص القلب من شوائب الشرك والتعلق بالمخلوقين ممن يسمون بالأولياء الذين يتخذهم كثير من الناس شفعاء ووسطاء عند الله - عز وجل - كالحاجب بين يدي الملك، ولكن إذا أيقن العبد بقرب ربه سبحانه ورحمته دخل على ربه مباشرة وتضرع بين يديه وألقى حاجته إليه وحده؛ أما هؤلاء فلن يسمعوا ولن يستجيبوا ولا يملكون من أمرهم شيئاً ؛ قال تعالى: (إِن تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ ۖ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ ۚ وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ ) [قاطر14] ؛ فالمجيب في كل الأحوال والظروف ومن بيده الملك والملكوت هو الله سبحانه وتعالى ؛
اللهم استجب دعائنا وأصلح أحوالنا ؛
هـــذا وَصَلُّوا وَسَلِّمُوا عَلَى الْبَشِيرِ النَّذِيرِ وَالسِّرَاجِ الْمُنِيرِ؛ حَيْثُ أَمَرَكُمْ بِذَلِكَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ؛ فَقَالَ فِي كِتَابِهِ: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)[الأحزاب: 56].
اللَّهُمَّ أَعِزَّ الْإِسْلَامَ وَالْمُسْلِمِينَ وانصر عبادك الموحدين، واخْذُلْ أَعْدَاءَكَ أَعْدَاءَ الدِّينِ.
اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات،
BY زاد الخطباء
Share with your friend now:
tgoop.com/menber10/1976