MENBER10 Telegram 1979
خطبة جمعة:
سآوي إلى جبل يعصمني ... !!
الحمد للَّه رب الأرض ورب السماء خلق آدم وعلمه الأسماء و أسجـد له ملائكـتـه وأسـكـنـه الـجـنة دار البـقاء وجعل الدنيا لذريته دار عمل لا دار جزاء و تجلت رحمته بهم فتوالت الرسل و الأنبياء... نحمده تبارك و تعالى على النعماء و السراء...ونستعينه عـلى البأسـاء و الضـراء... ونعوذ بنور وجهه الكريم من جهد البلاء ودرك الشقاء وعضال الداء وشماتـة الأعداء..وأشهد أن لا إله إلا الله وحده ليس له أنداد ولا أشباه ولا شركاء... وأشهد أن سيدنا محمدا خاتم الرسل والأنبياء و إمـام المـجـاهـديـن والأتـقيـاء ...سبـح الـحصـى في كـفـه بخـير الأسماء .. اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحابته الأجلاء وعلى السائرين على دربه و الداعين بدعوته إلى يوم اللقاء ما تعـاقب الصبح والمساء و مادام في الكون ظلمة وضياء .. أما بعـد :
عبـــــاد الله : - لقد خلق المولى سبحانه وتعالى الخلق في هذه الدنيا لعبادته وطاعته بما شرع وجعلها دار ابتلاء وتمحيص وبين فيها طريق الخير من الشر والحق من الباطل وأمر عباده بالإستقامة والصبر والثبات على الحق لأنهم سيواجهون فتن ومصائب وشهوات فقد جبلت هذه الحياة على ذلك ليكون التمايز بين الناس عند الله ويكون الأجر والثواب والحساب والعقاب على قدر قوة الإيمان به سبحانه والعمل الصالح الذي يبتغي به العبد رضا الله ويرجو به رحمته في كل الأحوال والظروف، في السراء والضراء وفي الشدة والرخاء وفي العسر واليسر .. ولم يترك المولى سبحانه وتعالى عباده يواجهون الفتن والمصائب والمحن دون قوة يستندون إليها أو يأوون إليها بل عرفهم بنفسه وبقدرته وقوته وحكمته وعدله وأثبت ذلك بإنزال الكتب وإرسال الرسل وبالمعجزات وبما جعله في هذا الكون الفسيح من آثار مخلوقاته وبديع صنعه .. قال تعالى (وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ) (الزمر:67) .. وقال تعالى (وَتَرَى الأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّهُ يُحْيِ الْمَوْتَى وَأَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (الحج: 5، 6).. وجميع الخلق فقراء إلى الله محتاجون إليه وهو غني عنهم قال تعالى ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ)(فاطر:15).. ولا نجاة للعباد من فتن الدنيا وأحداث الزمان وتسلط العدو وشر النفوس إلا بالإعتصام بالله وحده واللجوء إليه وطلب المدد والعون منه سبحانه القائل:( وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ) (آل عمران:101).. وقد أمر سبحانه عباده المؤمنين بذلك فقال ( وَاعْتَصِمُوا بِاللهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ المَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ) (الحج:78).
من يتق الله يحمد فـى عواقبـه ... ويكفيه شر من عزوا ومن هانوا
من إستجار بغيـر الله فى جذع ... فـإن نـاصـره ذلٌ وخـذلانٌ
أشدد يديك بحبـل الله معتصمـاً ... فإنه الركـن إن خانتـك أركان.
أيها المؤمنون /عبـاد الله : - أمتنا اليوم تتعرض لفتن ومؤامرات وابتلاءات ومحن على مستوى الأفراد والمجتمع والدول ، حروب وصراعات وخلافات أهلكت الحرث والنسل ودمرت الأرض والإنسان وفتحت شهية العدو الحاقد المتربص ليوغل في عدوانه وابرام الخطط وتأجيج الصراعات بين المسلمين وتفكيك وحدتهم ونهب ثرواتهم وتعطيل حياتهم ، وربما حدث ذلك بسبب الذنوب والمعاصي والتقصير في واجباتنا تجاه ربنا وديننا وعلاقاتنا مع بعضنا البعض كمسلمين وعلاقاتنا مع غيرنا من أمم الأرض وهذا الأمر يستدعي مراجعة وتوبة صادقة وتصحيح أعمال وسلوكيات وتضرع بين يديه سبحانه ،قال تعالى (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ * فَلَوْلا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) (الأنعام:42-43).. ولكن قست قلوبهم .. واستمروا في طريق الغي والضلال والعناد وزين لهم الشيطان أعمالهم الشريرة وحدثت إنتكاسة في المفاهيم والقيم عند كثير من المسلمين وظنوا أن علاج مشاكلهم وكشف كرباتهم وسبيل نجاتهم ودفع الضر عنهم يكمن في القوة المادية التي يأوون إليها ، فهذا يأوي إلى قبيلته وهذا إلى حزبه وهذا إلى جماعته وهذا إلى قوته وماله وهذا إلى الغرب وهذا إلى الشرق وهذا إلى مجلس الأمن وعصبة الأمم .. حتى في ابسط الأمور والضائقة الإقتصادية التي نمر بها لا يخطر على بال الكثير بأن الرزاق هو الله وأن الرزق مثل الأجل وأنه لن تموت نفس حتى تستوفي رزقها وأجلها ..



tgoop.com/menber10/1979
Create:
Last Update:

خطبة جمعة:
سآوي إلى جبل يعصمني ... !!
الحمد للَّه رب الأرض ورب السماء خلق آدم وعلمه الأسماء و أسجـد له ملائكـتـه وأسـكـنـه الـجـنة دار البـقاء وجعل الدنيا لذريته دار عمل لا دار جزاء و تجلت رحمته بهم فتوالت الرسل و الأنبياء... نحمده تبارك و تعالى على النعماء و السراء...ونستعينه عـلى البأسـاء و الضـراء... ونعوذ بنور وجهه الكريم من جهد البلاء ودرك الشقاء وعضال الداء وشماتـة الأعداء..وأشهد أن لا إله إلا الله وحده ليس له أنداد ولا أشباه ولا شركاء... وأشهد أن سيدنا محمدا خاتم الرسل والأنبياء و إمـام المـجـاهـديـن والأتـقيـاء ...سبـح الـحصـى في كـفـه بخـير الأسماء .. اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحابته الأجلاء وعلى السائرين على دربه و الداعين بدعوته إلى يوم اللقاء ما تعـاقب الصبح والمساء و مادام في الكون ظلمة وضياء .. أما بعـد :
عبـــــاد الله : - لقد خلق المولى سبحانه وتعالى الخلق في هذه الدنيا لعبادته وطاعته بما شرع وجعلها دار ابتلاء وتمحيص وبين فيها طريق الخير من الشر والحق من الباطل وأمر عباده بالإستقامة والصبر والثبات على الحق لأنهم سيواجهون فتن ومصائب وشهوات فقد جبلت هذه الحياة على ذلك ليكون التمايز بين الناس عند الله ويكون الأجر والثواب والحساب والعقاب على قدر قوة الإيمان به سبحانه والعمل الصالح الذي يبتغي به العبد رضا الله ويرجو به رحمته في كل الأحوال والظروف، في السراء والضراء وفي الشدة والرخاء وفي العسر واليسر .. ولم يترك المولى سبحانه وتعالى عباده يواجهون الفتن والمصائب والمحن دون قوة يستندون إليها أو يأوون إليها بل عرفهم بنفسه وبقدرته وقوته وحكمته وعدله وأثبت ذلك بإنزال الكتب وإرسال الرسل وبالمعجزات وبما جعله في هذا الكون الفسيح من آثار مخلوقاته وبديع صنعه .. قال تعالى (وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ) (الزمر:67) .. وقال تعالى (وَتَرَى الأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّهُ يُحْيِ الْمَوْتَى وَأَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (الحج: 5، 6).. وجميع الخلق فقراء إلى الله محتاجون إليه وهو غني عنهم قال تعالى ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ)(فاطر:15).. ولا نجاة للعباد من فتن الدنيا وأحداث الزمان وتسلط العدو وشر النفوس إلا بالإعتصام بالله وحده واللجوء إليه وطلب المدد والعون منه سبحانه القائل:( وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ) (آل عمران:101).. وقد أمر سبحانه عباده المؤمنين بذلك فقال ( وَاعْتَصِمُوا بِاللهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ المَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ) (الحج:78).
من يتق الله يحمد فـى عواقبـه ... ويكفيه شر من عزوا ومن هانوا
من إستجار بغيـر الله فى جذع ... فـإن نـاصـره ذلٌ وخـذلانٌ
أشدد يديك بحبـل الله معتصمـاً ... فإنه الركـن إن خانتـك أركان.
أيها المؤمنون /عبـاد الله : - أمتنا اليوم تتعرض لفتن ومؤامرات وابتلاءات ومحن على مستوى الأفراد والمجتمع والدول ، حروب وصراعات وخلافات أهلكت الحرث والنسل ودمرت الأرض والإنسان وفتحت شهية العدو الحاقد المتربص ليوغل في عدوانه وابرام الخطط وتأجيج الصراعات بين المسلمين وتفكيك وحدتهم ونهب ثرواتهم وتعطيل حياتهم ، وربما حدث ذلك بسبب الذنوب والمعاصي والتقصير في واجباتنا تجاه ربنا وديننا وعلاقاتنا مع بعضنا البعض كمسلمين وعلاقاتنا مع غيرنا من أمم الأرض وهذا الأمر يستدعي مراجعة وتوبة صادقة وتصحيح أعمال وسلوكيات وتضرع بين يديه سبحانه ،قال تعالى (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ * فَلَوْلا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) (الأنعام:42-43).. ولكن قست قلوبهم .. واستمروا في طريق الغي والضلال والعناد وزين لهم الشيطان أعمالهم الشريرة وحدثت إنتكاسة في المفاهيم والقيم عند كثير من المسلمين وظنوا أن علاج مشاكلهم وكشف كرباتهم وسبيل نجاتهم ودفع الضر عنهم يكمن في القوة المادية التي يأوون إليها ، فهذا يأوي إلى قبيلته وهذا إلى حزبه وهذا إلى جماعته وهذا إلى قوته وماله وهذا إلى الغرب وهذا إلى الشرق وهذا إلى مجلس الأمن وعصبة الأمم .. حتى في ابسط الأمور والضائقة الإقتصادية التي نمر بها لا يخطر على بال الكثير بأن الرزاق هو الله وأن الرزق مثل الأجل وأنه لن تموت نفس حتى تستوفي رزقها وأجلها ..

BY زاد الخطباء


Share with your friend now:
tgoop.com/menber10/1979

View MORE
Open in Telegram


Telegram News

Date: |

Matt Hussey, editorial director at NEAR Protocol also responded to this news with “#meIRL”. Just as you search “Bear Market Screaming” in Telegram, you will see a Pepe frog yelling as the group’s featured image. Deputy District Judge Peter Hui sentenced computer technician Ng Man-ho on Thursday, a month after the 27-year-old, who ran a Telegram group called SUCK Channel, was found guilty of seven charges of conspiring to incite others to commit illegal acts during the 2019 extradition bill protests and subsequent months. Write your hashtags in the language of your target audience. ZDNET RECOMMENDS Your posting frequency depends on the topic of your channel. If you have a news channel, it’s OK to publish new content every day (or even every hour). For other industries, stick with 2-3 large posts a week.
from us


Telegram زاد الخطباء
FROM American