tgoop.com/menber10/1984
Last Update:
فكم نحن محتاجين إلى بذل المعروف وتقديمه للآخرين دون أن ننتظر منهم شكراً أو ثناءاً قال تعالى على لسان أهل المعروف من عباده ( إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا ) (الإنسان/9) ..
كم يحتاج المرء في هذه الحياة إلى من يقف إلى جانبه ويشد من أزره ويجلب الطمأنينة إلى نفسه وهو يواجه تقلبات الدهر وفتن الزمان ومشاكل الحياة .. كم هو محتاج إلى من يدفع عنه وعن أهل بيته وعن مجتمعه المصائب والكوارث والأمراض ومصارع السوء والآفات والهلكات ولن يجد المرء بعد الله خير ولا أفضل من العمل الصالح والمعروف الذي يقدمه بين يدي الله فينفع مجتمعه وأمته والناس من حوله .. قال صلى الله عليه وسلم ( صنائع المعروف تقي مصارع السوء والآفات والهلكات .. وأهل المعروف في الدنيا .. هم أهل المعروف في الآخرة ) ( رواه الحاكم عن أنس .. وصححه الألباني في صحيح الجامع 3795) .. ذكر بن كثير عليه رحمة الله أن رجلاً من الصالحين من عرض له وزير من وزراء بني العباس- فحكم عليه بالسجن وبالتعذيب الجسدي، وذهب الوزير لينام قبل أن ينفذ هذا الحكم فكان الوزير يرى في منامه امرأة عجوز تشير أمامه بقطعة خبز تدافع بها عن هذا الرجل الصالح فيقوم من منامه خائفاً فزعاً واستمر الأمر ثلاثة أيام لم يذق طعم النوم فاستدعى الرجل وقال: أسألك بالله ! أن تصدقني .. بعدما حكمت عليك وأودعتك السجن وأردت أن أنفذ عليك العقوبة رأيت كأن عجوزاً تحول بيني وبينك برغيف وكأنك جالس هناك، قال: أما وقد سألتني فوالله ما نمت ليلة إلا وقرص خبز عند رأسي كانت تصنعه أمي وتجعله عند رأسي، فإذا أتى الصباح تصدقت به على مسكين ، فلما كبرت وحضر أمي الموت، قالت: يا بني! لا تترك الوصية، قلت: ماذا؟ قالت: هذا الرغيف لا تتركه أبداً، اصنع رغيفاً واجعله عند رأسك وأعطه المساكين، فإن الله يمنعك [فإن صنائع المعروف تقي مصارع السوء ] قال: فوالله ما مرت عليَّ ليلة وأردت أن أنام إلا ووضعت هذا الرغيف عند رأسي قال الوزير: والله لا تمسك مني عقوبة أبداً، ثم عفا عنه ... بارك الله لي ولكم بالقرآن العظيم ونفعني الله وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم ... قلت ما سمعتم واستغفر الله لي ولكم فاستغفروه ..
الخطــــبة الثانــية : - الحمدلله وكفى وسلاماً على عباده الذين اصطفى، أما بعد:
عبـــاد الله :- إن أبواب المعروف كثيرةٌ وحوائجُ الناس متنوعة: إطعامُ جائع وكِسوةُ عاري وعيادةُ مريض أوتعليمُ جاهل وإنظارُ معسر عن حذيفة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((تلقت الملائكة روح رجل ممن كان قبلكم فقالوا: أعملت من الخير شيئاً؟ قال: لا. قالوا: تذكر ،قال: كنت أداين الناس فآمر فتياني أن ينظروا المعسر ويتجوزوا عن الموسر، قال: قال الله: عز وجل تجوزوا عنه)) وفي رواية عند مسلم ((فقال الله أنا أحق بذا منك تجاوزوا عن عبدي )) [مسلم ح1560، البخاري ح2077].. وقد يكون المعروف أن تطردُ عن أخيك همًا أو تزيلُ عنه غمًا، أو تكفُل يتيمًا أو تشفع لمحتاج أو ترفع أذىً على الناس أو في طريقهم عن أبي هريرة قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((لقد رأيت رجلاً يتقلب في الجنة في شجرة قطعها من ظهر الطريق كانت تؤذي الناس)) [مسلم ح1914] وقد يكون المعروف بإصلاحك بين الناس فتحقن بهذا المعروف دمًا وترد به حقاً لأصحابه وتجبر به قلوباً وتدخل به سروراً على آخرين وقد يكون المعروف بأن تكف شرك عن الآخرين من حولك فلا تؤذي أحداُ بلسانك ولا بيدك ولا بقلمك فتلقى الله وهو غاضب عليك لسوء عملك ... ومن المعروف الذي يدفع الله به البلاء ويقي به مصارع السوء على الفرد والمجتمع نصرة المظلوم والأخذ على يدي الظالم والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قال تعالى: {فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِ أَنجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُواْ بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُواْ يَفْسُقُونَ }(الأعراف 165) ثم اعلموا أن للمعروف خصال ثلاث: تعجيله، وتيسيره، وعدم المن به، فمن أخل بواحدة منها فقد بخس المعروف حقه، وأما من منعه وهو قادرٌ عليه فإن حسابه عند الله عسير قال تعالى (فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون الذين هم يراءون ويمنعون الماعون}[الماعون:4-7] {ما سلككم في سقر قالوا لم نك من المصلين ولم نك نطعم المسكين }[المدثر:41-44] {ولا يحض على طعام المسكين فليس له اليوم ههنا حميم ولا طعام إلا من غسلين}[الحاقة:34-35] .. وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ((ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم )) فذكر منهم ((ورجل منع فضل ماء فيقول الله: اليوم أمنعك فضلي كما منعت فضل ما لم تعمل يداك)) [البخاري ح2369]
BY زاد الخطباء
Share with your friend now:
tgoop.com/menber10/1984