tgoop.com/menber10/1988
Last Update:
خطبة جمعة:
إنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا.. !!
الخطبة الأولى:
الحمد لله المتفرد بالملك والخلق والتدبير، يعطي ويمنع وهو على كل شئ قدير، له الحكم وله الأمر وهو العليم الخبير، لا راد لقضائه ولا معقب لحكمه وهو اللطيف القدير .. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة تنجي قائلها صادقا من قلبه من أهوال يوم عظيم ، يوم يقوم الناس لرب العالمين، واشهد أن محمدا عبده ورسوله ، صاحب الشفاعة ، ولا يدخل الجنة إلا من أطاعه ، سيد الأولين ، والآخرين ، صلى الله عليه وعلى آله وصحابته أجمعين ، ومن سار على دربهم ، واقتفى أثرهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعـــد :
عبــــــــــــــــاد الله : - لقد أراد الإسلام من أتباعه ومعتنقيه رجالاً ونساءاً صغاراً وكباراً أن يكونوا أصحاب عزة وشموخ وأن لا يرضوا بالخنوع والذل والضعف أو أن يكون أحدهم إمعة لا رأي له ولا هدف ولا غاية وذلك لأنهم عبيدٌ للقوي العزيز فمنه يستمدون العزة ولأنهم أتباع نبي عظيم صلى الله عليه وسلم أرسله ربه إلى الناس كافة و ختم به الرسالات ولأن منهجهم الإسلام فلا دين ولا قانون يعلو عليه وهو دين الله الذي ارتضاه لعباده قال تعالى ( وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لا يَعْلَمُونَ) (المنافقون: من الآية8)
ومـمـا زادني شرفاً وتيها ** ًوكدتُ بأخمصي أطُأ الثريا
دخولي تحت قولك يا عبادي ** وأن صـيرت أحمد لي نبيا
والعزة تعني أن يستشعر المسلم عظمة الله وقوته وقدرته وسعة ملكه وسلطانه فيترفع ويبتعد عن مواطن الذل والمهانة فلا يخاف من أجله ولا يخشى على رزقه ولا يتنازل عن قيمه ومبادئه قال تعالى ( وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ كِتَاباً مُؤَجَّلاً وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الْآخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْهَا وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ) (آل عمران:145) وقال تعالى ( وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ) (هود:6) هذا موسى عليه السلام لما قاس أمر مجابهة فرعون بمقاييس البشر، قال ( رَبَّنَا إِنَّنَا نَخَافُ أَنْ يَفْرُطَ عَلَيْنَا أَوْ أَنْ يَطْغَى ) (طه:45) فجاءه الأمان من الله، إن الله معك وأخيك وإن الله ناصرك، و مؤيدك وحافظك، قال لهما :( لا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى) (طه:46) ولما رأى موسى قوة وجبروت فرعون وجنوده، أصابه شيءٌ من الخوف أو التردد، فجاء لموسى من ربه:( لا تَخَفْ إِنَّكَ أَنْتَ الْأَعْلَى ) (طه:68) كأنه يقول يا رب! هم ملايين وأنا واحدٌ، فيقول الله له: (( لا تَخَفْ إِنَّكَ أَنْتَ الْأَعْلَى ) (طه: 68) يقول: يا رب! هم أقوياء وأنا ضعيف، فيقول الله له:( لا تَخَفْ إِنَّكَ أَنْتَ الْأَعْلَى )(طه:68) أنت الأعلى بإيمانك، وأنت الأعلى لأن الله معك ... و هكذا الإسلام يدعونا للعزة والكرامة وعدم الذل والخضوع والضعف قال تعالى ( وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ) (آل عمران:146) وقال تعالى ( مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً )(الفتح: من الآية29
عبــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاد الله : - إن الدول والشعوب لتسعى جاهدة للوصول إلى أسباب عزتها ورفعتها بين الأمم بكل الوسائل والطرق لتحفظ حماها وتصون عرينها فتربي في نفوس أبناءها العزة والكبرياء إما بالقوة والسلاح وإما بالمال والثروات وإما بالتعليم والتخطيط والتصنيع والإنتاج وإما بالحفاظ حقوق الإنسان وصيانة كرامته وتوفير سبل الحياة الكريمة له، وما الصراع بين الدول في مجالات العلوم المختلفة وجوانب الحياة المتنوعة والحروب والنزاعات إلا دليلٌ واضحٌ على سعي كل أمة من الأمم إلى أن يكون لها الصدارة في كل شيء ... ومع ذلك فإن أي عزة تقوم على غير الإيمان بالله وإتباع شرعه وليس فيها سعادة الفرد في الدنيا والآخرة فهي عزةٌ واهية باطلة منقضية فانية متصدعة، وهي زائلة عما قليل، تحول وتزول وتنتهي، حتى وإن استمرت في بغيٍ وطغيان .. قال تعالى (،وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ (الحج:31) وقال تعالى ( لا يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي الْبِلادِ مَتَاعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ (آل عمران:196-197) فمهما علت وتكبرت
BY زاد الخطباء
Share with your friend now:
tgoop.com/menber10/1988