MENBER10 Telegram 1989
وتجبرت فإنها لن تدوم ولن تبقى ومصيرها إلى الهلاك لأنها أممٌ قامت عزتها على الظلم والشرك والإفساد، والله لا يصلح عمل المفسدين وأعتزت بأموالها وقوتها وعددها وعدتها ولهذا لما تقرر عند قوم شعيب عليه السلام أن العزة إنما تكون بما لدى المرء أو قومه من قوة وأسباب دنيوية فقط، صحح لهم نبيهم –عليه السلام-هذا المفهوم وأرشدهم إلى مصدر العزة الحقيقي، قال الملأ كما أخبر الله _عز وجل_ عنهم:( قَالُوا يَا شُعَيْبُ مَا نَفْقَهُ كَثِيراً مِمَّا تَقُولُ وَإِنَّا لَنَرَاكَ فِينَا ضَعِيفاً وَلَوْلا رَهْطُكَ لَرَجَمْنَاكَ وَمَا أَنْتَ عَلَيْنَا بِعَزِيزٍ) (هود:91) فهم يرون أنه في نفسه غير عزيز، ويرون أن الذي يعزه ويمنعه هم قومه، فقال لهم: " ( يَا قَوْمِ أَرَهْطِي أَعَزُّ عَلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَاتَّخَذْتُمُوهُ وَرَاءَكُمْ ظِهْرِيّاً إِنَّ رَبِّي بِمَا تَعْمَلُونَ مُحِيطٌ) (هود:92) فماذا كانت نتيجة هذا التعنت والكبر قال تعالى ( وَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا شُعَيْباً وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَأَخَذَتِ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ) (هود:94) ...

فالعزة إذاً من الله وحده ولا تطلب لا منه قال تعالى: ( مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعاً إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَكْرُ أُولَئِكَ هُوَ يَبُورُ) (فاطر:10) " يقول ابن كثير ـ رحمه الله ـ : " من كان يحب أن يكون عزيزاً في الدنيا والآخرة فليلزم طاعة الله ) يقول طاووس بن كيسان ـ وهو من تلاميذ ابن عباس رضي الله عنه, و من رواة البخاري ومسلم يقول: دخلت الحرم لأعتمر، قال: فلما أديت العمرة جلست عند المقام بعد أن صليت ركعتين، فالتفت إلى الناس وإلى البيت، فإذا بجلبة الناس والسلاح .. والسيوف .. والدرق .. والحراب .. والتفتت فإذا هو الحجاج بن يوسف، !! يقول طاووس: فرأيت الحراب فجلست مكاني، وبينما أنا جالس إذا برجل من أهل اليمن، فقير زاهد عابد، أقبل فطاف بالبيت ثم جاء ليصلي ركعتين، فتعلق ثوبه بحربة من حراب جنود الحجاج، فوقعت الحربة على الحجاج، فاستوقفه الحجاج، وقال له: من أنت؟ قال: مسلم. قال: من أين أنت؟ قال: من اليمن. قال: كيف أخي عندكم؟ وكان أخوه والياً على اليمن ... قال الرجل: تركته سمينًا بدينًا بطينًا! قال الحجاج: ما سألتك عن صحته، لكن عن عدله؟ قال: تركته غشومًا ظلومًا! قال: أما تدري أنه أخي! قال الرجل: فمن أنت؟ قال: أنا الحجاج بن يوسف. قال: أتظن أنه يعتز بك أكثر من اعتزازي بالله ؟! قال طاووس: فما بقيت في رأسي شعرة إلا قامت! قال: فأفلته الحجاج وتركه أي عزة هذه وأي عظمة هذه ينفثها الإيمان في روع المسلم وقلبه فتصغر في عينية الدنيا وفتنها ومغرياتها وقواها وابتلاءاتها .
أيها المؤمنــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــون : - أمتنا اليوم أحوج ما تكون إلى تربية أبناءها على العزة والكرامة وأن تحرر بنيها من ثقافة الرق والتبعية والضعف والخضوع وذلك بتربية النفوس على قيم الإيمان بالله وبرسوله وبكتابه وباليوم الآخر وبالقضاء والقدر خيره وشره ثم بعد ذلك الأخذ بالأسباب المادية لتعمير الأرض وبناء الحياة وإخراج هذه البشرية من حياة التعاسة والشقاء التي تحياها اليوم .
وإن على وسائل التربية وميادينها المختلفة أن تقوم بواجبها إبتداءاً بالوالدين والمسجد والمدرسة والإعلام وغير ذلك لأن عزة الفرد ستكون مصدر عزة للأمة ... فما أحوجنا إلى الموظف العزيز في عمله فلا يغش ولا يرتشي لأنها مذلة في حقه وما أحوجنا إلى رب الأسرة العزيز في أخلاقه القدوة لأبناءه فلا يعرض نفسه لمواطن الذل والمهانة من أجل دينار أو درهم وما أحوجنا إلى المدير الذي يربي موظفيه على قول كلمة الحق وعدم السكوت على الأخطاء والتجاوزات مهما كانت الإغراءات وما أحوجنا إلى ذلك العالم الذي يعتز بما يحمله من ميراث النبوة من العلم فلا يرضى أن يكون تابعاً لغير الحق ...
هذا الإمام الشافعي ـ رحمه الله ـ يقول :
أنا إن عشت لست أعدم قوتا **و إن أنا مت لست أعدم قبرا
همتي همة الملوك و نفسي**نفس حر ترى المذلة كفرا
وهذا شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله وهو في أشد محنته يقول : (ما يصنع أعدائي بي ؟أنا جنتي وبستاني في صدري أينما اتجهت لا تفارقني ،أنا حبسي خلوة، وقتلي شهادة ،وإخراجي من بلدي سياحة ) .. يا للروعة إنها كلمات تضيء النفوس ،وتنبهر بها العقول، وتهتز لها القلوب ،وتغمر الكون بالصفاء والروحانية والثقة واليقين والعزة ... وما أحوجنا إلى تلك المرأة التي تعتز بدينها وأخلاقها وحجابها وسترها وعفافها مهما كانت الظروف ومهما كثر الضجيج وأنتشر الفساد وكثرت الملهيات والمغريات لكنها تبقى صامدة وثابتة بإيمان ويقين وعزة هدفها رضا الله ...



tgoop.com/menber10/1989
Create:
Last Update:

وتجبرت فإنها لن تدوم ولن تبقى ومصيرها إلى الهلاك لأنها أممٌ قامت عزتها على الظلم والشرك والإفساد، والله لا يصلح عمل المفسدين وأعتزت بأموالها وقوتها وعددها وعدتها ولهذا لما تقرر عند قوم شعيب عليه السلام أن العزة إنما تكون بما لدى المرء أو قومه من قوة وأسباب دنيوية فقط، صحح لهم نبيهم –عليه السلام-هذا المفهوم وأرشدهم إلى مصدر العزة الحقيقي، قال الملأ كما أخبر الله _عز وجل_ عنهم:( قَالُوا يَا شُعَيْبُ مَا نَفْقَهُ كَثِيراً مِمَّا تَقُولُ وَإِنَّا لَنَرَاكَ فِينَا ضَعِيفاً وَلَوْلا رَهْطُكَ لَرَجَمْنَاكَ وَمَا أَنْتَ عَلَيْنَا بِعَزِيزٍ) (هود:91) فهم يرون أنه في نفسه غير عزيز، ويرون أن الذي يعزه ويمنعه هم قومه، فقال لهم: " ( يَا قَوْمِ أَرَهْطِي أَعَزُّ عَلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَاتَّخَذْتُمُوهُ وَرَاءَكُمْ ظِهْرِيّاً إِنَّ رَبِّي بِمَا تَعْمَلُونَ مُحِيطٌ) (هود:92) فماذا كانت نتيجة هذا التعنت والكبر قال تعالى ( وَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا شُعَيْباً وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَأَخَذَتِ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ) (هود:94) ...

فالعزة إذاً من الله وحده ولا تطلب لا منه قال تعالى: ( مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعاً إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَكْرُ أُولَئِكَ هُوَ يَبُورُ) (فاطر:10) " يقول ابن كثير ـ رحمه الله ـ : " من كان يحب أن يكون عزيزاً في الدنيا والآخرة فليلزم طاعة الله ) يقول طاووس بن كيسان ـ وهو من تلاميذ ابن عباس رضي الله عنه, و من رواة البخاري ومسلم يقول: دخلت الحرم لأعتمر، قال: فلما أديت العمرة جلست عند المقام بعد أن صليت ركعتين، فالتفت إلى الناس وإلى البيت، فإذا بجلبة الناس والسلاح .. والسيوف .. والدرق .. والحراب .. والتفتت فإذا هو الحجاج بن يوسف، !! يقول طاووس: فرأيت الحراب فجلست مكاني، وبينما أنا جالس إذا برجل من أهل اليمن، فقير زاهد عابد، أقبل فطاف بالبيت ثم جاء ليصلي ركعتين، فتعلق ثوبه بحربة من حراب جنود الحجاج، فوقعت الحربة على الحجاج، فاستوقفه الحجاج، وقال له: من أنت؟ قال: مسلم. قال: من أين أنت؟ قال: من اليمن. قال: كيف أخي عندكم؟ وكان أخوه والياً على اليمن ... قال الرجل: تركته سمينًا بدينًا بطينًا! قال الحجاج: ما سألتك عن صحته، لكن عن عدله؟ قال: تركته غشومًا ظلومًا! قال: أما تدري أنه أخي! قال الرجل: فمن أنت؟ قال: أنا الحجاج بن يوسف. قال: أتظن أنه يعتز بك أكثر من اعتزازي بالله ؟! قال طاووس: فما بقيت في رأسي شعرة إلا قامت! قال: فأفلته الحجاج وتركه أي عزة هذه وأي عظمة هذه ينفثها الإيمان في روع المسلم وقلبه فتصغر في عينية الدنيا وفتنها ومغرياتها وقواها وابتلاءاتها .
أيها المؤمنــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــون : - أمتنا اليوم أحوج ما تكون إلى تربية أبناءها على العزة والكرامة وأن تحرر بنيها من ثقافة الرق والتبعية والضعف والخضوع وذلك بتربية النفوس على قيم الإيمان بالله وبرسوله وبكتابه وباليوم الآخر وبالقضاء والقدر خيره وشره ثم بعد ذلك الأخذ بالأسباب المادية لتعمير الأرض وبناء الحياة وإخراج هذه البشرية من حياة التعاسة والشقاء التي تحياها اليوم .
وإن على وسائل التربية وميادينها المختلفة أن تقوم بواجبها إبتداءاً بالوالدين والمسجد والمدرسة والإعلام وغير ذلك لأن عزة الفرد ستكون مصدر عزة للأمة ... فما أحوجنا إلى الموظف العزيز في عمله فلا يغش ولا يرتشي لأنها مذلة في حقه وما أحوجنا إلى رب الأسرة العزيز في أخلاقه القدوة لأبناءه فلا يعرض نفسه لمواطن الذل والمهانة من أجل دينار أو درهم وما أحوجنا إلى المدير الذي يربي موظفيه على قول كلمة الحق وعدم السكوت على الأخطاء والتجاوزات مهما كانت الإغراءات وما أحوجنا إلى ذلك العالم الذي يعتز بما يحمله من ميراث النبوة من العلم فلا يرضى أن يكون تابعاً لغير الحق ...
هذا الإمام الشافعي ـ رحمه الله ـ يقول :
أنا إن عشت لست أعدم قوتا **و إن أنا مت لست أعدم قبرا
همتي همة الملوك و نفسي**نفس حر ترى المذلة كفرا
وهذا شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله وهو في أشد محنته يقول : (ما يصنع أعدائي بي ؟أنا جنتي وبستاني في صدري أينما اتجهت لا تفارقني ،أنا حبسي خلوة، وقتلي شهادة ،وإخراجي من بلدي سياحة ) .. يا للروعة إنها كلمات تضيء النفوس ،وتنبهر بها العقول، وتهتز لها القلوب ،وتغمر الكون بالصفاء والروحانية والثقة واليقين والعزة ... وما أحوجنا إلى تلك المرأة التي تعتز بدينها وأخلاقها وحجابها وسترها وعفافها مهما كانت الظروف ومهما كثر الضجيج وأنتشر الفساد وكثرت الملهيات والمغريات لكنها تبقى صامدة وثابتة بإيمان ويقين وعزة هدفها رضا الله ...

BY زاد الخطباء


Share with your friend now:
tgoop.com/menber10/1989

View MORE
Open in Telegram


Telegram News

Date: |

But a Telegram statement also said: "Any requests related to political censorship or limiting human rights such as the rights to free speech or assembly are not and will not be considered." On June 7, Perekopsky met with Brazilian President Jair Bolsonaro, an avid user of the platform. According to the firm's VP, the main subject of the meeting was "freedom of expression." Each account can create up to 10 public channels During the meeting with TSE Minister Edson Fachin, Perekopsky also mentioned the TSE channel on the platform as one of the firm's key success stories. Launched as part of the company's commitments to tackle the spread of fake news in Brazil, the verified channel has attracted more than 184,000 members in less than a month. To delete a channel with over 1,000 subscribers, you need to contact user support
from us


Telegram زاد الخطباء
FROM American