MENBER10 Telegram 1990
هذه آسية بنت مزاحم زوجة فرعون كانت ملكة عرشها ..على أسرةٍ ممهدة ، وفرشٍ منضدة ..بين خدم يخدمون .. وأهلٍ يكرمون لكنها كانت مؤمنة تكتم إيمانها..إنها آسية .. امرأة فرعون .. كانت في نعيم مقيم ..فلما رأت الذل والعبودية لغير الله ورأت قوافل الشهداء .. تتسابق إلى السماء .. اشتاقت لمجاورة ربّها .. وكرهت مجاورة فرعون ..دخل عليها زوجها فرعونَ يستعرض أمامها قواه .. فصاحت : الويل لك ! ما أجرأك على الله .. ثم أعلنت إيمانها بالله .. فغضب فرعون .. وأقسم لتذوقَن الموت .. أو لتكفرَن بالله ..ثم أمر فرعون بها فمدت بين يديه على لوحٍ .. وربطت يداها وقدماها في أوتاد من حديد.. وأمر بضربها فضربت ..حتى بدأت الدماء تسيل من جسدها .. واللحم ينسلخ عن عظامها ..فلما اشتدّ عليها العذاب وعاينت الموت رفعت بصرها إلى السماء وقالت : ( قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتاً فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ)(التحريم: من الآية11) } ..وارتفعت دعوتها إلى السماء ..قال ابن كثير : فكشف الله لها عن بيتها في الجنة فتبسمت ثم ماتت) ..

ما أحوجنا اليوم إلى أمة يعتز الجميع فيها بربهم وبدينهم وعقيدتهم الحاكم والمحكوم الرجل والمرأة الضابط والجندي الفلاح والعامل الطالب والمعلم فتنشأ أمة لا ترضخ لطمع الطامعين ولا تذل لقوى المستعمرين فتحفظ أراضيها ومقدساتها وثرواتها .
لما نقض الروم الصلح مع المسلمين وعزلوا ملكتهم وملكوا عليهم نقفور تعرض للحجاج المسلمين وهم في طريقه إلى الحج وقتل بعضهم وكتب إلى هارون الرشيد يطلب منه رد ما دفعته إليه الملكة السابقة من أموال قائلاً له : وافدِ نفسك به و إلا فالسيف بيننا وبينك. فغضب هارون الرشيد غضباً شديداً وكتب على ظهر الكتاب: بسم الله الرحمن الرحيم من هارون أمير المؤمنين إلى نقفور كلب الروم قد قرأت كتابك يا ابن الكافرة والجواب ما تراه لا ما تسمعه فسار بجيشه حتى أسره وألقاه في السجن ثم قتله بعد ذلك .
إذا شهدوا الوغى كانوا كماة ** يدكون المعاقل والحصونا
وإن جن المساء فلا تراهم **من الإشفاق إلا ساجدينا
شباب لم تحطمه الليالي ** ولم يسلم إلى الخصم العرينا
أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم فاستغفروه من كل ذنب إنه هو الغفور الرحيم.
الخطـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــبة الثانية : الحمد لله وكفى وسلاماً على عباده الذين اصطفى أما بعد:
عبــــــــــــــاد الله : العزة لا تطلب إلا من الله بإيمان صادق وعبادة صحيحة وعمل صالح وثقة بوعد الله، وعندما تطلب من غير ذلك لن يكون إلا الخضوع والخنوع والذل والاستكانة، فالعزة الحقيقية لا تأتي بكثرة الأموال ولا بعدد الأتباع ولا بالمناصب ولا بقوة البدن ولا بالحسب والنسب ولا تأتي من رضا الأعداء وقبولهم والتنازل لهم وقد صور الله سبحانه وتعالى المنافقين وعلاقتهم مع الكافرين من يهود ونصارى وموالاتهم لهم سعياً للعزة فما وصلوا إلى العزة ولا تنعموا بها فقال تعالى ( الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعاً (النساء:139) وقال تعالى ( وَمَن يُهِنِ ٱللَّهُ فَمَا لَهُ مِن مُّكْرِمٍ ) (الحج:18)

أيها المؤمنــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــون : ومع كل هذه المؤمرات والدسائس على هذه الأمة ومحاولة تيئيس أبناءها وبث الهزيمة في نفوسهم إلا أنك ترى كثير من صور العزة والإباء ... ترى هذه العزة في أولئك الأبطال في فلسطين وصمودهم الأسطوري ودفاعهم عن أراضيهم وعن مقدسات المسلمين وما يحدث في غزة من حرب مدمرة وإبادة جماعية لم تستثني صغيراً ولا كبيراً ولا رجلاً ولا إمرأة ولا بيتاً ولا شارعاً ولا مستشفاً ولا مدرسة في مؤامرة يهودية غربية، مع هذا كله رأينا العزة والشموخ في أطفال غزة ونسائها ورجالها وأبطالها المقاومين الذي يلقنون العدو الضربات الموجعة في أفراده وآلياته متوكلين على الله مستمدين القوة منه بعد تركهم أو خذلهم أو سكت عن حقوقهم الكثير من المسلمين، وعجزت دول العرب والمسلمين بأموالها وجيوشها وقدراتها أن تدخل للمحاصرين في غزة شربة ماء أو علبة دواء إلا بموافقة الكيان الإسرائيلي.

لقد رأينا رجال ونساء وأطفال فلسطين كلها وغزة ، رأينا الرجل كبير السن والمرأة العجوز والمقعد على الكرسي المتحرك والمبتورة قدماء والمشلول، والطفل الذي ينضخ رأسه دماً، رأينا صبرهم وجلدهم ومعنوياتهم وإصرارهم وعزتهم بالله وحده، كيف لا يكون ذلك وعزتهم لم تطلب إلا من الله ، وكيف لا يكون ذلك وقد قال فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تزال طائفة من أمتي على الدين ظاهرين، لعدوهم قاهرين، لا يضرهم من خالفهم إلا ما أصابهم من لأواء، حتى يأتيهم أمر الله. وهم كذلك"، قالوا: يا رسول الله وأين هم؟ قال: "ببيت المقدس وأكناف بيت المقدس" رواه أحمد والطبراني.



tgoop.com/menber10/1990
Create:
Last Update:

هذه آسية بنت مزاحم زوجة فرعون كانت ملكة عرشها ..على أسرةٍ ممهدة ، وفرشٍ منضدة ..بين خدم يخدمون .. وأهلٍ يكرمون لكنها كانت مؤمنة تكتم إيمانها..إنها آسية .. امرأة فرعون .. كانت في نعيم مقيم ..فلما رأت الذل والعبودية لغير الله ورأت قوافل الشهداء .. تتسابق إلى السماء .. اشتاقت لمجاورة ربّها .. وكرهت مجاورة فرعون ..دخل عليها زوجها فرعونَ يستعرض أمامها قواه .. فصاحت : الويل لك ! ما أجرأك على الله .. ثم أعلنت إيمانها بالله .. فغضب فرعون .. وأقسم لتذوقَن الموت .. أو لتكفرَن بالله ..ثم أمر فرعون بها فمدت بين يديه على لوحٍ .. وربطت يداها وقدماها في أوتاد من حديد.. وأمر بضربها فضربت ..حتى بدأت الدماء تسيل من جسدها .. واللحم ينسلخ عن عظامها ..فلما اشتدّ عليها العذاب وعاينت الموت رفعت بصرها إلى السماء وقالت : ( قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتاً فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ)(التحريم: من الآية11) } ..وارتفعت دعوتها إلى السماء ..قال ابن كثير : فكشف الله لها عن بيتها في الجنة فتبسمت ثم ماتت) ..

ما أحوجنا اليوم إلى أمة يعتز الجميع فيها بربهم وبدينهم وعقيدتهم الحاكم والمحكوم الرجل والمرأة الضابط والجندي الفلاح والعامل الطالب والمعلم فتنشأ أمة لا ترضخ لطمع الطامعين ولا تذل لقوى المستعمرين فتحفظ أراضيها ومقدساتها وثرواتها .
لما نقض الروم الصلح مع المسلمين وعزلوا ملكتهم وملكوا عليهم نقفور تعرض للحجاج المسلمين وهم في طريقه إلى الحج وقتل بعضهم وكتب إلى هارون الرشيد يطلب منه رد ما دفعته إليه الملكة السابقة من أموال قائلاً له : وافدِ نفسك به و إلا فالسيف بيننا وبينك. فغضب هارون الرشيد غضباً شديداً وكتب على ظهر الكتاب: بسم الله الرحمن الرحيم من هارون أمير المؤمنين إلى نقفور كلب الروم قد قرأت كتابك يا ابن الكافرة والجواب ما تراه لا ما تسمعه فسار بجيشه حتى أسره وألقاه في السجن ثم قتله بعد ذلك .
إذا شهدوا الوغى كانوا كماة ** يدكون المعاقل والحصونا
وإن جن المساء فلا تراهم **من الإشفاق إلا ساجدينا
شباب لم تحطمه الليالي ** ولم يسلم إلى الخصم العرينا
أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم فاستغفروه من كل ذنب إنه هو الغفور الرحيم.
الخطـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــبة الثانية : الحمد لله وكفى وسلاماً على عباده الذين اصطفى أما بعد:
عبــــــــــــــاد الله : العزة لا تطلب إلا من الله بإيمان صادق وعبادة صحيحة وعمل صالح وثقة بوعد الله، وعندما تطلب من غير ذلك لن يكون إلا الخضوع والخنوع والذل والاستكانة، فالعزة الحقيقية لا تأتي بكثرة الأموال ولا بعدد الأتباع ولا بالمناصب ولا بقوة البدن ولا بالحسب والنسب ولا تأتي من رضا الأعداء وقبولهم والتنازل لهم وقد صور الله سبحانه وتعالى المنافقين وعلاقتهم مع الكافرين من يهود ونصارى وموالاتهم لهم سعياً للعزة فما وصلوا إلى العزة ولا تنعموا بها فقال تعالى ( الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعاً (النساء:139) وقال تعالى ( وَمَن يُهِنِ ٱللَّهُ فَمَا لَهُ مِن مُّكْرِمٍ ) (الحج:18)

أيها المؤمنــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــون : ومع كل هذه المؤمرات والدسائس على هذه الأمة ومحاولة تيئيس أبناءها وبث الهزيمة في نفوسهم إلا أنك ترى كثير من صور العزة والإباء ... ترى هذه العزة في أولئك الأبطال في فلسطين وصمودهم الأسطوري ودفاعهم عن أراضيهم وعن مقدسات المسلمين وما يحدث في غزة من حرب مدمرة وإبادة جماعية لم تستثني صغيراً ولا كبيراً ولا رجلاً ولا إمرأة ولا بيتاً ولا شارعاً ولا مستشفاً ولا مدرسة في مؤامرة يهودية غربية، مع هذا كله رأينا العزة والشموخ في أطفال غزة ونسائها ورجالها وأبطالها المقاومين الذي يلقنون العدو الضربات الموجعة في أفراده وآلياته متوكلين على الله مستمدين القوة منه بعد تركهم أو خذلهم أو سكت عن حقوقهم الكثير من المسلمين، وعجزت دول العرب والمسلمين بأموالها وجيوشها وقدراتها أن تدخل للمحاصرين في غزة شربة ماء أو علبة دواء إلا بموافقة الكيان الإسرائيلي.

لقد رأينا رجال ونساء وأطفال فلسطين كلها وغزة ، رأينا الرجل كبير السن والمرأة العجوز والمقعد على الكرسي المتحرك والمبتورة قدماء والمشلول، والطفل الذي ينضخ رأسه دماً، رأينا صبرهم وجلدهم ومعنوياتهم وإصرارهم وعزتهم بالله وحده، كيف لا يكون ذلك وعزتهم لم تطلب إلا من الله ، وكيف لا يكون ذلك وقد قال فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تزال طائفة من أمتي على الدين ظاهرين، لعدوهم قاهرين، لا يضرهم من خالفهم إلا ما أصابهم من لأواء، حتى يأتيهم أمر الله. وهم كذلك"، قالوا: يا رسول الله وأين هم؟ قال: "ببيت المقدس وأكناف بيت المقدس" رواه أحمد والطبراني.

BY زاد الخطباء


Share with your friend now:
tgoop.com/menber10/1990

View MORE
Open in Telegram


Telegram News

Date: |

Matt Hussey, editorial director at NEAR Protocol also responded to this news with “#meIRL”. Just as you search “Bear Market Screaming” in Telegram, you will see a Pepe frog yelling as the group’s featured image. How to Create a Private or Public Channel on Telegram? A new window will come up. Enter your channel name and bio. (See the character limits above.) Click “Create.” As the broader market downturn continues, yelling online has become the crypto trader’s latest coping mechanism after the rise of Goblintown Ethereum NFTs at the end of May and beginning of June, where holders made incoherent groaning sounds and role-played as urine-loving goblin creatures in late-night Twitter Spaces. Find your optimal posting schedule and stick to it. The peak posting times include 8 am, 6 pm, and 8 pm on social media. Try to publish serious stuff in the morning and leave less demanding content later in the day.
from us


Telegram زاد الخطباء
FROM American