tgoop.com/menber10/2002
Last Update:
صدق التوكل وراحة البال ...!!
الحمد لله معز من أطاعه واتقاه ومذل من خالف أمره وعصاه مجيب دعوة الداعي إذا دعاه وهادي من توجه إليه واستهداه ومحقق رجاء من صدقه في معاملته ورجاه .. من أقبل إليه صادقا تلقاه ومن ترك لأجله أعطاه فوق ما يتمناه ومن توكل عليه كفاه .. فسبحانه من إله تفرد بكماله وبقاه .. أحمده سبحانه حمدا يملأن أرضه وسماه .. من اعتمد على الناس .. مل ومن اعتمد على ماله ... قل ومن اعتمد على علمه .. ضل ومن اعتمد على سلطانه .. زل ومن اعتمد على عقله اختل ومن اعتمد على الله فلا مل ولا زل ولا قل ولا ضل ولا اختل ... وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ولا معبود بحق سواه وأشهد أن نبينا محمدا عبده ورسوله الذي اصطفاه واجتباه صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه ومن نصره وآواه واقتفى أثره واتبع هداه أما بعــد:
عبـــــــــاد الله : - التوكل على الله هو الإعتماد عليه والثقة به في نيل المطلوب وتحقيق المرغوب بعد بذل المستطاع من الأسباب وأن يعتقد العبد بأنه لا ينفع ولا يضر إلا الله وأن بيده مقاليد كل شيء ولا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء .. وقد أمر المسلم بأن يتوكل على الله في سائر أموره وفي كل أحواله قال تعالى ( وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلاً ) (الأحزاب:48) ويقول سبحانه ( وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لا يَمُوتُ ) (الفرقان/58) بل إن الله تعالى جعل التوكل شرطاً لصحة الإيمان فقال سبحانه : ( وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) (المائدة/23) .. وقال تعالى ( وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ (الطلاق 3 ) .. وقولـه: فَهُوَ حَسْبُهُ ، أي : كافيه . ومن كان الله جل وعلا كافيه تيسرت أموره، ولا مطمع لأحد فيه، وهو يدل على عظم شأن التوكل وفضله، حتى إنه لم يأت في أي عبادة من العبادات أن الله قال : (وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ) إلا في مقام التوكل .. ومن فضيلة التوكل أيضاً : أن الله تعالى جعله سبباً لنيل محبته ، قال تعالى ( إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ) (آل عمران: 159) .. والتوكل دليل على صحة إسلام المرء ، قال تعالى (وَقَالَ مُوسَى يَا قَوْمِ إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُسْلِمِين) (يونس : 94) .. وفي الترمذي عن عمر رضي الله عنه قال صلى الله عليه وسلم ( لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير، تغدو خماصاً، وتروح بطاناً ). ومعنى " خماصاً " أي فارغة البطون .. ... وقال تعالى عن أصحاب النبي- صلى الله عليه وسلم-: ﴿الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ﴾ (آل عمران: 173) .. قال ابن القيم: التوكل من أقوى الأسباب التي يدفع بها العبد ما لا يطيق من أذى الخلق، وظلمهم وعدوانهم )( التفسير القيم لابن القيم (587).
ولما فوَّضت أم موسى أمرها إلى الله حفظ ابنها ورده إليها، قال تعالى: (وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلا تَخَافِي وَلا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ * فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَنًا إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِينَ) (القصص: 7-8).. وهل يعقل من أمٍ ترمي رضيعها الصغير الضعيف في بحر عميق تتلاطم وتفترسه الهوام إلا إذا كانت واثقة بالله متوكلة عليه .. ثم قال تعالى( فَرَدَدْنَاهُ إِلَىٰ أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ) (القصص/13) ..
توكل على الرحمن في كل حاجة ... اردت فان الله يقضي ويقدرُ
متى ما يرد ذو العرش امرا بعبدهِ .... يصبه؛وما للعبد ما يتخيرُ
وقد يهلك الانسان من وجه أمنهِ ... وينجو بإذن الله من حيث يحذرُ
قال ابن عيينة دخل هشام بن عبد الملك الكعبة فإذا هو بسالم بن عبدالله فقال : سلني حاجةً .. قال: إني استحيي من الله أن أسأل في بيته غيره. فلما خرجا، قال: الآن فسلني حاجةً .. قال له سالم:من حوائج الدنيا أم من حوائج الآخرة ؟ قال: من حوائج الدنيا. قال: والله ما سألت الدنيا من يملكها فكيف اسألها من لا يملكها .. )
أيها المؤمنوت / عبــــاد الله : - إننا أحوج ما نكون اليوم إلى تربية أنفسنا على التوكل على الله والثقة به والإعتماد عليه لنحقق العبودية الحقة لله وكمال الإيمان به سبحانه وتعالى القائل:( إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَاناً وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا
BY زاد الخطباء
Share with your friend now:
tgoop.com/menber10/2002