tgoop.com/menber10/2015
Last Update:
أيها المؤمنون /عبــاد الله :- من ذكره الله بخير وأثنى عليه فقد فاز في الدنيا والآخرة وحصلت له أسباب السعادة وراحة القلب وبرد اليقين ، ومنزلة الذكر الحسن والثناء الجميل عند الله لا ينالها العبد إلا بالإيمان الصادق والعمل الصالح والبذل والعطاء والإخلاص لله سبحانه .. فجددوا إيمانكم وأصلحوا أعمالكم وأخلصوا نياتكم لتكونوا ممن يذكرهم الله ويثني عليهم من فوق سبع سموات فيحبهم أهل السماء والأرض ويكتب لهم القبول .. وإن من علامات حسن الثناء والذكر الجميل للعبد عند الله وقبول العمل هو ذكر الناس له والثناء عليه .. وبقاء الذكر الجميل ، واستمرار الثناء الحسن والصيت الطيب ، والحمد الدائم للعبد بعد رحيله عن هذه الدار نعمة عظيمة يختص الله بها من يشاء من عباده ممن بذلوا الخير والبر ، ونشروا الإحسان ونفعوا الخلق ، وجمعوا مع التقوى والصلاح مكارم الخصال وجميل الخلال .. وشهادة الناس لك من حولك وثنائهم عليك خيراً قد تكون سبباً لدخولك الجنة .. عن أنس -رضي الله عنه- قال: مر على النبي -صلى الله عليه وسلم- بجنازة، فأُثني عليها خيراً، وتتابعت الألسن بالخير، فقالوا: كان ـ ما علمنا ـ يحب الله ورسوله، فقال نبي الله -صلى الله عليه وسلم- :" وجبت وجبت وجبت"، ومُر بجنازة فأثني عليها شراً وتتابعت الألسن لها بالشر، فقالوا: بئس المرء كان في دين الله، فقال نبي الله -صلى الله عليه وسلم- :" وجبت وجبت وجبت"، فقال عمر: فدىً لك أبي وأمي، مُر بجنازة فأثني عليها خيراً، فقلت: وجبت وجبت وجبت، ومر على جنازة فأثني عليها شراً، فقلت: وجبت وجبت وجبت؟ فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- :" من أثنيتم عليه خيراً وجبت له الجنة، ومن أثنيتم عليه شراً وجبت له النار، الملائكة شهداء الله في السماء، وأنتم شهداء الله في الأرض، أنتم شهداء الله في الأرض، أنتم شهداء الله في الأرض "، وفي رواية:" والمؤمنون شهداء الله في الأرض، إن لله ملائكة تنطق على ألسنة بني آدم بما في المرء من الخير والشر"( أخرجه البخاري ومسلم، وغيرهما، انظر تخريج الحديث،"أحكام الجنائز" للشيخ ناصر، ص 44).. وعن أبي الأسود الديلي قال: أتيت المدينة وقد وقع بها مرض، وهم يموتون موتاً ذريعاً، فجلست إلى عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- ، فمرت جنازة، فأثني خيراً، فقال: عمر: وجبت، فقلت: ما وجبت يا أمير المؤمنين؟ قال: قلت كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم- :" أيما مسلم شهد له أربعة بخير أدخله الله الجنة، قلنا: وثلاثة؟ قال: وثلاثة، قلنا: واثنان؟ قال: واثنان، ثم لم نسأله في الواحد "( أخرجه البخاري وغيره، أحكام الجنائز).. وقال -صلى الله عليه وسلم- :" إذا صلوا على جنازة فأثنوا خيراً، يقول الرب: أجزت شهادتهم فيما يعلمون، وأغفر له ما لا يعلمون "( صحيح الجامع:662).. وقال تعالى ﴿ وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا ﴾ [البقرة: 143].. شهداء على الناس جميعاً .. ليست هيئة الأمم ولا مجلس الأمن ولا المنظمات الدولية ولا منظمة العفو ولا منظمات حقوق الإنسان هي من يشهد على خيرية الأنسان والمجتمعات والشعوب والدول .. بل أنتم من يشهد بذلك .. وأنتم من يعتمد شهادته ويكون الرسول صلى الله عليه وسلم شهيداً عليكم ... من هذه النصوص الصحيحة والصريحة يتبين مدى أهمية ثناء الناس من حولك وذكرهم لك بالخير في حياتك وبعد مماتك وكذلك خطورة الذكر السيىء للإنسان ممن حوله بسوء أعماله وتصرفاته وسلوك واثر ذلك عليه في الدنيا والآخرة .. وعليه فإن المسلم يجب أن يسعى لتكون صفحته ناصعة بأحسن الأعمال وأجمل الأفعال والأقوال وأصدق النيات يبتغي بذلك رب الأرض والسماوات فهو وحده من يلقى الحب في قلوب العباد ومن يجري على ألسنتهم الذكر الحسن والثناء الجميل ... فليحذر أولئك الذين فسدت أخلاقهم وساءت أعمالهم من شهادة الناس من حولهم فستكون لعنة عليهم وإن لم يسمعوا بها في حياتهم فقلوب العباد تلعنهم ...وليحذر الظلمة وأعوان الظلمة والجبابرة والطغاة من الظلم والقتل وسفك الدماء وهتك الأعراض وترويع الناس والتسلط عليهم فمهما خاف الناس من الإفصاح بشهادتهم وذكرهم بسوء أعمالهم وقبيح أفعالهم فإنها ستكون نقمة عليهم .. فالمؤمنون الصالحون المتقون شهداء الله في أرضه .. وليحذر الأبن العاق والجار الذي يؤذي جيران والموظف المقصر في عمله والمدير والوزير والأمير والقاضي الذي يخون في أمانته ويجور في حكمه ..أخلص في عملك لله وقم بواجبك كما ينبغي واحذر شهادة الناس لك بالسوء وثنائهم القبيح على أعمالك فتحرم رحمة الله وعفوه ومغفرته .. قال تعالى (إِنَّا نَحْنُ نُحْيِ الْمَوْتى وَنَكْتُبُ ما قَدَّمُوا وَآثارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْناهُ فِي إِمامٍ مُبِينٍ ) (يس 12) ..
BY زاد الخطباء
Share with your friend now:
tgoop.com/menber10/2015