tgoop.com/menber10/2018
Last Update:
اسم الله "المنتقم" .. !!
عناصر الخطبة:
1/معرفة العباد لأسماء الله تكسبهم تعظيمه وحسن الظن به.
2/اسم الله "المنتقم" معناه ودلالته.
3/ مراحل انتقام الله من الطغاة والظالمين.
3/ الآثار الإيمانية لاسم الله "المنتقم".
الخطبة الأولى:
الْحَمْدُ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلا هَادِيَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ،(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)[آل عمران: 102] (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَتَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً) [النساء:1] ؛ (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً)[الأحزاب: 70 و71]. أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله وأحسن الهدي هدي محمد صل الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار أما بعد :
عباد الله : إن معرفة العبد لأسماء الله وصفاته تزيد في إيمانه وتكسب العبد محبة الله وتعظيمه وبها يتعرف على خالقه عز وجل وكمال قدرته وسلطانه ؛ وتكسبه الثقة وحسن الظن بخالقه سبحانه قال تعالى (يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لَا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ * مَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ) [الحج 73/74] ؛
وإن من أسماء الله التي ينبغي أن نتدبرها ونفهم معناها ونتعرف على آثارها في حياتنا اسم الله " المنتقم "
والمنتقم هو الذى يقسم ظهور الطغاة ويشدد العقوبة على العصاة وذلك بعد الإنذار والإمهال ،
والله يغضب في حق خلقه بما لا يغضب في حق نفسه ، فينتقم لعباده بما لا ينتقم لنفسه ، وإنه إن عرفت أنه كريم رحيم فأعرف أنه منتقم شديد عظيم .
واسم الله " المنتقم " لا يطلق على الله إلا مضافاً أو مقيداً ؛
قال تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقْتُلُواْ الصَّيْدَ وَأَنتُمْ حُرُمٌ وَمَن قَتَلَهُ مِنكُم مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاء مِّثْلُ مَا قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِّنكُمْ هَدْيًا بَالِغَ الْكَعْبَةِ أَوْ كَفَّارَةٌ طَعَامُ مَسَاكِينَ أَو عَدْلُ ذَلِكَ صِيَامًا لِّيَذُوقَ وَبَالَ أَمْرِهِ عَفَا اللّهُ عَمَّا سَلَف وَمَنْ عَادَ فَيَنتَقِمُ اللّهُ مِنْهُ وَاللّهُ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ)[المائدة 95]
قال العلاَّمة حافظ الحكميُّ -- في " معارج القبول " (1/147): ( واعلم أنَّ مِن أسماء الله -عزَّ وجلَّ- ما لا يُطلَق عليه إلاَّ مُقتَرِنًا بمُقابِله، فإذا أُطْلِقَ وحدَه؛ أوهمَ نقصًا - تعالى الله عن ذلك-،ومن ذلك: (المنتقِم)؛ لَمْ يأتِ في القرآن إلاَّ مُضافًا إلى " ذو "؛ كقوله : (عَزِيزٌ ذُو انتِقَامٍ) [آل عمران:4]، أو مُقيَّدًا بالمجرمين؛ كقوله : (إنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنتَقِمُونَ) [السَّجدة:22]
والمنتقم هو الذي يعاقب من يشاء ، أما الإنسان فلا يستطيع أن يعاقب من يشاء إذ لا يعاقب إلا من هو دونه ، ولا يستطيع أن يعاقب نداً أو مساوياً له ، وأما أن يعاقب من هو أعلى منه فهذا مستحيل ، لكن الله سبحانه وتعالى ينتقم ممن يشاء ؛ أي يعاقب من يشاء ، فإذا كنت مع القوي فأنت قوي ، مهما يكن عدوك كبيراً ، أو قوياً أو جباراً ، أو طاغياً ، أو متطاولاً ، فالله جل جلاله ينتقم منه ويوقفه عند حده ، ويحجزه عن أن يؤذي خلق الله عز وجل وبهذا المعنى نفهم الانتقام .
معاشر المؤمنين : كثيرٌ من النَّاس يظنُّ أنَّ انتقام اللهِ من الظلمة والطغاة والعصاة لابد أن يكون، سريعاً بعد ظلمهم مباشرةً، ويمكثُ يرقبُ نزول انتقام الله-عز وجل-العاجل على الظَّالم، فإذا ما تأخرتِ العقوبةُ، ولم ير بعينه مصارعَ الظَّالمين شك َّويأسَ وَقنِطَ، وهذا خطأٌ كله، وعدمُ فهمٍ لتعامل الله -عز وجل-مع الظالمين. فالظالم يمرُّ بأربع مراحل-قبل أن يحَقَّ عليهِ القول-لا بدَّ من فهمها جيداً:
BY زاد الخطباء
Share with your friend now:
tgoop.com/menber10/2018