tgoop.com/menber10/2019
Last Update:
المرحلة الأولى: الإمهال والإملاء: (وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ) [القلم: 45] وفيها يمهل الله الظَّالم لعلَّه يتوبُ أو يرجع عمَّا فعل ؛ فالله سبحانه لا يعاجل بالعقوبة والانتقام .
المرحلة الثانية: الاستدراج: (...سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ) [القلم:44] وليس معناه أن تضيقَ الدَّنيا عليه، لا، بل تُفْتَحُ عليه الُّدنيا وترتفع الدرجة، وتبسط عليه اللذات، ويعطيه الله ما يطلب ويرجو، بل وفوق ما طلب؛ لأن الدرج يدل على الارتفاع، والدرك يدل على النزول.
المرحلة الثالثة: التزيين: (وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ...) [العنكبوت: 38]، وفيها يموتُ قلبُ الظَّالم فيرى ما يراهُ حسناً بل هو الواجب فعله. لم يعد في قلبه حياةٌ؛ ليلومه على ما يفعل.
المرحلة الرابعة: الأخذ والإنتقام : (وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ) [هود:102]، وفيها تتنزَّلُ العقوبةُ من الله-تعالى-على الظَّالم وتكون العقوبةُ شديدةٌ-جداً-بحيث تكون عبرة وعظة للعالمين. وهي قد تكون في الدنيا؛ ليرتدع بها الناس، وينزجر بها من تُسَوِّلُ له نفسُه سلوكَ نفسِ الطريقِ، وقد يؤخرها الله-عز وجل-ليوم القيامة حيثُ العقوبةُ أَشَدُّ، والفضيحةُ أخزى،
هذا فرعون كان يملك كل شيء؛ مال وجاه ومنصب وجيوش واتباع ؛ وادعى لنفسه الألوهية والربوبية وتكبر وتجبر؛ سنوات وسنوات هو وجنوده ثم جاء أمر الله قال تعالى (فَانتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَكَانُواْ عَنْهَا غَافِلِينَ)[الأعراف 136]
و التاريخُ حافلٌ بتساقطِ الظَّالمين وخذلان اللهِ لهمْ؛ وانتقامه منهم بعدَ أن بلغوا غايةَ القوةِ والتسلُّط والجبروت ؛
بلغ الفساد والظلم بالبرامكة وكانوا ولاه في الدولة العباسية ووزرائها مبلغاً عظيماً إلى جانب الإسراف
والتبذير حتى قاموا بطلاء قصورهم بماء الذهب فإذا أشرقت الشمس في الصباح انتشر الضوء الوهاج في أرجاء المدينة حتى جاء الخليفة هارون الرشيد وقضى عليهم ووضع لهم حد وألقى بهم في السجون ..
فقال ابن ليحي البرمكى وزير هارون الرشيد و هم في السجن و القيود على أيديهم وأرجلهم: يا أبتاه بعد الأمر و النهى و النعمة صرنا إلى هذا الحال !!! , فقال : يا بنى ... دعوة مظلوم سرت في جوف الليل غفلنا عنها , و لم يغفل عنها الله ... وصدق الله إذ يقول قال تعالى: (وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأبْصَارُ مُهْطِعِينَ مُقْنِعِى رُءوسِهِمْ لاَ يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاء)[إبراهيم:42- 43].
وهكذا هو انتقام الله عبر التاريخ والأمم ؛ وورد في الصَّحيحين من حديث أبي مُوسى الأشعري أنَّ الحبيب النَّبي - صلَّى الله عليْه وسلَّم - قال:(إنَّ اللَّهَ لَيُمْلِي لِلظَّالِمِ، حتَّى إِذا أخَذَهُ لَمْ يُفْلِتْهُ)، وقرأ النَّبيّ - صلَّى الله عليْه وسلَّم - قولَ الله - تعالى -: (وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إذا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ ) [هود: 102].
وسبب تأخير انتقام الله من الظلمة والطغاة والعصاة والجبابرة هو تمحيص واختبار المؤمنين ؛ وايضاً إقامة الحجة والإعذار ؛ وحتى يعْلَمَ المسلمون أنَّ سلعةَ اللهِ غاليةٌ ولا تُنَالُ إلاَّ بالصبرِ والمصابرةِ، ومواجهةِ الباطلِ والتصدِّي للظُّلم، وعدمُ السَّماحِ لليأسِ أو الشَّكِ أنْ يتسربا إلى نفوسهم.
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، قلت ما سمعتم واستغفر الله لي ولكم فاستغفروه ..
الخطبة الثانية : -
الحمد لله على فضله وإحسانه، وأشكره على توفيقه وامتنانه، وأشهدٌ أن لا إله إلإ الله وحده لا شريك له، وأشهدٌ أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه، وسلم تسليماً كثيرًا أما بعد
أيها المسلمون :
ذكر الإمام الذهبي في كتاب الكبائر :
أن رجلا مقطوع اليد كان ينادي في من رآني فلا يظلمن أحدا فقال له رجل: ما قصتك؟ قال: يا أخي قصتي عجيبة، وذلك أني كنت من أعوان الظلمة، فرأيت يوما صيادا قد اصطاد سمكة كبيرة فأعجبتني، فجئت إليه وقلت له: أعطني هذه السمكة، فقال: لا أعطيكها أنا آخذ بثمنها قوتا لعيالي، فضربته وأخذتها منه قهرا ومضيت بها، قال: فبينما أنا ماش بها إذا عضت إبهامي عضة قوية وآلمتني ألما شديدا حتى لم أنم من شدة الوجع وورمت يدي فلما أصبحت أتيت الطبيب وشكوت إليه الألم، فقال: هذه بدوّ آكلة اقطعها وإلا تلفت يدك كلها، قال: فقطت إبهامي ثم ضربت يدي فلم أطق النوم ولا القرار من شدة الألم فقطعتها، فقال لي بعض الناس: ما سبب هذا فذكرت له قصة السمكة، فقال لي: لو كنت رجعت من أول ما أصابك الألم إلى صاحب السمكة، فاستحللت منه واسترضيته، لما قطعت يدك فاذهب الآن وابحث عنه واطلب منه الصفح
BY زاد الخطباء
Share with your friend now:
tgoop.com/menber10/2019