tgoop.com/menber10/2023
Last Update:
رجل من الطراز الفريد وجده يصلي بخشوع فإذا هو النعمــان بن مقــرن رضي الله عنه فلما أكمل قال له عمر : يا نعمان إني أريد أن أوليك أمراً عظيما .. فقال له النعمان يا أمير المؤمنين إن كنت تريد أن توليني على أمر من أمور المال وجمع المال وحساب المال فلست لذلك الأمر إني أخاف الله رب العالمين فالمال فتنة وأنا أخشى الوقوع فيها وان كنت تريدني للقتال في سبيل الله فإنني أناشدك الله أن لا تحرمني الشهادة في سبيل الله فقال عمر أريدك أن تكون قائد جيش المسلمين لملاقاة الفرس بنهاوند .. وتولى القيادة وسار بجيش المسلمين إلى نهاوند واصطف الجيشان وحانت ساعة الصفر وصمتت الألسنة ونطقت السيوف قال النعمان لجيشه: إني سأكبر ثلاث مرات وسأدعو الله ثلاث دعوات فأمنوا وخفقت القلوب وخشعت الأصوات وعنت الوجوه قال النعمان : اللهم اعز دينك ثم قال اللهم انصر عبادك ثم قال اللهم اجعلني أول شهيد في هذه المعركة) ... وأمير المؤمنين عمر هنالك فى عاصمة الخلافة لا ينام الليل ولا يهدأ له بال حتى تقرحت عيناه من طول السهر ينتظر الأنباء فى وقت لم يكن فيه انترنت ولا قنوات فضائية ولا اتصالات لاسلكية ودارت المعركة وكان النعمان أول شهيد وقتل من الفرس وجرح وأسر منهم أعداد كبيرة وهرب منهم من هرب ودخل المسلمون حصون نهــاوند يدكونها ويغنمون ما فيها وكان النصر حليفهم بإذن الله .. إنه عمر رضي الله عنه الذي كان يبحث دائماً عن معدن الرجال في أخلاقهم وقيمهم وصلتهم بالله وعلو همتهم ليستعملهم في طاعة الله.
أيها المؤمنون / عبــــاد الله : - فإذا كانت الرجولة بهذه الأهمية وبهذه المنزلة العظيمة عند الله وأثرها ودورها في الحياة بهذا الوضوح والسمو والفاعلية فإن الرجولة إذاً ليست بالمظاهر والصور والعدد والعدة والمال والعقار فرب إنسان أوتي بسطة في الجسم وصحة في البدن يطيش عقله فيغدو كالهباء، ورب عبد ضعيف البدن قليل المال وهو مع ذلك يعيش بهمة الرجال. فالرجولة مضمون قبل أن تكون مظهرًا، وما أكثر ما ضيعت المظاهر الجوفاء من حقوق وواجبات و كم طمست من حقائق .. عن سهل بن سعد قال: مَرَّ رَجُلٌ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: ((مَا تَقُولُونَ فِي هَذَا؟)) قَالُوا: حَرِيٌّ إِنْ خَطَبَ أَنْ يُنْكَحَ وَإِنْ شَفَعَ أَنْ يُشَفَّعَ وَإِنْ قَالَ أَنْ يُسْتَمَعَ، قَالَ: ثُمَّ سَكَتَ فَمَرَّ رَجُلٌ مِنْ فُقَرَاءِ الْمُسْلِمِينَ فَقَالَ: ((مَا تَقُولُونَ فِي هَذَا؟)) قَالُوا: حَرِيٌّ إِنْ خَطَبَ أَنْ لَا يُنْكَحَ وَإِنْ شَفَعَ أَنْ لَا يُشَفَّعَ وَإِنْ قَالَ أَنْ لَا يُسْتَمَعَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: ((هَذَا خَيْرٌ مِنْ مِلْءِ الْأَرْضِ مِثْلَ هَذَا) (البخاري/ 4803) ... وعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"رب أشعث مدفوع بالأبواب لو أقسم على الله لأبره" (رواه مسلم 2622) .. وعن حارثة بن وهب الخزاعي قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول:"أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِأَهْلِ الْجَنَّةِ كُلُّ ضَعِيفٍ مُتَضَعِّفٍ لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللَّهِ لَأَبَرَّهُ، أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِأَهْلِ النَّارِ: كُلُّ عُتُلٍّ جَوَّاظٍ مُسْتَكْبِرٍ" (رواه البخاري 4918)
الرجولة أخلاق وقيم تدور مع الحق والخير وتربا بنفسها عن سفاسف الأمور وتتعلق بمعاليها فالاستجابة للاستفزاز، والانفعال عند الغضب، ورمي الشتائم كالصاعقة على القريب والبعيد أمر يجيده الكثير لكن الذي لا يجيده إلا الرجال الحلم والصبر عندما تطيش عقول السفهاء، في الصحيحن عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:" لَيْسَ الشَّدِيدُ بِالصُّرَعَةِ، إِنَّمَا الشَّدِيدُ الَّذِي يَمْلِكُ نَفْسَهُ عِنْدَ الْغَضَبِ") .. وسئل الأحنف بن قيس بم سدت قومك؟ قال وجدت الحِلم أنصر لي من الرجال.
ولله درُّ الشاعر إذ قال:
أحبُّ مـكارمَ الأخلاق جَهدي *** وأكـره أن أَعـيب وأن أُعابا
وأصفح عن سِباب الناس حِلماً *** وشرُّ الناس من يهوى السبابا
ومـن هـاب الرجـال تهيّبوه *** ومـن حقّر الرجالَ فلن يُهابا
ومن أخلاق الرجولة في الإسلام العفة عن الحرام والغيرة على الحرمات وتقديم النفع والبعد عن الظلم ونصرة المظلوم ودفع الضر عنه .. ولم ترى البشرية رجولة حقيقية كما رأتها في خير خلق الله محمد صلى الله عليه وسلم في عدله وخلقه ومعاملته وحلمه وشهامته ... ولننظر إلى هذا الموقف فقد قدم رجل من أراش بإبل له إلى مكّة ، فابتاعها منه أبو جهل بن هشام ، فماطله بأثمانها ، فأقبل الأراشي حتى وقف على نادي قريش ، ورسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) جالس في ناحية المسجد ، فقال : يا معشر قريش من رجل يعديني على أبي الحكم بن هشام ، فإني غريب ، وابن سبيل ، وقد غلبني على حقي ، فقال أهل المجلس : ترى ذلك ، يهمزون به إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لما يعلمون
BY زاد الخطباء
Share with your friend now:
tgoop.com/menber10/2023