tgoop.com/menber10/2024
Last Update:
ما بينه وبين أبي جهل من العداوة ، إذهب إليه ، فهو يعديك عليه ، فأقبل الأراشي حتى وقف على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فذكر ذلك له ، فقام معه فلما رأوه قام معه ، قالوا لمن معهم : اتبعه فانظر ما يصنع ؟ فخرج إليه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) حتى جاءه فضرب عليه بابه ، فقال مَن هذا ؟ قال : محمد ، فاخرج ، فخرج إليه ، وما في وجهه قطرة دم ، وقد امتقع لونه ، فقال : إعط هذا الرجل حقّه ، قال : لا يبرح حتى أعطيه الذي له ، قال فدخل ، فخرج إليه بحقه ، فدفعه إليه ، ثمّ انصرف رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وقال للأراشي إلحق لشأنك . . فأقبل الأراشي حتى وقف على المجلس ، فقال : جزاه الله خيراً ، فقد أخذ الذي لي .. »( البداية والنهاية ، ج3 ، ص 59-60 .) ... اللهم آت نفوسنا تقواها وزكها أنت خير من زكاها أنت وليها ومولاها ...
قلت ما سمعتم واستغفر الله لي ولكم فاستغفروه
الخطبـة الثـانية :
عبــــــاد الله : - ومن أخلاق الرجولة العفو حين لا يكون إلا الإنتقام وتحين الفرص، فالعفو والصفح لا يجيده إلا الرجال قال تعالى {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ} [الأعراف:199]. وقال تعالى: {وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} [آل عمران:134].. و العفو هو التفضل على المخطئ والمسيء بالمسامحة والتجاوز، وعدم معاقبته أو معاملته بالمثل. والإحسان إلى من يسيء منزلة لا يطيقها إلا الرجال .. لقد دخل على القاضي ابن هبيرة وهو في مجلس القضاء رجلان من المسلمين ومعهما رجل مربوط بحبل بينهما فقالوا أيها القاضي إن هذا الرجل قتل أبانا ونريد القصاص منه فالتفت بن هبيرة اليه وقال أقتلت أباهم قال نعم ثم قال لهم ابن هبيرة تقبلون مني مئة من الإبل وتعفون عنه قالوا لا نقبل قال فمائتين قالوا نقبل بثلاث فأعطاهم ابن هبيرة ثم أنصرفوا ثم قام إلى ذلك الرجل وفك وثاقه وأطلق سراحه والناس قد أخذتهم الدهشة وهم يرون ماجرى قالوا يابن هبيرة ما رأيناك عملت كما عملت اليوم يعترف القاتل وتدافع عنه وتعطي أهل المقتول الدية من مالك قال : ارايتم إلى عيني اليمنى والله ما أرى بها منذ أربعين سنة ولقد ضربني هذا القاتل وأنا ذاهب لطلب العلم منذ أربعين سنة فأردت أن أطيع الله فيه كما عصى الله فيا .. إن علينا أن نتخلق بهذه القيم ونمارسها سلوكاً في الحياة نرضي بها ربنا ونقوي بها صفنا وينتفع بها مجتمعنا .. وتتىآلف بها القلوب وتحفظ بها الحقوق ولنحذر من استعمال نعم الله علينا من صحة أو مال ومنصب وجاه في ما يغضبه سبحانه.. و لنعلم أنه متى ما فسدت أخلاقنا وساءت تصرفاتنا ضاقت علينا نفوسنا وتكدر عيشنا وكثرت مشاكلنا ... لعمرك ما ضاقت بلاد بأهلها ... ولكن أخلاق الرجال تضيق
فاللهم اهدنا لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت واصرف عنا سيئها لا يصرف عنا سيئها إلا أنت .. اللهم ردنا إليك رداً جميلاً ولا تفتنا في ديننا ولا دنيانا .. والحمد لله رب العالمين وصلى وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه الطيبين الطاهرين .
BY زاد الخطباء
Share with your friend now:
tgoop.com/menber10/2024