tgoop.com/menber10/2030
Last Update:
خطبة جمعة:
واجبات مضيّعة ... !!
الحمد لله المطلع على ما تكنه النفوس والضمائر، الذي أحاط علمه بكل شيء باطنٍ و ظاهر إليه تصير الأمور، وبيدِه تصريفُ الدّهور، أحمده سبحانه وأشكره، عمَّ الخلائقَ فضلُه وإحسانه،ووسِع المذنبين عفوُه وغفرانُه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحدَه لا شريك له، عظُم شأنه وعزّ سلطانه،
أوليتني نعما أبوح بشكرها ... وكفيتني كل الأمور بأسرها .
فلأشكرنك ما حييت وإن أمت ... فلتشكرنك أعظمي في قبرها .
وأشهد أن نبينا محمداً عبد الله ورسوله، ما ترك خيراً إلا ودل أمته عليه ولا شراً إلا وحذرها منه فتركها على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك ولا يتبعها إلا كل منيبٍ سالك فصلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليماً كثيراً أما بعــد:-
عبــــاد الله :- لقد خلقنا الله جميعاً وسخر لنا هذا الكون بما فيه من نعم وكلفنا بواجبات متعددة ومهام متنوعة وأمرنا أن نؤدي هذه الواجبات على أكمل صورة وأحسن أداء ورتب على ذلك السعادة في الدنيا والثواب في الآخرة قال تعالى (إن الذين امنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمان ودا ) (مريم/96) وقال تعالى (يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا لِّيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ* فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ* وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ {الزلزلة:6-8}،... وإن من أعظم هذه الواجبات والتي ينبغي أن نؤديها ونسعى إليها هي تزكية نفوسنا بالإيمان بالله وتوحيده وحسن عبادته وهذا هو أعظم الواجبات التي أمرنا الله بها وأرسل الرسل وأنزل الكتب من أجلها ولذلك فقد أجاب عيسى عليه السلام ربه عندما سأله عن قومه وفحوى رسالته التي بلغهم إياها قائلا:”مَا قُلْتُ لَهُمُ إِلاَّ مآ أَمَرْتَنِي بِهِ أَنُ اَعْبُدُواْ اللَّهَ رَبِّي وَرَبـَّكُمْ وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَّا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيتَنِي كُنتَ أَنتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنتَ على كُلِّ شَيءٍ شَهِيدٌ” [المائدة: 117]. هذه العقيدة وهذه العبادة الخالصة لله تحرر النفس من الخضوع لكل شيء غير الله، سواء كان شخصاً، أو جهةً، أو صنماً، أو مال أو دنيا أو متاع وأن تخضع لله في كل شأن من شؤون حياتها، ثم تزكيتها بعد ذلك بالأخلاق والقيم العظيمة وتربيتها على فضائل الأعمال وهذا ما أوصانا به الحبيبُ - صلَّى الله عليه وسلم - قائلاً:(اتَّقِ الله حيثُما كنتَ، وأتبِعِ السيِّئةَ الحسنة تَمْحُها، وخالِقِ الناسَ بِخُلُق حسن)[ أخرجه التِّرمذي في "البِرِّ والصِّلة"، وصحَّح الألباني إسناده في "الجامع"، ح/ 97.].. وإن القيام بمثل هذه الواجبات يحتاج إلى إخلاص وصبر ومصابرة وقال تعالى (فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا {الكهف:110}
أيها المؤمنون /عبـــاد الله :- وهناك واجبات على العبد تجاه أهله وأولاده وجيرانه وأرحامه من حسن الرعاية والتربية والصلة والمعاملة الحسنة والصبر على ذلك وإنها لمسئولية عظيمة يسأل عنها يوم القيامة عن ابن عمر رضي الله عنهما قال:"سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (كلكم راعٍ وكلكم مسئول عن رعيته، الإمام راعٍ ومسئول عن رعيته، والرجل راعٍ في أهله ومسئول عن رعيته، والمرأة راعية في بيت زوجها ومسئولة عن رعيتها والخادم راعٍ في مال سيده ومسئول عن رعيته، وكلكم راعٍ ومسئول عن رعيته). (البخاري (8/104)... وقال تعالى:( يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُون ) [6سورة التحريم] .. وهناك واجبات عليك تجاه إخوانك في المجتمع الذي تعيش فيه فتسعى لبناء علاقات وثيقة معهم تقوم على الحب والتراحم والتعاون والإيثار والنصح ولا خير في مجتمع لا يحب أفراده بعضهم البعض ولا بعطف بعضهم على بعض ولا يتفقد بعضهم أحوال بعض وقد أمر الله سبحانه وتعالى بالتعاون على البر والتقوى، ونهى عن التعاون على الإثم والعدوان، روى أبو بردة عن أبيه، عن جده، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (على كل مسلم صدقة) فقالوا: يا نبي الله، فمن لم يجد؟ قال: (يعمل بيده فينفع نفسه ويتصدق) قالوا: فإن لم يجد؟ قال: (يعين ذا الحاجة الملهوف) قالوا: فان لم يجد؟ قال: (فليعمل بالمعروف، ويمسك عن الشر، فإنها له صدقة).(مسلم (2/699) .. والذي يقضي حاجة أخيه في الدنيا يقضي الله حاجته يوم القيامة، عندما يكون أحوج إليها من حاجة أخيه في الدنيا ... عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (المسلم أخو المسلم، لا يظلمه، ولا يسلمه، ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن ستر مسلماً ستره الله يوم القيامة ).
BY زاد الخطباء
Share with your friend now:
tgoop.com/menber10/2030