tgoop.com/mieyar_aleilm/225
Last Update:
⬆️
"اعلموا أنَّ مِن دقائق فَهم هذا: أنَّ للعلوم أخلاقًا تُكسِبُها أصحابَها، فإذا سَرَت إليهم هذه الأخلاق في غفلةٍ منهم أَوْرَثَتْهِم شَرًّا.
فإِنَّ مَنْ أمعن النظر في العلوم وَجَد أن:
- مَنْ تَشَاغَل بالفقه فقط أكسَبَه جُمودًا.
- ومَنْ تَشاغل بالحديث فقط أكسبه كَوْدَنَةً؛ أَي ثِقَلًا فِي فَهمه.
- ومَنْ تَشاغَل بالقراءات فقط أكسبته كبرياء.
- ومَنْ تَشاغل بالعربية فقط أكسبته فِسْقًا.
- ومَنْ تَشَاغَل بالعقليَّات فقط أكسَبَتْه عُجْبًا بنفسه واحتقارًا للخَلْق.
وإِنَّما سَرَتْ هذه الأخلاق مع هذه العلوم؛ لقطعها عما ينبغي شهوده من ملاحظة القلب.
فطالب الحديث - مثلًا - يكون هَمُّه حِفْظُ إسنادِ، ومعرفةٌ جَرْحٍ وتعديل برَاوٍ، واطَّلاعٍ على عِلَّة حديث، وقَلَّ أنْ يكونَ هَمُّه الاقتداءَ بِالنَّبِيِّ ﷺ المتكلمِ بهذا الحديث !
ولَمَّا كان السَّلف رَحِمَهُ اللهُ تعالى يَرْعُون هذا قالوا: (إذا رويتَ حديثًا عن النَّبيِّ ﷺ فاعمل به ولو مرَّةً واحدةً).
ونحن نروي أحاديث كثيرةً عن النَّبيِّ ﷺ ولا نَعمل بها ولو مرَّةً واحدةً! بل نشتغل بطلب معرفة صحته وضَعْفه، وعِلَّته، وجَرْحِ رواته وتعديلهم؛ فتتمادى بنا هذه المطالب حتَّى تَصدَّنا عن المطلب الأعظم! فَيُورِثُنا ذلك قسوةً في قلوبنا من الأحوال التي ذكرتُها لكم في أحوال العلوم.
وطالب العلم إذا جُعِل بينه وبين هذا المقصد حِجابٌ كَثِيفٌ، أورثه شَرًا كثيرًا في الدنيا والآخرة.
فالعلمُ المُقرّب إلى الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى إِنَّما هو العلم الذي ينفعك، وليس العلم الَّذِي يَرْفَعُك عند الخَلْق.
فإنَّ العلم الذي يرفعك عند الخَلْق ربَّما رَفَعك قِمَّةً ثُمَّ هَوَيْتَ به في نار جَهَنَّمَ".
🔊 الشيخ د. صالح بن عبدالله العصيمي -حفظه الله-
[شرح تذكرة السامع والمتكلم لابن جماعة]
https://www.tgoop.com/mieyar_aleilm
BY | معيار العلم |

Share with your friend now:
tgoop.com/mieyar_aleilm/225