tgoop.com/mihad_osol/2580
Last Update:
كتب إليّ الصّديق الكريم صاحب (التقييدات) :
"الوجه الأول المذكور يضعفه ما جاء في الثالث ، وهو قوله "وأضيفُ : أن الإمام العز بن عبدالسلام قد نُقل عنه علم كثير في غير مؤلفاته ، وهي كتب تلاميذه ، وهو ما أرجّح أن منشأ العبارة هي دروسه أو تلاميذه ، وليست كتبه ومؤلفاته" ، وأما الوجه الثاني؛ فهو تخمين لا يمنع صحة نقل الزركشي.
والصّواب: أن عبارة العز على وجهها ، وسياق كلام الزركشي دالٌّ على أنها على هذا المعنى ، فقد كان الزركشي نقل عن بعض العلماء كراهة ترك اتباع المصحف ، ثم قال بعد ذلك : "وكان هذا في الصدر الأول والعلم حي غض ، وأما الآن فقد يخشى الإلباس ، ولهذا قال الشيخ عز الدين ...".
فهذا التّعليل دالٌّ على أنه سيذكر ما يخالف الكراهة السابقة ، وأن الإلباس قد يقع بالتزام الرسم المأثور ، فيخطئ الناس في القراءة ، وهو معنى عبارة العز ، فإنه قال (لئلا يوقع في تغيير من الجهال) أي أن يقرؤوا اللفظ كما كتب، فيقولوا: (الصلوة) مثلا بالواو، كما هي في الرسم، وهكذا ، فسياق الزركشي وكلام العز وتعليله دال كله على صواب العبارة.
ثم كذلك تعقيب الزركشي بقوله : "ولكن لا ينبغي إجراء هذا على إطلاقه ، لئلا يؤدي إلى دروس العلم ، وشيء أحكمته القدماء لا يترك مراعاته لجهل الجاهلين ، ولن تخلو الأرض من قائم لله بالحجة" ، وهذا يعني أنه وإن جازت الكتابة بالرسم المعاصر إلا أنّ ذلك ليس مطلقا؛ لئلا يفضي إلى ترك الرسم المأثور.
وقد وقعت العبارة على الصواب في مخطوط مكتبة الحرم المكي "393" ، وهو منسوخ سنة 878 ، فكلام العز على وجهه ، وهو موافق للسياق والمعنى ، ولما في المخطوط ، فليس لدعوى التحريف وجه ، والله أعلم"
BY قناة | مِهاد الأُصُول
Share with your friend now:
tgoop.com/mihad_osol/2580