tgoop.com/mihad_osol/3320
Last Update:
س: هل من مزيّة لإرشاد الفحول للشوكاني، وهل يمكن اعتماده أصلا للدرس والتكرار وتقييد الفوائد؟
ج: مزيَّةُ الإرشاد مُستمدَّة من أصله (البحر المحيط) وإن كان لم يحط بمقصود أصله من جهة أن الزركشي كانت عنايته مصروفة إلى أمرين:
فوفّى الشّوكاني بالثاني، وهو كثرة الفوائد وسعة الجمع غالبا دون الأول؛ روما للاختصار.
فيبقى أن الإفادة من الإرشاد تظهر في جانبين:
فهذا يخفِّف عن النّاظر عناء كثرة تتبُّع المصادر إن أراد المرور على جل المسائل الأصولية وتصورها ومعرفة جملة ما قيل فيها.
وقد لحظتُ أن الشوكاني يعتمد مصدرين لا يكاد يخرج عنهما:
وهذه مزية الكتاب العليا عندي؛ لأن الشوكاني عالم محقق من جهة، ثم هو من مدرسة تخالف منهج الأصوليين عامة بل والفقهاء أيضا من جهة أخرى؛ لكونه أميل إلى أهل الظاهر، مع العناية بطريقة شيخ الإسلام، فيجتمع عنده من مادة النقد ما لا يجتمع عند غيره لتنوع مشاربه وكثرة مآخذه.
فهذه فائدة جليلة حسنة، وهو كثير الاستدراك على الأصوليين وإثارة الإشكال على مسائلهم.
فهذا نظرٌ فيما ينبغي ملاحظته من مزايا الكتاب.
ثم هنا نظر آخر؛ في اختيار الكتاب عمدة للدرس الأصولي على طريقة الأصل المعتمد، فهو في ظني يصلح لذلك مع انتخاب الزوائد عليه والتحريرات والإشكالات من غيره؛ لأن مادته غزيرة، وحجمه متوسط، وهو جامع مستوعب، وفيه قدر من النقد والتحرير، فالزيادة عليه أسهل من الزيادة على غيره وأقل كلفة، لأن الزوائد هنا ستكون منتقاة بعناية، فلا ينتقي المرء عليه إلا الدقيق المحرر.
لكن أقول أيضا: أحسب أن الشوكاني ترك مجالا أوسع للاستدراك والتتميم في بعض المواضع التي طواها طيًّا سريعا، أو حذفها أصلا، فهذا باب حسن من التتميم والزوائد. والله أعلم.
#أصول_الفقه
#مآخذ_الأصول