tgoop.com/modar_abualhayjaa/6288
Last Update:
إضاءة فقهية شرعية أخلاقية ،،،
لا يفتى ومالك في المدينة .. كما لا يفتى في شأن المشروع الإيراني الطائفي الشيعي وعلماء العراق والشام أحياء على أرض البسيطة.
من اللافت للإنتباه أن بعض الشخصيات باتت تجري يمنة ويسرة ساعية لافتكاك أي فتوى من عالم معتبر ومشهود له بالصلاح والتقوى والانحياز لقضايا الأمة، وذلك بهدف افتكاك فتوى منه تجيز التحالف بين القوى الإسلامية الفلسطينية مع المشروع الإيراني الذي يقوده الملالي ويتفرع عنه أذرع طائفية شكلت زورا محور المقاومة!
وقد قرأت كلاما لبعض قامات العلماء والمفتين في المغرب العربي الكبير، فاستوقفتني رؤيتهم حول إشكالية العلاقة بين القوى الإسلامية التي تواجه الكيان الصهيوني ومن خلفه أمريكا، والعلاقة والحلف وموقف الإسناد من قبل المحور الإيراني المتنافس مع الكيان الإسرائيلي، والمتخادم منذ لحظة نشوئه مع الإدارة الأمريكية العميقة!
وقد جاء في حديث الشيخ العالم والمفتي الغرياني -الذي نجله ونوقره حفظه الله- قوله:
" الباحثون عن معتقد كل من ينصر غزة؛ هؤلاء لا يخدمون إلا الأعداء، وكلامهم ليس إلا سفسطة فارغة لا قيمة له في العلم.
فكل من ينصر أهل غزة من أي مكان؛ يجب أن نقف معه ونفرح بنصرته.
ولو وقف الكفار مع أهل غزة فيجب أن نفرح بهم، ونناصرهم في هذه القضية"). انتهى كلام الشيخ!
ومما استوقفني في شكل التعاطي جانبان رئيسان هما :
أولا: لماذا يتعاطى كثير من علماء المسلمين وفقهاء الفتيا مع المشروع الإيراني وأذرعه في حدود النظرة العقدية، وكيف يغفلون أو يسقطون من فتاويهم -رغم عقود اعتدائه واحتلاله- اعتبار أنه مشروع عدائي متكامل الأركان يستهدف تدمير الدول والمجتمعات الإسلامية ويصر على مسخ الهوية الإسلامية، رغم أنه لايزال قائما على احتلالاته وأشكال قتله للمسلمين وعدوانه مشهود في العراق واليمن وعموم الشام!
ثانيا : لماذا يتم تجاوز العلماء العارفين والعاملين في حقول الأشواك التي زرعها ملالي إيران في العراق واليمن والشام والأحواز منذ عشرات السنين، وذلك رغم أن الحكم على الشيء فرع عن تصوره، وهل يوجد في الأرض اليوم أخبر من علماء العراق أولا ثم الشام ثانيا بطبيعة وكنه ووسائل وأهداف مشروع ملالي إيران؟
وإذا كان لا يفتى ومالك في المدينة توقيرا لمقامه واعترافا لتمكنه من العلم الشرعي واعتبارا لقدراته العلمية الفقهية، أليس من باب أولى أن يرجع مجموع الأمة وعلماؤها ودعاتها لعلماء وفقهاء ومفتي الديار الشامية والعراقية؟
ولماذا يذهب طالب علم -يتحرى الحق والحقيقة- إلى الديار البعيدة مناشدا علماءها - وإن كانوا على قدر عال من الفقه- أن يفتوه في مسألة ونازلة مبحوثة ومقروؤة عند علماء الزمان والمكان المعني بالسؤال المتعلق بالنازلة، ثم يخالفهم ويشذ عنهم؟
إن علماء العراق والشام يتجاوزون كل علماء البسيطة في جانب يملكونه وشرطا لا يحققه غيرهم من أهل الفتيا، ألا وهو الدراية والاطلاع التفصيلي على واقع الحال، والذي بدونه لا تستقيم الفتوى، وبقدر نقصانه تختل!
ألم يفت المجلس الإسلامي السوري - والذي يضم كوكبة من علماء الشريعة المشهود لهم، كما يضم فسيفساء الحركات الإسلامية الثورية والمذاهب الإسلامية المنتشرة في الديار الشامية - في نفس الشأن والسياق الذي تحدث فيه الشيخ الغرياني حفظه الله؟
فلماذا يتجاوز البعض رؤى وفتاوى علماء الشام، كما هي فتاوى علماء العراق - ومنهم هيئة علماء المسلمين في العراق-، ويقفز باحثا عمن يملك علما وفقها، ولكن ينقصه دون أدنى شك ما يتوفر في عقول وتجارب علماء العراق والشام ممن هم معاينين وليسوا مخبرين!
إن إصرار القيادات الإسلامية السياسية الفلسطينية والمجاهدة على الحلف مع عدو للأمة -المشروع الإيراني-، هو سبب مباشر في شق الأمة وتفتيت وحدتها السياسية، الأمر الذي دفعني لنصح وتحذير إخواني في حركتي حماس والجهاد الإسلامي منذ ربع قرن محذرا من خطورة حدوث تصدع في صفوف الأمة سيؤذي القضية الفلسطينية ويؤذي القضايا العربية والإسلامية، لاسيما ودور إيران في تدمير المنطقة وقتل وافقار شعوبها أوضح من نار على علم ولا ينكره نزيه وعاقل!
وكما تجاوزت القيادات الحمساوية -إلا من رحم الله- نصح العلماء وفتواهم في حرمة العودة لنظام بشار الأسد بالأمس، تصر القيادة اليوم على تجاوز علماء العراق والشام ولبنان في حكم الحلف والعلاقة القائمة مع ملالي إيران ومحورها وأذرعها، ولاشك بأن هذا يزيد التصدع السياسي في صفوف الأمة، وهو ينذر بحالة طلاق بائن بين توأمي ثورة الشام في فلسطين وسورية!
وإذا كان تخبط القيادات السياسية الفلسطينية سببا وجيها لشق صفوف ثوار الأمة، فإن فتوى العلماء البعيدين عن الساحات التي يحتلها المشروع الإيراني ويقتل أهلها كل صباح وكل مساء ثم يحرق مدنها ويشرد أهلها، سبب وجيه في شق مذهب الأمة وإفساد دينها، لاسيما والنازلة الحالية تؤثر بشكل مباشر على مصائر شعوب المنطقة، وبالشكل الذي يمس دينها وثقافتها ودماءها وأموالها وأمنها.. الخ
BY قناة أ. مضر أبوالهيجاء جنين/فلسطين
Share with your friend now:
tgoop.com/modar_abualhayjaa/6288