MODAR_ABUALHAYJAA Telegram 6289
وإذا كان التاريخ الإسلامي يشير إلى نماذج سامية ومضحية في طريق طلب العلم، حتى أن بعضهم كان يهاجر لسنوات طالبا حديثا مرويا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أيدي علماء مشهود لهم، فكيف يتجاوز من يطلبون الحق، أهل العلم في ديارهم المعنية بالمسألة.

وإذا أردنا أن نقف على هوية العلماء العارفين الذين أفتوا في هذا الشأن في أرض الفرات والشام فهو أمر أصعب من أن يحصى، لاسيما وقد بدأت كتابات معاصريهم منذ قرن، ونذكر منهم -على سبيل الذكر لا الحصر- الشيخ العالم محب الدين الخطيب الذي كان يعيش في مصر، وهو خال الشيخ على الطنطاوي رحمهما الله أجمعين وجميع المسلمين، وقد كتب في هذا الصدد منذ أربعينيات القرن المنصرم، رغم أنه لم يكن هناك حجم من الآثار العدوانية التي نكلت بالأمة كما هو الآن ومنذ أربعة عقود خلت، وإذا كانت هذه رؤية وأحكام مبثوثة في مؤلفات الشيخ محب الدين الخطيب وأحمد شاكر ورشيد رضا والسالوسي وغيرهم الكثير من علماء العراق قبل أن تقوم دولة الملالي وقبل أن تفعل الفواحش في المسلمين وتحتل بلادهم، فكيف ينبغي أن تكون الفتوى اليوم في ظل تمزيق العراق وحرق الشام وتفقير اليمن وخراب لبنان وتهديد الجزيرة ..الخ

أعود فأقول أننا إذا كنا غير قادرين على السيطرة على جنوح القيادات السياسية الفلسطينية نحو إيران المعادية، فليس أقل من أن نضبط الفتيا التي توحد ولا تفرق صفوف المسلمين، معتمدين على من يحقق شروط الفتيا بشكل أكبر وسقف أعلى.

أخيرا أوجه سؤالي للشيخ العلامة الجليل الغرياني، وذلك باعتباره دعا المسلمين إلى الوقوف خلف كل من يقاتل الكيان الإسرائيلي الغاصب، دون التوقف أمام كفره وعقيدته، متجاوزا حقيقة العداء الذي تجسده إيران وأذرعها في عدة عواصم عربية، وغير مدرك لمآلات التوسع الإيراني على هوية الأمة الثقافية ودينها ووحدتها السياسية!

السؤال يقول: من حق من اعتدي عليه وعلى أرضه وأهله وماله ودينه أن يقاوم - كما هو حال الشعب الفلسطيني -، فإذا قرر الشعب العراقي والسوري أن يقاتل إيران وأذرعها ليتخلص من أشكال عدوانها، فهل هذا موقف مشروع يوجب علينا نصرة أهل العراق والشام ، أم أن الأمة غير مطالبة بتلك النصرة وهي معفية منها إلا في حدود أرض فلسطين التي رسم حدودها المستعمرين الأوائل؟

وإذا كان قتال الشعبين العراقي والسوري للاحتلال الإيراني -الذي دمر بلديهما- سببا مباشرا وحقيقيا في إضعاف مشروع الملالي وأذرعه في محور المقاومة، فهل هذا الضعف نكبة لا تجوز في حق الفلسطينيين وتضييع لفرصة تحرير الأقصى؟

ثم كيف يمكن أن يكون هذا الرأي الفقهي سببا في تحرير الأقصى دون أن ينحر وحدة الأمة السياسية لصالح وحدة الساحات الطائفية؟

مضر أبوالهيجاء فلسطين-جنين 3/9/2024



tgoop.com/modar_abualhayjaa/6289
Create:
Last Update:

وإذا كان التاريخ الإسلامي يشير إلى نماذج سامية ومضحية في طريق طلب العلم، حتى أن بعضهم كان يهاجر لسنوات طالبا حديثا مرويا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أيدي علماء مشهود لهم، فكيف يتجاوز من يطلبون الحق، أهل العلم في ديارهم المعنية بالمسألة.

وإذا أردنا أن نقف على هوية العلماء العارفين الذين أفتوا في هذا الشأن في أرض الفرات والشام فهو أمر أصعب من أن يحصى، لاسيما وقد بدأت كتابات معاصريهم منذ قرن، ونذكر منهم -على سبيل الذكر لا الحصر- الشيخ العالم محب الدين الخطيب الذي كان يعيش في مصر، وهو خال الشيخ على الطنطاوي رحمهما الله أجمعين وجميع المسلمين، وقد كتب في هذا الصدد منذ أربعينيات القرن المنصرم، رغم أنه لم يكن هناك حجم من الآثار العدوانية التي نكلت بالأمة كما هو الآن ومنذ أربعة عقود خلت، وإذا كانت هذه رؤية وأحكام مبثوثة في مؤلفات الشيخ محب الدين الخطيب وأحمد شاكر ورشيد رضا والسالوسي وغيرهم الكثير من علماء العراق قبل أن تقوم دولة الملالي وقبل أن تفعل الفواحش في المسلمين وتحتل بلادهم، فكيف ينبغي أن تكون الفتوى اليوم في ظل تمزيق العراق وحرق الشام وتفقير اليمن وخراب لبنان وتهديد الجزيرة ..الخ

أعود فأقول أننا إذا كنا غير قادرين على السيطرة على جنوح القيادات السياسية الفلسطينية نحو إيران المعادية، فليس أقل من أن نضبط الفتيا التي توحد ولا تفرق صفوف المسلمين، معتمدين على من يحقق شروط الفتيا بشكل أكبر وسقف أعلى.

أخيرا أوجه سؤالي للشيخ العلامة الجليل الغرياني، وذلك باعتباره دعا المسلمين إلى الوقوف خلف كل من يقاتل الكيان الإسرائيلي الغاصب، دون التوقف أمام كفره وعقيدته، متجاوزا حقيقة العداء الذي تجسده إيران وأذرعها في عدة عواصم عربية، وغير مدرك لمآلات التوسع الإيراني على هوية الأمة الثقافية ودينها ووحدتها السياسية!

السؤال يقول: من حق من اعتدي عليه وعلى أرضه وأهله وماله ودينه أن يقاوم - كما هو حال الشعب الفلسطيني -، فإذا قرر الشعب العراقي والسوري أن يقاتل إيران وأذرعها ليتخلص من أشكال عدوانها، فهل هذا موقف مشروع يوجب علينا نصرة أهل العراق والشام ، أم أن الأمة غير مطالبة بتلك النصرة وهي معفية منها إلا في حدود أرض فلسطين التي رسم حدودها المستعمرين الأوائل؟

وإذا كان قتال الشعبين العراقي والسوري للاحتلال الإيراني -الذي دمر بلديهما- سببا مباشرا وحقيقيا في إضعاف مشروع الملالي وأذرعه في محور المقاومة، فهل هذا الضعف نكبة لا تجوز في حق الفلسطينيين وتضييع لفرصة تحرير الأقصى؟

ثم كيف يمكن أن يكون هذا الرأي الفقهي سببا في تحرير الأقصى دون أن ينحر وحدة الأمة السياسية لصالح وحدة الساحات الطائفية؟

مضر أبوالهيجاء فلسطين-جنين 3/9/2024

BY قناة أ. مضر أبوالهيجاء جنين/فلسطين


Share with your friend now:
tgoop.com/modar_abualhayjaa/6289

View MORE
Open in Telegram


Telegram News

Date: |

How to Create a Private or Public Channel on Telegram? Members can post their voice notes of themselves screaming. Interestingly, the group doesn’t allow to post anything else which might lead to an instant ban. As of now, there are more than 330 members in the group. Telegram channels fall into two types: Public channels are public to the internet, regardless of whether or not they are subscribed. A public channel is displayed in search results and has a short address (link). Telegram iOS app: In the “Chats” tab, click the new message icon in the right upper corner. Select “New Channel.”
from us


Telegram قناة أ. مضر أبوالهيجاء جنين/فلسطين
FROM American