tgoop.com/moflesoon1/17075
Last Update:
موقف الحكومات العربية من أزمة غزة: حدود الإمكانيات والواقع المعقد
مع تصاعد الأحداث في قطاع غزة وما يصاحبها من مأساة إنسانية، تتوجه الأنظار إلى الدول العربية ومواقفها تجاه هذه القضية الحساسة. بينما يُحمِّل البعض، وعلى رأسهم جماعة الإخوان المسلمين، الحكومات العربية مسؤولية مباشرة ويتهمونها بالتقصير أو التواطؤ، هناك جانب آخر من الحقيقة يتمثل في تعقيدات المشهد السياسي والقيود العملية التي تحكم تحركات هذه الحكومات. في هذا المقال، سنسلط الضوء على ما قامت به الدول العربية بالفعل لدعم غزة، ولماذا لا تستطيع تجاوز بعض الخطوط الحمراء، مع تفنيد مطالب الإخوان المسلمين وإظهار عدم واقعيتها في بعض الحالات.
ما الذي تستطيع الحكومات العربية فعله لدعم غزة؟
الدعم الإنساني والإغاثي:
قدمت الدول العربية مساعدات إنسانية ضخمة إلى غزة على مدار السنوات الماضية. على سبيل المثال:
مصر: أعلنت فتح معبر رفح عدة مرات لإدخال المساعدات الطبية والإنسانية. وخلال التصعيد الأخير في عام 2023، أرسلت أكثر من 100 شاحنة إغاثة، واستقبلت مستشفياتها أكثر من 300 جريح فلسطيني للعلاج.
المملكة العربية السعودية: عبر مركز الملك سلمان للإغاثة، قدمت مساعدات بقيمة 50 مليون دولار لدعم القطاع الصحي في غزة منذ 2018.
الإمارات: أطلقت مبادرة "جسور الخير" في 2023، والتي تضمنت تقديم مساعدات طبية وغذائية بقيمة 25 مليون دولار، مع إرسال 150 طنًا من المساعدات.
التحرك الدبلوماسي:
سعت الدول العربية إلى اتخاذ مواقف دبلوماسية واضحة لدعم فلسطين. أمثلة على ذلك:
في مايو 2021، قادت الأردن ومصر جهودًا دبلوماسية مكثفة بمجلس الأمن لوقف العدوان.
المغرب: رغم تطبيع العلاقات مع إسرائيل، تقدم في 2023 بمقترح إلى منظمة التعاون الإسلامي يطالب بوقف التصعيد وتوفير حماية دولية للشعب الفلسطيني.
الضغط السياسي والمالي:
قطر: قدمت منذ 2012 أكثر من 1.4 مليار دولار لدعم مشروعات البنية التحتية والكهرباء والمساعدات النقدية للعائلات في غزة.
الكويت: أعلنت في 2021 تخصيص 30 مليون دولار لدعم إعادة إعمار ما دمرته الحرب.
لماذا لا تستطيع الحكومات العربية فعل المزيد؟
رغم هذه الجهود، هناك قيود حقيقية تمنع الدول العربية من اتخاذ خطوات أكثر جرأة، ويمكن تلخيص هذه القيود في النقاط التالية:
القيود الجيوسياسية:
التحركات العسكرية المباشرة مستحيلة في ظل النظام الدولي الحالي. أي تدخل عربي قد يؤدي إلى نزاع إقليمي واسع النطاق.
الضغط الدولي: على سبيل المثال، في 2023، مارست الولايات المتحدة ضغوطًا هائلة على مصر والأردن لمنع تصعيد المواقف.
الاتفاقيات الدولية والالتزامات:
اتفاقية كامب ديفيد (1979): تمنع أي عمل عسكري مصري مباشر ضد إسرائيل.
اتفاقات إبراهيم (2020): دخلت فيها الإمارات والبحرين، ما يجعل أي تصعيد عسكري أو سياسي ضد إسرائيل يهدد المصالح الاقتصادية والاستراتيجية.
الوضع الداخلي:
الأردن: يعتمد على مساعدات أمريكية سنوية تبلغ 1.65 مليار دولار، ما يحد من قدرته على اتخاذ قرارات تتعارض مع السياسات الأمريكية.
مصر: تواجه تحديات اقتصادية ضخمة مع ديون خارجية تتجاوز 160 مليار دولار، مما يجعلها بحاجة إلى استقرار إقليمي ودعم دولي.
مطالب الإخوان المسلمين: هل هي واقعية؟
تطالب جماعة الإخوان المسلمين بعدة إجراءات ترى أنها ضرورية لنصرة غزة، ومنها:
قطع العلاقات مع إسرائيل:
الواقع: قطع العلاقات سيؤدي إلى خسائر اقتصادية وسياسية هائلة. على سبيل المثال، بعد اتفاقات إبراهيم، بلغت التجارة بين الإمارات وإسرائيل 2.5 مليار دولار سنويًا.
فتح الحدود بشكل دائم:
الواقع: فتح المعابر دون ضوابط يعرض الأمن القومي المصري للخطر. في 2014، تم تنفيذ عملية كرم القواديس بعد تسلل جماعات متطرفة من غزة إلى سيناء.
التدخل العسكري:
الواقع: أي تدخل عسكري سيفتح المجال لصراع إقليمي شامل. في 1973، حشدت الدول العربية جيوشها لتحرير سيناء والجولان، لكن الظروف الجيوسياسية اليوم مختلفة تمامًا.
ما هي الجوانب المظلمة من وراء مطالب الإخوان المسلمين؟
استغلال القضية الفلسطينية لتحقيق مكاسب سياسية:
جماعة الإخوان المسلمين لديها تاريخ طويل في تسييس القضايا الإنسانية. على سبيل المثال، خلال ثورات الربيع العربي في 2011، استخدمت الجماعة القضية الفلسطينية كأداة لحشد الجماهير ضد الأنظمة الحاكمة، رغم أن معظم هذه الأنظمة لم تكن مسؤولة بشكل مباشر عن الأوضاع في غزة.
إثارة الفوضى الإقليمية:
مصر: خلال حكم الإخوان (2012-2013)، تبنت الجماعة سياسات غير مدروسة تتعلق بفلسطين، مثل اقتراح فتح الحدود بشكل دائم دون مراعاة الأمن القومي المصري.
في 2013، أدت سياسات الإخوان إلى زيادة العمليات الإرهابية في سيناء، حيث شهدت المنطقة أكثر من 150 هجومًا مسلحًا خلال العام الذي حكم فيه الرئيس الأسبق محمد مرسي.
إضعاف الحكومات العربية لصالح مشاريعهم:
BY المفلسون

Share with your friend now:
tgoop.com/moflesoon1/17075