tgoop.com/mogr7775/2274
Last Update:
عندما يكون جهاز المناعة في جسم الإنسان ضعيفًا، فإنّه يكون ضعيفًا أمام الأمراض والأوبئة، وكلّما قوي كان أقوى على مواجهتها..
فإنْ كان جهاز المناعة قد تعطل في البدن، فإن البدن يتأذى من كلّ عارض مهما ضعف، وهذا يشبه حال أمّة الإسلام اليوم، يصيب منها حتى كلّ تافهٍ ورخيص.
أكتبُ هذه الكلمات، وقد تزاحمت كلمات وتصوّرات الفضلاء والمهمومين في الفترة الأخيرة يحاولون من خلالها تلمّس وتصوّر عوامل وأسباب قيام الأمّة ونهضتها من جديد، وكيفية إعادتها إلى الصدارة والعزة والتمكين، بعد هذا الذلّ والضعف والهوان الذي أحاط بها كالسوار بالمعصم.
فهنيئًا لمن جعل همّه دينه وأمّته، فهو من الكبار الكرام..
وأمّا بالنسبة لأسباب ضعف الأمّة وهوانها، وعوامل قوتها وعزّتها، فهي كثيرة وقد ذكر وعرض هذه وتلك الكثير من الفضلاء.
وما أريد التأكيد عليه هنا، ونحن نرصد ونقرأ الأسباب الخارجية لضعف الأمة وإضعافها، وتشخيص أعداء الأمّة ودرجات وصور عداوتهم، وأشدّهم وأقلّهم خطرًا وتهديدًا وعداوةً للمسلمين، يجب أن نعطي أهمية أكبر للأسباب الداخلية لضعف الأمّة، لجهاز المناعة الذي أصبح معطلًا في ظلّ وجود الحكام الأدوات الذين يحولون بين الناس وبين تحكيم شريعتهم ودينهم الذي لو سرى وجرى في حياة الناس كما أراده اللهُ - سبحانه وتعالى - بشموليته، وفي مختلف جوانبه لقوي جهاز المناعة جدًا، ولأصبح قادرًا على مواجهة المخاطر والتهديدات الخارجية الآتية من قوى الكفر والشر التي تداعت على الأمّة، ولاستطاع تقليل أو دفع ومنع الشرّ الذي يتهددها ويصيب منها بسبب ضعفها الشديد.
فالحكام وبقوة السلطات والتشريعات والقوانين التي فرضوها على الشعوب خلال عشرات السنين استطاعوا أن يُضعفوا الأمّة وأن يجرّدوها من الأسباب الفاعلة لقوتها وعزّتها، وذلك رضوخًا وتنفيذًا لمخططات أوليائهم من الكفرة أعداء الدين الذين عملوا بإصرار وعزيمة ومكر ودهاء، وذلك خلال أكثر من قرنين من الزمان حتى أوصلونا إلى من نحن فيه اليوم من الضعف والهوان.
وخلاصة الكلام، أنّه، مع لزوم العناية بعموم عوامل النهضة، فإنّ أهم ما ينبغي أن تتوجه إليه عناية المصلحين، هو تقوية الجبهة الداخلية للأمة، ( جهاز مناعة الأمّة ) ومن أهم أسباب تقويتها إزاحة وكلاء الكفار الذين يجثمون على صدر الأمّة، والذين لا عمل لهم إلا قهر الشعوب، ومحاربة المصلحين، وموالاة أعداء الدين، حينها - فقط - يمكن أن يتمكن الصادقون المصلحون من البدء في شقّ طريق العودة إلى عزة الأمّة وقوتها، وحماية مقدساتها وأبنائها وبلادها وثرواتها وكبح كلّ معتدٍ ولئيم، وحينها تُفتح الطريق أمام تمكين دين الله في الأرض والدعوة إليه.
BY مجدي المغربي - فلسطين - قطاع غزة
Share with your friend now:
tgoop.com/mogr7775/2274