tgoop.com/mohdromih_drs/1078
Last Update:
.
قد يقول قائل: إن النظر الشرعي لهلاك المفسدين يجب ألا ينفك عن فاعل ذلك، والمباشر له، ففرق بين أن يكون هلاك الطاغية على يد طاغ مثله أو أطغى وبين أن يكون على يد أهل الإسلام والتوحيد، وقد ألمح لذلك شيخ الإسلام ابن تيمية حين قال:
"هدمُ صوامع النصارى وبيعهم فسادٌ إذا هدمها المجوس والمشركون"!
فيقال:
ليس من شك أن كمال محو الباطل لا يكون إلا إذا كان بيد أتباع الماحي ﷺ، فإنه قد ثبت في الصحيحين عن ﺟﺒﻴﺮ ﺑﻦ ﻣﻄﻌﻢ ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ، ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﷺ: «ﻟﻲ ﺧﻤﺴﺔ ﺃﺳﻤﺎء: ﺃﻧﺎ ﻣﺤﻤﺪ، ﻭﺃﺣﻤﺪ ﻭﺃﻧﺎ اﻟﻤﺎﺣﻲ اﻟﺬﻱ ﻳﻤﺤﻮ اﻟﻠﻪ ﺑﻲ اﻟﻜﻔﺮ! ﻭﺃﻧﺎ اﻟﺤﺎﺷﺮ اﻟﺬﻱ ﻳﺤﺸﺮ اﻟﻨﺎﺱ ﻋﻠﻰ ﻗﺪﻣﻲ، ﻭﺃﻧﺎ اﻟﻌﺎﻗﺐ».
فأتباعه ﷺ هم الذين يتمّ بهم كمال محو الباطل.
وأما كلام ابن تيمية فله سياق آخر، فإنه كان يفسر قوله تعالى:
﴿وَلَوۡلَا دَفۡعُ ٱللَّهِ ٱلنَّاسَ بَعۡضَهُم بِبَعۡضࣲ لَّهُدِّمَتۡ صَوَ ٰمِعُ وَبِیَعࣱ وَصَلَوَ ٰتࣱ وَمَسَـٰجِدُ یُذۡكَرُ فِیهَا ٱسۡمُ ٱللَّهِ كَثِیرࣰا﴾.
فقال: "ﻭاﻟﺮﺳﻞ ﺑﻌﺜﻮا ﺑﺘﺤﺼﻴﻞ اﻟﻤﺼﺎﻟﺢ ﻭﺗﻜﻤﻴﻠﻬﺎ ﻭﺗﻌﻄﻴﻞ اﻟﻤﻔﺎﺳﺪ ﻭﺗﻘﻠﻴﻠﻬﺎ، ﻭﺗﻘﺪﻳﻢ ﺧﻴﺮ اﻟﺨﻴﺮﻳﻦ ﻋﻠﻰ ﺃﺩﻧﺎﻫﻤﺎ ﺣﺴﺐ اﻹﻣﻜﺎﻥ ﻭﺩﻓﻊ ﺷﺮ اﻟﺸﺮﻳﻦ ﺑﺨﻴﺮﻫﻤﺎ، ﻓﻬﺪﻡ ﺻﻮاﻣﻊ اﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﻭﺑﻴﻌﻬﻢ ﻓﺴﺎﺩ ﺇﺫا ﻫﺪﻣﻬﺎ اﻟﻤﺠﻮﺱ ﻭاﻟﻤﺸﺮﻛﻮﻥ، ﻭﺃﻣﺎ ﺇﺫا ﻫﺪﻣﻬﺎ اﻟﻤﺴﻠﻤﻮﻥ ﻭﺟﻌﻠﻮا ﺃﻣﺎﻛﻨﻬﺎ ﻣﺴﺎﺟﺪ ﻳﺬﻛﺮ ﻓﻴﻬﺎ اﺳﻢ اﻟﻠﻪ ﻛﺜﻴﺮا ﻓﻬﺬا ﺧﻴﺮ ﻭﺻﻼﺡ".
وعليه فإن هلاك هذا الطاغية نصر ناقص، ولا كمال إلا أن يكون لأهل السنة تأثير في الواقع من قبل ومن بعد.
ولم نؤْتَ إلا من قصورنا وتقصيرنا.
والله المستعان.
BY قناة: محمد آل رميح.
Share with your friend now:
tgoop.com/mohdromih_drs/1078