tgoop.com/mohdromih_drs/1109
Last Update:
.
من أدعية الأبطال المؤمنين
حين جاء الحديث القرآني عن بطولات المؤمنين مع إبراهيم ﷺ وهم يدافعون قومهم، ويدرؤون في نحورهم، ويظهرون لهم البراء في سورة الممتحنة:
﴿إِنَّا بُرَءَ ٰۤ ؤُا۟ مِنكُمۡ وَمِمَّا تَعۡبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ كَفَرۡنَا بِكُمۡ وَبَدَا بَیۡنَنَا وَبَیۡنَكُمُ ٱلۡعَدَ ٰوَةُ وَٱلۡبَغۡضَاۤءُ أَبَدًا حَتَّىٰ تُؤۡمِنُوا۟ بِٱللَّهِ وَحۡدَهُ﴾.
عقّب ذلك بدعاء رقيق، يدفع فيه المؤمن صولة العجب عن نفسه ويحجز عنها رعونات الفخر والخيلاء! فقال تعالى عنهم:
﴿رَّبَّنَا عَلَیۡكَ تَوَكَّلۡنَا وَإِلَیۡكَ أَنَبۡنَا وَإِلَیۡكَ ٱلۡمَصِیرُ رَبَّنَا لَا تَجۡعَلۡنَا فِتۡنَةࣰ لِّلَّذِینَ كَفَرُوا۟ وَٱغۡفِرۡ لَنَا رَبَّنَاۤۖ إِنَّكَ أَنتَ ٱلۡعَزِیزُ ٱلۡحَكِیمُ﴾.
فهم وإن قاموا لله قومة صدق وبذل وتضحية!
وهم وإن استهتروا بالباطل وأهله!
وأظهروا الصلف والمراغمة لكفار قومهم؛ فإنهم قد جمعوا مع ذلك التذلل لله، والخضوع له، والتطامن أمام ربهم!
ولربما قام بعضهم لله قومة بطولة واستبسال؛ ولكن يغفل عن التوكل على الله، فيخذل!
وربما ضحّى في سبيل الله وأعطى وتعبد واجتهد؛ فعجب بعمله، ووقع في الرياء والسمعة، فدواء ذلك أن يستحضر توكله على الله ومصيره إليه، فإنه إذا استحضر ذلك زال عن نفسه هذا الداء، وتطهرت نفسه من أدرانه.
ثم دعوا فقالوا: ﴿رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا﴾!
لا تجعلنا فتنة!
أي سببا لفتنتهم عن الحق على الصحيح، فلا تسلطهم علينا، فيكون في ذلك فتنة لهم، إذ يقولون: لو كان الإيمان يحمي أهله ما سلطنا عليهم وقهرناهم!
فالمؤمن المصلح وإن عادى أهل الباطل، وإن تبرأ منهم، وأبغضهم؛ لكنه مع ذلك يسعى لهدايتهم!
ويخاف أن يضلوا بسببه!
فيجمع بين القيام بحق الخالق، والرحمة بالخلق!
وليس يعادي لأمر شخصي به، ولا لميل ذاتي، ولا لشأن دنيوي!
ثم قالوا: ﴿وَٱغۡفِرۡ لَنَا رَبَّنَاۤۖ إِنَّكَ أَنتَ ٱلۡعَزِیزُ ٱلۡحَكِیمُ﴾، فدعوا بالمغفرة، ليدفعوا مرة أخرى عن أنفسهم العجب!
وليكون لهم واعظ من أنفسهم، أنهم وإن قاموا قومة صدق، وإن كانوا أهل إباء للكفر، لكنهم يخشون ذنوبهم، ويخافون جريرتها، ويخشون عاقبتها!
والعبد مهما بلغ فهو مقصر، ومهما اجتهد فلابد سيذنب، ومهما بذل فهو في إعواز إلى مغفرة ربه له.
والله أعلم.
BY قناة: محمد آل رميح.
Share with your friend now:
tgoop.com/mohdromih_drs/1109