MOHDROMIH_DRS Telegram 1110
.
الإثنين ٩ جمادى الأولى ١٤٤٦ هـ
وقفات مع سورة الصف

سورة الصف السورة التي جاء فيها ذكر التدافع بين الحق والباطل، وافتتحت بقول الله تعالى: ﴿يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون﴾،
ليبيّن الله بعد ذلك ثلاث صفات من صفات أهل الحق الذين يكون بهم كمال دفع الباطل:
١- العمل بما نقول.
٢- كمال الأخوة الإيمانية والولاء للمؤمنين، (الصف الواحد)
٣- القتال في سبيل الله.
فقال جلّ جلاله: ﴿إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفًا كأنهم بنيانٌ مرصوص﴾.

وهذا التدافع بين الحق والباطل، وبين الإسلام والكفر هو محاولة من الباطل لإطفاء نور الله، لذلك قال جلَّ جلاله : ﴿يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون ﴾، فأهل الباطل يريدون إطفاء نور الله، وأهل الحق يريدون إظهار دين الله، قال سبحانه:
﴿هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون﴾.

وهذه المدافعة بين الحق والباطل تجارة مع الله سبحانه وتعالى، ولذلك قال جلّ جلاله: ﴿يا أيها الذين آمنوا هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم﴾.
فلا يَهزمُ الكُفَّار إلا من تاجر مع الله سبحانه وتعالى، قال سبحانه: ﴿تؤمنون بالله ورسوله وتجاهدون في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم﴾.
فإن امتثل المؤمنون وتاجروا مع الله وقاتلوا في سبيله؛ حقق لهم وعدًا دنيويا ووعدا أُخرويّا.
والسياقُ ابتدأ بالوعد الأخرويّ مع أن الحديث الماضي كان عن هزيمة الكفّار وإظهار دين الله، وهذا إنما يكون في الدنيا، لكن السياق لما ذكر ثواب هذه التجارة قدَّم شأن الآخرة، قال جلَّ جلاله: ﴿يغفر لكم ذنوبكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها الأنهار ومساكن طيّبة في جنات عدن ذلك الفوز العظيم﴾، ثم قال ﴿وأُخرى تُحِبُّونها نصرٌ من الله وفتح قريب وبشّر المؤمنين﴾، وهذه آية منفردة في القرآن، وفيها معنى عظيم في تزهيد المؤمنين بالدنيا؛ فمع أن الله يحب نصر أوليائه وفتحهم للأرض، ولكنه ذكرها ذكرًا جعلها كالنافلة في مقابل ثواب الآخرة؛ ولذا قال: ﴿وأُخرى تحبُّونها فتح من الله ونصر قريب﴾.
ثم ختم السياق بذكر مثال من أمثلة التدافع بين الحق والباطل حين قال جلّ جلاله: ﴿يا أيها الذين آمنوا كونوا أنصار الله كما قال عيسى ابن مريم للحواريين من أنصاري إلى الله قال الحواريون نحن أنصارُ الله﴾.

منقول من درس، د. محمد آل رميح.



tgoop.com/mohdromih_drs/1110
Create:
Last Update:

.
الإثنين ٩ جمادى الأولى ١٤٤٦ هـ
وقفات مع سورة الصف

سورة الصف السورة التي جاء فيها ذكر التدافع بين الحق والباطل، وافتتحت بقول الله تعالى: ﴿يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون﴾،
ليبيّن الله بعد ذلك ثلاث صفات من صفات أهل الحق الذين يكون بهم كمال دفع الباطل:
١- العمل بما نقول.
٢- كمال الأخوة الإيمانية والولاء للمؤمنين، (الصف الواحد)
٣- القتال في سبيل الله.
فقال جلّ جلاله: ﴿إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفًا كأنهم بنيانٌ مرصوص﴾.

وهذا التدافع بين الحق والباطل، وبين الإسلام والكفر هو محاولة من الباطل لإطفاء نور الله، لذلك قال جلَّ جلاله : ﴿يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون ﴾، فأهل الباطل يريدون إطفاء نور الله، وأهل الحق يريدون إظهار دين الله، قال سبحانه:
﴿هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون﴾.

وهذه المدافعة بين الحق والباطل تجارة مع الله سبحانه وتعالى، ولذلك قال جلّ جلاله: ﴿يا أيها الذين آمنوا هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم﴾.
فلا يَهزمُ الكُفَّار إلا من تاجر مع الله سبحانه وتعالى، قال سبحانه: ﴿تؤمنون بالله ورسوله وتجاهدون في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم﴾.
فإن امتثل المؤمنون وتاجروا مع الله وقاتلوا في سبيله؛ حقق لهم وعدًا دنيويا ووعدا أُخرويّا.
والسياقُ ابتدأ بالوعد الأخرويّ مع أن الحديث الماضي كان عن هزيمة الكفّار وإظهار دين الله، وهذا إنما يكون في الدنيا، لكن السياق لما ذكر ثواب هذه التجارة قدَّم شأن الآخرة، قال جلَّ جلاله: ﴿يغفر لكم ذنوبكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها الأنهار ومساكن طيّبة في جنات عدن ذلك الفوز العظيم﴾، ثم قال ﴿وأُخرى تُحِبُّونها نصرٌ من الله وفتح قريب وبشّر المؤمنين﴾، وهذه آية منفردة في القرآن، وفيها معنى عظيم في تزهيد المؤمنين بالدنيا؛ فمع أن الله يحب نصر أوليائه وفتحهم للأرض، ولكنه ذكرها ذكرًا جعلها كالنافلة في مقابل ثواب الآخرة؛ ولذا قال: ﴿وأُخرى تحبُّونها فتح من الله ونصر قريب﴾.
ثم ختم السياق بذكر مثال من أمثلة التدافع بين الحق والباطل حين قال جلّ جلاله: ﴿يا أيها الذين آمنوا كونوا أنصار الله كما قال عيسى ابن مريم للحواريين من أنصاري إلى الله قال الحواريون نحن أنصارُ الله﴾.

منقول من درس، د. محمد آل رميح.

BY قناة: محمد آل رميح.


Share with your friend now:
tgoop.com/mohdromih_drs/1110

View MORE
Open in Telegram


Telegram News

Date: |

Step-by-step tutorial on desktop: The group also hosted discussions on committing arson, Judge Hui said, including setting roadblocks on fire, hurling petrol bombs at police stations and teaching people to make such weapons. The conversation linked to arson went on for two to three months, Hui said. Channel login must contain 5-32 characters A vandalised bank during the 2019 protest. File photo: May James/HKFP.
from us


Telegram قناة: محمد آل رميح.
FROM American