tgoop.com/mohdromih_drs/1112
Last Update:
.
من فقه المتزكي أن يرقب قلبه، وما يشغله، وما يمتلئ به، وما يغفله، فقد وصف النبي ﷺ القلب بالوعاء، فقال ﷺ كما في المسند من حديث عبد الله بن عمرو: «اﻟﻘﻠﻮﺏ ﺃﻭﻋﻴﺔ، ﻭﺑﻌﻀﻬﺎ ﺃﻭﻋﻰ ﻣﻦ ﺑﻌﺾ»، أي أوعى للعلم، وأوسع أخذًا، وأكثر فهمًا.
ولذا ثبت في شعب الإيمان للبيهقي عن ﺫي اﻟﻨﻮﻥ ﺑﻦ ﺇﺑﺮاﻫﻴﻢ اﻟﻤﺼﺮﻱ ﻗﺎﻝ: "ﺇﻥ اﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﺧﻠﻖ اﻟﻘﻠﻮﺏ ﺃﻭﻋﻴﺔ ﻟﻠﻌﻠﻢ".
ولصلاح القلب وطهرته أثر في أخذ العلم وفهمه، فكلما كان العبد أفضل كان قلبه للخير أوعى.
ففي جامع بيان العلم لابن عبد البر عن ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﻃﺎﻟﺐ ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ:
"ﺇﻥ ﻫﺬﻩ اﻟﻘﻠﻮﺏ ﺃﻭﻋﻴﺔ، ﻓﺨﻴﺮﻫﺎ ﺃﻭﻋﺎﻫﺎ ﻟﻠﺨﻴﺮ، ﻭاﻟﻨﺎﺱ ﺛﻼﺛﺔ:
ﻓﻌﺎﻟﻢ ﺭﺑﺎﻧﻲ، ﻭﻣﺘﻌﻠﻢ ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ ﻧﺠﺎﺓ، ﻭﻫﻤﺞ ﺭﻋﺎﻉ ﺃﺗﺒﺎﻉ ﻛﻞ ﻧﺎﻋﻖ ﻟﻢ ﻳﺴﺘﻀﻴﺌﻮا ﺑﻨﻮﺭ اﻟﻌﻠﻢ، ﻭﻟﻢ ﻳﻠﺠﺌﻮا ﺇﻟﻰ ﺭﻛﻦ ﻭﺛﻴﻖ".
وقد أشار ابن تيمية إلى هذا المعنى فقال:
"اﻟﻘﻠﺐ ﺇﺫا ﻛﺎﻥ ﺭﻗﻴﻘًﺎ ﻟﻴﻨًﺎ ﻛﺎﻥ ﻗﺒﻮﻟﻪ ﻟﻠﻌﻠﻢ سهلًا ﻳﺴﻴﺮًا ﻭﺭﺳﺦ اﻟﻌﻠﻢ ﻓﻴﻪ ﻭﺛﺒﺖ ﻭﺃﺛﺮ.
ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻗﺎﺳﻴًﺎ ﻏﻠﻴﻈًﺎ ﻛﺎﻥ ﻗﺒﻮﻟﻪ ﻟﻠﻌﻠﻢ ﺻﻌﺒًﺎ ﻋﺴﻴﺮًا".
مجموع (٩/ ٣١٥)
ومن أعظم ما يملأ به القلب القرآن، فإنه يطهره من أدرانه ويزحم الباطل الذي فيه، وفي مصنف ابن أبي شيبة عن ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ بن مسعود قال:
"ﺇﻥّ ﻫﺬﻩ اﻟﻘﻠﻮﺏ ﺃﻭﻋﻴﺔ فأﺷﻐﻠﻮﻫﺎ ﺑﺎﻟﻘﺮﺁﻥ، ﻭﻻ ﺗﺸﻐﻠﻮﻫﺎ ﺑﻐﻴﺮﻩ".
برقم: (٣٠٠١١)
ومن عجيب حال القلب أنه إذا فسد أفسد العلم الذي يدخله!
وفيه يقول طبيب القلوب ابن تيمية: "ﻭﺇﻻ ﻓﻠﻮ ﻗﺒﻞ اﻟﻌﻠﻢ ﻭﻛﺎﻥ ﻓﻴﻪ ﻛﺪﺭ ﻭﺧﺒﺚ ﺃﻓﺴﺪ ﺫﻟﻚ اﻟﻌﻠﻢ!
ﻭﻛﺎﻥ ﻛﺎﻟﺪﻏﻞ ﻓﻲ اﻟﺰﺭﻉ ﺇﻥ ﻟﻢ ﻳﻤﻨﻊ اﻟﺤﺐ ﻣﻦ ﺃﻥ ﻳﻨﺒﺖ؛ ﻣﻨﻌﻪ ﻣﻦ ﺃﻥ ﻳﺰﻛﻮ ﻭﻳﻄﻴﺐ ﻭﻫﺬا ﺑﻴﻦ ﻷﻭﻟﻲ اﻷﺑﺼﺎﺭ".
مجموع الفتاوى (٩/ ٣١٥)
والله أعلم.
BY قناة: محمد آل رميح.
Share with your friend now:
tgoop.com/mohdromih_drs/1112