Warning: Undefined array key 0 in /var/www/tgoop/function.php on line 65

Warning: Trying to access array offset on value of type null in /var/www/tgoop/function.php on line 65
1078 - Telegram Web
Telegram Web
.
قال ابن القيم في فوائد الذكر:
"اﻟﺬﻛﺮ ﻳﻌﻄﻲ اﻟﺬاﻛﺮ ﻗﻮﺓ، ﺣﺘﻰ ﺇﻧﻪ ﻟﻴﻔﻌﻞ ﻣﻊ اﻟﺬﻛﺮ ﻣﺎ ﻟﻢ ﻳﻈﻦ ﻓﻌﻠﻪ ﺑﺪﻭﻧﻪ! ﻭﻗﺪ ﺷﺎﻫﺪﺕ ﻣﻦ ﻗﻮﺓ ﺷﻴﺦ اﻹﺳﻼﻡ اﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ ﻓﻲ ﺳﻨﻨﻪ ﻭﻛﻼﻣﻪ ﻭﺇﻗﺪاﻣﻪ ﻭﻛﺘﺎﺑﻪ ﺃﻣﺮًا ﻋﺠﻴﺒًﺎ.
ﻓﻜﺎﻥ ﻳﻜﺘﺐ ﻓﻲ اﻟﻴﻮﻡ ﻣﻦ اﻟﺘﺼﻨﻴﻒ ﻣﺎ ﻳﻜﺘﺒﻪ اﻟﻨﺎﺳﺦ ﻓﻲ ﺟﻤﻌﻪ ﻭﺃﻛﺜﺮ!
ﻭﻗﺪ ﺷﺎﻫﺪ اﻟﻌﺴﻜﺮ ﻣﻦ ﻗﻮﺗﻪ ﻓﻲ اﻟﺤﺮﺏ ﺃﻣﺮا ﻋﻈﻴﻤﺎ.

ﻭﻗﺪ ﻋﻠّﻢ اﻟﻨﺒﻲ ﷺ اﺑﻨﺘﻪ ﻓﺎﻃﻤﺔ ﻭﻋﻠﻴًﺎ ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻤﺎ ﺃﻥ ﻳﺴﺒّﺤﺎ ﻛﻞ ﻟﻴﻠﺔ ﺇﺫا ﺃﺧﺬﻭا ﻣﻀﺎﺟﻌﻬﻤﺎ ﺛﻼﺛًﺎ ﻭﺛﻼﺛﻴﻦ، ﻭﻳﺤﻤﺪا ﺛﻼﺛًﺎ ﻭﺛﻼﺛﻴﻦ، ﻭﻳﻜﺒﺮا ﺃﺭﺑﻌًﺎ ﻭﺛﻼﺛﻴﻦ، ﻟﻤﺎ ﺳﺄﻟﺘﻪ اﻟﺨﺎﺩﻡ ﻭﺷﻜﺖ ﺇﻟﻴﻪ ﻣﺎ ﺗﻘﺎﺳﻴﻪ ﻣﻦ اﻟﻄﺤﻦ ﻭاﻟﺴﻌﻲ ﻭاﻟﺨﺪﻣﺔ، ﻓﻌﻠﻤﻬﺎ ﺫﻟﻚ، ﻭﻗﺎﻝ: «ﺇﻧﻪ ﺧﻴﺮ ﻟﻜﻤﺎ ﻣﻦ ﺧﺎﺩﻡ».
ﻓﻘﻴﻞ ﺃﻥ ﻣﻦ ﺩاﻭﻡ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﻭﺟﺪ ﻗﻮﺓ ﻓﻲ ﻳﻮﻣﻪ ﻣﻐﻨﻴﻪ ﻋﻦ ﺧﺎﺩﻡ".
الوابل الصيب (٧٧)
21👍9👏2
.
شجون فقهية

من فقه العالم في نظره للمذاهب والتمذهب، أن يكون متوسطًا بين من ينفر عن التمذهب، ويمنع الدراسة المذهبية، وبين من يتعصب لذلك، ويلتزم بفروع المذهب في كل صغير وكبير، ويحرم النظر في الأدلة.
ومن الأمثلة اللطيفة في هذا ما ذكره ابن القيم عن ابن تيمية، قال: "ﻭﻗﺪ ﺳﻤﻌﺖ ﺷﻴﺨﻨﺎ -ﺭﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ- ﻳﻘﻮﻝ: ﺟﺎءﻧﻲ ﺑﻌﺾ اﻟﻔﻘﻬﺎء ﻣﻦ اﻟﺤﻨﻔﻴﺔ ﻓﻘﺎﻝ: ﺃﺳﺘﺸﻴﺮﻙ ﻓﻲ ﺃﻣﺮ!
ﻗﻠﺖ: ﻣﺎ ﻫﻮ؟
ﻗﺎﻝ: ﺃﺭﻳﺪ ﺃﻥ ﺃﻧﺘﻘﻞ ﻋﻦ ﻣﺬﻫﺒﻲ!
ﻗﻠﺖ ﻟﻪ: ﻭﻟﻢ؟
ﻗﺎﻝ: ﻷﻧﻲ ﺃﺭﻯ اﻷﺣﺎﺩﻳﺚ اﻟﺼﺤﻴﺤﺔ ﻛﺜﻴﺮًا ﺗﺨﺎﻟﻔﻪ، ﻭاﺳﺘﺸﺮﺕ ﻓﻲ ﻫﺬا ﺑﻌﺾ ﺃﺋﻤﺔ ﺃﺻﺤﺎﺏ اﻟﺸﺎﻓﻌﻲ، ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻲ: ﻟﻮ ﺭﺟﻌﺖ ﻋﻦ ﻣﺬﻫﺒﻚ ﻟﻢ ﻳﺮﺗﻔﻊ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ اﻟﻤﺬﻫﺐ، ﻭﻗﺪ ﺗﻘﺮﺭﺕ اﻟﻤﺬاﻫﺐ، ﻭﺭﺟﻮﻋﻚ ﻏﻴﺮ ﻣﻔﻴﺪ.
ﻭﺃﺷﺎﺭ ﻋﻠﻲ ﺑﻌﺾ ﻣﺸﺎﻳﺦ اﻟﺘﺼﻮﻑ ﺑﺎﻻﻓﺘﻘﺎﺭ ﺇﻟﻰ اﻟﻠﻪ ﻭاﻟﺘﻀﺮﻉ ﺇﻟﻴﻪ ﻭﺳﺆاﻝ اﻟﻬﺪاﻳﺔ ﻟﻤﺎ ﻳﺤﺒﻪ ﻭﻳﺮﺿﺎﻩ.
ﻓﻤﺎﺫا ﺗﺸﻴﺮ ﺑﻪ ﺃﻧﺖ ﻋﻠﻲ؟
ﻗﺎﻝ: ﻓﻘﻠﺖ ﻟﻪ: اﺟﻌﻞ اﻟﻤﺬﻫﺐ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﻗﺴﺎﻡ:
ﻗﺴﻢ اﻟﺤﻖ ﻓﻴﻪ ﻇﺎﻫﺮ ﺑﻴﻦ ﻣﻮاﻓﻖ ﻟﻠﻜﺘﺎﺏ ﻭاﻟﺴﻨﺔ، ﻓﺎﻗﺾ ﺑﻪ ﻭﺃﻓﺖ ﺑﻪ ﻃﻴﺐ اﻟﻨﻔﺲ ﻣﻨﺸﺮﺡ اﻟﺼﺪﺭ.
ﻭﻗﺴﻢ ﻣﺮﺟﻮﺡ ﻭﻣﺨﺎﻟﻔﻪ ﻣﻌﻪ اﻟﺪﻟﻴﻞ ﻓﻼ ﺗﻔﺖ ﺑﻪ ﻭﻻ ﺗﺤﻜﻢ ﺑﻪ ﻭاﺩﻓﻌﻪ ﻋﻨﻚ.
ﻭﻗﺴﻢ ﻣﻦ ﻣﺴﺎﺋﻞ اﻻﺟﺘﻬﺎﺩ اﻟﺘﻲ اﻷﺩﻟﺔ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﺘﺠﺎﺫﺑﺔ؛ ﻓﺈﻥ ﺷﺌﺖ ﺃﻥ ﺗﻔﺘﻲ ﺑﻪ ﻭﺇﻥ ﺷﺌﺖ ﺃﻥ ﺗﺪﻓﻌﻪ ﻋﻨﻚ!
ﻓﻘﺎﻝ: ﺟﺰاﻙ اﻟﻠﻪ ﺧﻴﺮًا".
إعلام الموقعين (٤/ ١٨٢)

وكنت قد ذهبت لبعض البلدان المسلمة التي يتدين فيها الناس بمذهب الشافعي رحمه الله، فلقيت جمعًا من أهل العلم وطلابه، منهم حنابلة ومنهم شافعية، وكلهم في المعتقد على معتقد أهل الأثر، متوادين متحابين، فقلت متلطفًا بهم: أخذكم بمذهب الشافعي أنفع!
فوجم أصحابي الحنابلة! وهم من أذكياء أهل العلم ومبدعيهم، واستغربوا من كلامي!
فتابعت وقلت: لأنكم في بلاد لا يتعجب الناس أن يكون العالم حنبليًا أثريًا، وربما لمزوه وقالوا: هذا شخص وهابي!
ولكن إن جاءهم شافعي يعلمهم معتقد السلف، وينشر فيهم مذهب الشافعي في الأصول والفروع، كان أكثر قبولًا في نفوسهم، وأقرب ألا ينفروا منه، وشأن الفروع يسير، كما قال ابن تيمية، فيما نقله تلميذه البزار، قال عن شيخه:
"ﻭﻟﻘﺪ أﻛﺜﺮ ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ اﻟﺘﺼﻨﻴﻒ ﻓﻲ الأﺻﻮﻝ ﻓﻀﻼ ﻋﻦ ﻏﻴﺮﻩ ﻣﻦ ﺑﻘﻴﺔ اﻟﻌﻠﻮﻡ، ﻓﺴﺄﻟﺘﻪ ﻋﻦ ﺳﺒﺐ ﺫﻟﻚ، ﻭاﻟﺘﻤﺴﺖ ﻣﻨﻪ ﺗﺄﻟﻴﻒ ﻧﺺ ﻓﻲ اﻟﻔﻘﻪ، ﻳﺠﻤﻊ اﺧﺘﻴﺎﺭاﺗﻪ ﻭﺗﺮﺟﻴﺤﺎﺗﻪ، ﻟﻴﻜﻮﻥ ﻋﻤﺪﺓ ﻓﻲ الإﻓﺘﺎء، ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻲ ﻣﺎ ﻣﻌﻨﺎﻩ: اﻟﻔﺮﻭﻉ أﻣﺮﻫﺎ ﻗﺮﻳﺐ، ﻭﻣﻦ ﻗﻠﺪ اﻟﻤﺴﻠﻢ ﻓﻴﻬﺎ أﺣﺪ اﻟﻌﻠﻤﺎء اﻟﻤﻘﻠﺪﻳﻦ ﺟﺎﺯ ﻟﻪ اﻟﻌﻤﻞ ﺑﻘﻮﻟﻪ ﻣﺎ ﻟﻢ ﻳﺘﻴﻘﻦ ﺧﻄﺄﻩ، ﻭأﻣﺎ الأﺻﻮﻝ ﻓﺈﻧﻲ ﺭأﻳﺖ أﻫﻞ اﻟﺒﺪﻉ ﻭاﻟﻀﻼﻻﺕ ﻭالأﻫﻮاء ﻛﺎﻟﻤﺘﻔﻠﺴﻔﺔ ﻭاﻟﺒﺎﻃﻨﻴﺔ ﻭاﻟﻤﻼﺣﺪﺓ ﻭاﻟﻘﺎﺋﻠﻴﻦ ﺑﻮﺣﺪﺓ اﻟﻮﺟﻮﺩ ﻭاﻟﺪﻫﺮﻳﺔ ﻭاﻟﻘﺪﺭﻳﺔ ﻭاﻟﻨﺼﻴﺮﻳﺔ ﻭاﻟﺠﻬﻤﻴﺔ ﻭاﻟﺤﻠﻮﻟﻴﺔ ﻭاﻟﻤﻌﻄﻠﺔ ﻭاﻟﻤﺠﺴﻤﺔ ﻭاﻟﻤﺸﺒﻬﺔ ﻭاﻟﺮاﻭﻧﺪﻳﺔ ﻭاﻟﻜﻼﺑﻴﺔ ﻭاﻟﺴﻠﻴﻤﻴﺔ ﻭﻏﻴﺮﻫﻢ ﻣﻦ أﻫﻞ اﻟﺒﺪﻉ ﻗﺪ ﺗﺠﺎﺫﺑﻮا ﻓﻴﻬﺎ ﺑﺄﺯﻣّﺔ اﻟﻀﻼﻝ.." إلى آخر ما قال.
الأعلام العليّة (٣٣)
23👍11
التاريخ السري للاحتلال الانجليزي لمصر، سكاونت بلانت، ص (٥٠)
9👍7
.
من أسئلة الإيمان العظيمة التي ينبغي أن يسألها الإنسان نفسه صبحه ومساه:
كم من خصم سيوقفني يوم القيامة؟
💔27😢9👍74🔥3🤔1
أبوة العلم.pdf
213.5 KB
مقالة: أبوة العلم.
د. محمد آل رميح.
👍85👏5
.
قال ابن تيمية عن دعاء الفاتحة: ﴿ٱهۡدِنَا ٱلصِّرَ ٰ⁠طَ ٱلۡمُسۡتَقِیمَ﴾:
"ﻭﻟﻬﺬا ﺃُﻣِﺮ ﺑﻪ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺻﻼﺓ ﻟﻔﺮﻁ اﻟﺤﺎﺟﺔ ﺇﻟﻴﻪ، ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻳَﻌﺮﻑ ﺑﻌﺾ ﻗﺪﺭه ﻣﻦ اﻋﺘﺒﺮ ﺃﺣﻮاﻝ ﻧﻔﺴﻪ؛ ﻭﻧﻔﻮﺱ اﻹﻧﺲ ﻭاﻟﺠﻦ اﻟﻤﺄﻣﻮﺭﻳﻦ ﺑﻬﺬا اﻟﺪﻋﺎء؛ ﻭﺭﺃﻯ ﻣﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ اﻟﺠﻬﻞ ﻭاﻟﻈﻠﻢ اﻟﺬﻱ ﻳﻘﺘﻀﻲ ﺷﻘﺎءﻫﺎ ﻓﻲ اﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭاﻵﺧﺮﺓ؛ ﻓﻴﻌﻠﻢ ﺃﻥ اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺑﻔﻀﻠﻪ ﻭﺭﺣﻤﺘﻪ ﺟﻌﻞ ﻫﺬا اﻟﺪﻋﺎء ﻣﻦ ﺃﻋﻈﻢ اﻷﺳﺒﺎﺏ اﻟﻤﻘﺘﻀﻴﺔ ﻟﻠﺨﻴﺮ اﻟﻤﺎﻧﻌﺔ ﻣﻦ اﻟﺸﺮ".
• مجموع الفتاوى (٨/ ٢١٦)
22👍6
.
في فائدة إخفاء الدعاء وعدم الجهر به، قال ابن تيمية:
"ﺃﻋﻈﻢ اﻟﻨﻌﻤﺔ اﻹﻗﺒﺎﻝ ﻭاﻟﺘﻌﺒﺪ، ﻭﻟﻜﻞ ﻧﻌﻤﺔ ﺣﺎﺳﺪ ﻋﻠﻰ ﻗﺪﺭﻫﺎ ﺩﻗﺖ ﺃﻭ ﺟﻠﺖ، ﻭﻻ ﻧﻌﻤﺔ ﺃﻋﻈﻢ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ اﻟﻨﻌﻤﺔ، ﻓﺈﻥ ﺃﻧﻔﺲ اﻟﺤﺎﺳﺪﻳﻦ ﻣﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﻬﺎ، ﻭﻟﻴﺲ ﻟﻠﻤﺤﺴﻮﺩ ﺃﺳﻠﻢ ﻣﻦ ﺇﺧﻔﺎء ﻧﻌﻤﺘﻪ ﻋﻦ اﻟﺤﺎﺳﺪ!
ﻭﻗﺪ ﻗﺎﻝ ﻳﻌﻘﻮﺏ ﻟﻴﻮﺳﻒ ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ اﻟﺴﻼﻡ ﴿ﻻ ﺗﻘﺼﺺ ﺭﺅﻳﺎﻙ ﻋﻠﻰ ﺇﺧﻮﺗﻚ ﻓﻴﻜﻴﺪﻭا ﻟﻚ ﻛﻴﺪا﴾.
ﻭﻛﻢ ﻣﻦ ﺻﺎﺣﺐ ﻗﻠﺐ ﻭﺟﻤﻌﻴﺔ ﻭﺣﺎﻝ ﻣﻊ اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻗﺪ ﺗﺤﺪﺙ ﺑﻬﺎ ﻭﺃﺧﺒﺮ ﺑﻬﺎ ﻓﺴﻠﺒﻪ ﺇﻳﺎﻫﺎ اﻷﻏﻴﺎﺭ!
ﻭﻟﻬﺬا ﻳﻮﺻﻲ اﻟﻌﺎﺭﻓﻮﻥ ﻭاﻟﺸﻴﻮﺥ ﺑﺤﻔﻆ اﻟﺴﺮ ﻣﻊ اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ، ﻭﻻ ﻳﻄﻠﻊ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﺣﺪ!
ﻭاﻟﻘﻮﻡ ﺃﻋﻈﻢ ﺷﻴﺌًﺎ ﻛﺘﻤﺎﻧﺎ ﻷﺣﻮاﻟﻬﻢ ﻣﻊ اﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ، ﻭﻣﺎ ﻭﻫﺐ اﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﻣﺤﺒﺘﻪ ﻭاﻷﻧﺲ ﺑﻪ ﻭﺟﻤﻌﻴﺔ اﻟﻘﻠﺐ.
ﻭﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﻓﻌﻠﻪ ﻟﻠﻤﻬﺘﺪﻱ اﻟﺴﺎﻟﻚ، ﻓﺈﺫا ﺗﻤﻜﻦ ﺃﺣﺪﻫﻢ ﻭﻗﻮﻱ ﻭﺛﺒﺖ ﺃﺻﻮﻝ ﺗﻠﻚ اﻟﺸﺠﺮﺓ اﻟﻄﻴﺒﺔ اﻟﺘﻲ ﺃﺻﻠﻬﺎ ﺛﺎﺑﺖ ﻭﻓﺮﻋﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺴﻤﺎء ﻓﻲ ﻗﻠﺒﻪ - ﺑﺤﻴﺚ ﻻ ﻳﺨﺸﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ اﻟﻌﻮاﺻﻒ- ﻓﺈﻧﻪ ﺇﺫا ﺃﺑﺪﻯ ﺣﺎﻟﻪ ﻣﻊ اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻟﻴﻘﺘﺪﻯ ﺑﻪ ﻭﻳﺆﺗﻢ ﺑﻪ ﻟﻢ ﻳﺒﺎﻝ.
ﻭﻫﺬا ﺑﺎﺏ ﻋﻈﻴﻢ اﻟﻨﻔﻊ ﺇﻧﻤﺎ ﻳﻌﺮﻓﻪ ﺃﻫﻠﻪ.
ﻭﺇﺫا ﻛﺎﻥ اﻟﺪﻋﺎء اﻟﻤﺄﻣﻮﺭ ﺑﺈﺧﻔﺎﺋﻪ ﻳﺘﻀﻤﻦ ﺩﻋﺎء اﻟﻄﻠﺐ ﻭاﻟﺜﻨﺎء ﻭاﻟﻤﺤﺒﺔ ﻭاﻹﻗﺒﺎﻝ ﻋﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ؛ ﻓﻬﻮ ﻣﻦ ﻋﻈﻴﻢ اﻟﻜﻨﻮﺯ اﻟﺘﻲ ﻫﻲ ﺃﺣﻖ ﺑﺎﻹﺧﻔﺎء ﻋﻦ ﺃﻋﻴﻦ اﻟﺤﺎﺳﺪﻳﻦ، ﻭﻫﺬﻩ ﻓﺎﺋﺪﺓ ﺷﺮﻳﻔﺔ ﻧﺎﻓﻌﺔ".
مجموع الفتاوى (١٥/ ١٨)
33👍6
.
من الناس من ينشغل برد الباطل عن تأسيس وتقرير القول الحق، والمؤمن الزكي لا يشغله رد الباطل عن تأسيس الحق وتقريره.

ومنهم من إذا رد قولًا باطلًا أو مذهبًا منكرًا، تساهل مع ما يقابله من الأقوال والمذاهب، والعاقل لا يشغله رد قول باطل عن رد ضده من الباطل.

ومنهم من ينشغل بالخصومة مع المبتدع أو الفاسق، عن الخصومة الكبرى مع كافر.
وذو التقوى يرتّب أولياته بحسب ترتيب الشريعة، لا بحسب هواه.
👍1510
.
لابن تيمية حظ وافر من فهم طبائع النفوس، وتحليل أمراضها، وما فيها من أدواء، ولديه فقه خاص لمعرفة علاجها، ومعرفة لما يعرض للقلوب.
ومن نظر كتبه وقرأ في تراجمه رأى ذلك واضحًا، ‏وهذا ثمرة ثلاثة أمور إذا تساعدت أثمرت لصاحبها ذلك:
توفيق وتسديد، وحفظ واطلاع واسع، وتأمل وتفكر، ومن ذلك ما قاله شيخ الإسلام ابن تيمية:
"وحب الشرف يحمل صاحبه على انتقاص الآخرين بالهمز واللمز!".
الفتاوى (١٧/ ٥٢٢)

ولما ذكر ابن تيمية آثار البدعة على صاحبها ذكر منها:
"نقص منفعة الشريعة في حقه!
إذ القلب لا يتسع للعوض والمعوض منه".
اقتصاء الصراط المستقيم (١/ ٥٤٤).

ولما ذكر بعض علل تحريم الميسر والنرد وردّ قول من قصره على أكل مال المسلم بغير حق، قال:
"ﻓﻜﻴﻒ ﺗﺠﻌﻞ اﻟﻤﻔﺴﺪﺓ اﻟﻤﺎﻟﻴﺔ ﻫﻲ ﺣﻜﻤﺔ اﻟﻨﻬﻲ ﻓﻘﻂ ﻭﻫﻲ ﺗﺎﺑﻌﺔ ﻭﺗﺘﺮﻙ اﻟﻤﻔﺴﺪﺓ اﻷﺻﻠﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻫﻲ ﻓﺴﺎﺩ اﻟﻌﻘﻞ ﻭاﻟﻘﻠﺐ ﻭاﻟﻤﺎﻝ ﻣﺎﺩﺓ اﻟﺒﺪﻥ ﻭاﻟﺒﺪﻥ ﺗﺎﺑﻊ اﻟﻘﻠﺐ".
ثم تابع هذا المعنى الشريف فقال:
"ﻭﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﻨﺎﺱ ﻳﻘﺼﺮ ﻧﻈﺮﻩ ﻋﻦ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﻣﺎ ﻳﺤﺒﻪ اﻟﻠﻪ ﻭﺭﺳﻮﻟﻪ ﻣﻦ ﻣﺼﺎﻟﺢ اﻟﻘﻠﻮﺏ ﻭاﻟﻨﻔﻮﺱ ﻭﻣﻔﺎﺳﺪﻫﺎ، ﻭﻣﺎ ﻳﻨﻔﻌﻬﺎ ﻣﻦ ﺣﻘﺎﺋﻖ اﻹﻳﻤﺎﻥ ﻭﻣﺎ ﻳﻀﺮﻫﺎ ﻣﻦ اﻟﻐﻔﻠﺔ ﻭاﻟﺸﻬﻮﺓ ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ: ﴿وَلَا تُطِعۡ مَنۡ أَغۡفَلۡنَا قَلۡبَهُۥ عَن ذِكۡرِنَا﴾، ﻭﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ: ﴿فَأَعۡرِضۡ عَن مَّن تَوَلَّىٰ عَن ذِكۡرِنَا وَلَمۡ یُرِدۡ إِلَّا ٱلۡحَیَوٰةَ ٱلدُّنۡیَا ذَ ٰ⁠لِكَ مَبۡلَغُهُم مِّنَ ٱلۡعِلۡمِۚ﴾، ﻓﺘﺠﺪ ﻛﺜﻴﺮا ﻣﻦ ﻫﺆﻻء ﻓﻲ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻷﺣﻜﺎﻡ ﻻ ﻳﺮﻯ ﻣﻦ اﻟﻤﺼﺎﻟﺢ ﻭاﻟﻤﻔﺎﺳﺪ ﺇﻻ ﻣﺎ ﻋﺎﺩ ﻟﻤﺼﻠﺤﺔ اﻟﻤﺎﻝ ﻭاﻟﺒﺪﻥ".
(مجموع الفتاوى ٣٢/ ٢٣٢- ٢٣٣).

وفي أثر صلاح القلب في دفع السوء، قال:
"فاﻟﻠﻪ ﻳﺼﺮﻑ ﻋﻦ ﻋﺒﺪﻩ ﻣﺎ ﻳﺴﻮءﻩ ﻣﻦ اﻟﻤﻴﻞ ﺇﻟﻰ اﻟﺼﻮﺭ ﻭاﻟﺘﻌﻠﻖ ﺑﻬﺎ ﻭﻳﺼﺮﻑ ﻋﻨﻪ اﻟﻔﺤﺸﺎء ﺑﺈﺧﻼﺻﻪ ﻟﻠﻪ. ﻭﻟﻬﺬا ﻳﻜﻮﻥ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﺬﻭﻕ ﺣﻼﻭﺓ اﻟﻌﺒﻮﺩﻳﺔ ﻟﻠﻪ ﻭاﻹﺧﻼﺹ ﻟﻪ ﺗﻐﻠﺒﻪ ﻧﻔﺴﻪ ﻋﻠﻰ اﺗﺒﺎﻉ ﻫﻮاﻫﺎ ﻓﺈﺫا ﺫاﻕ ﻃﻌﻢ اﻹﺧﻼﺹ ﻭﻗﻮﻱ ﻓﻲ ﻗﻠﺒﻪ اﻧﻘﻬﺮ ﻟﻪ ﻫﻮاﻩ ﺑﻼ ﻋﻼﺝ.
المجموع (١٠/ ١٨٨).

وقال في أنواع القلوب مع العلم:
"اﻟﻘﻠﺐ ﺇﺫا ﻛﺎﻥ ﺭﻗﻴﻘﺎ ﻟﻴﻨﺎ ﻛﺎﻥ ﻗﺒﻮﻟﻪ ﻟﻠﻌﻠﻢ ﺳﻬﻼ ﻳﺴﻴﺮا!
ﻭﺭﺳﺦ اﻟﻌﻠﻢ ﻓﻴﻪ ﻭﺛﺒﺖ ﻭﺃﺛﺮ!
ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻗﺎﺳﻴﺎ ﻏﻠﻴﻈﺎ ﻛﺎﻥ ﻗﺒﻮﻟﻪ ﻟﻠﻌﻠﻢ ﺻﻌﺒﺎ ﻋﺴﻴﺮا.
ﻭﻻ ﺑﺪ ﻣﻊ ﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺯﻛﻴﺎ ﺻﺎﻓﻴﺎ ﺳﻠﻴﻤﺎ ﺣﺘﻰ ﻳﺰﻛﻮ ﻓﻴﻪ اﻟﻌﻠﻢ ﻭﻳﺜﻤﺮ ﺛﻤﺮا ﻃﻴﺒﺎ. ﻭﺇﻻ ﻓﻠﻮ ﻗﺒﻞ اﻟﻌﻠﻢ ﻭﻛﺎﻥ ﻓﻴﻪ ﻛﺪﺭ ﻭﺧﺒﺚ؛ ﺃﻓﺴﺪ ﺫﻟﻚ اﻟﻌﻠﻢ! ﻭﻛﺎﻥ ﻛﺎﻟﺪﻏﻞ ﻓﻲ اﻟﺰﺭﻉ ﺇﻥ ﻟﻢ ﻳﻤﻨﻊ اﻟﺤﺐ ﻣﻦ ﺃﻥ ﻳﻨﺒﺖ؛ ﻣﻨﻌﻪ ﻣﻦ ﺃﻥ ﻳﺰﻛﻮ ﻭﻳﻄﻴﺐ ﻭﻫﺬا ﺑﻴﻦ ﻷﻭﻟﻲ اﻷﺑﺼﺎﺭ.".
المجموع (٩/ ٣١٥)

وهكذا في مواضع كثيرة كثيرة، تجد هذا ظاهرًا.
15👍6
• نعوذ بالله من الخصومة بالدين.
العنوان ينقض بعضه بعضًا!
فالسلفية المعاصرة ليست على نمط واحد في باب التفقه، فمنهم المقلد، الذي يحرّم الخروج عن المذهب إلا بالقيود الثقال، ومنهم المتمذهب واسع البطان في الخروج عن المذهب إذا رأى لذلك موجبًا، ثم درجات بعد ذلك حتى تصل إلى نموذج من أتباع الظاهرية.
وعليه فهذه العناوين الطيّارة ليست حياديّة في شكلها ولا موضوعها.
وقد دبّ إلينا داء (ردات الفعل)، داء الأفكار والمعتقدات القديم!
فجاء بعض أنصار التمذهب وقد احتملتهم ردة فعل من الفوضى الفقهية عند بعض المعاصرين، فجاؤوا يُزْرون على منهج الترجيح، ويعودون باللوم والعذل على منهج التفقه بالترجيح بالدليل.

والأفكار والمناهج والمعتقدات ليست بريئة من التحيّز للفعل ولعكسه.
بل سترى أن كثيرًا من الأفكار والمعتقدات تنشأ ردّ فعل لمبدأ مضاد تحت ظروف معينة.
وتاريخ الأفكار والعقائد شاهد بمثل هذا، ثقيل بنماذجه، وليس يسلم من هذا إلا من سلّمه ﷲ وعافاه.
=
👍2312🔥3😐3🤔2
=
ثم لست أدري من أين أتت تلك النظرة المثالية للتمذهب!
النظرة التي تتجاوز إشكالياته، مع شهود التاريخ على مفاسد يصح أن يُقَابَل بها ما يراه بعضهم من مفاسد منهج الانتصار للقول الراجح.

فكما إن لمنهج ترك المذاهب إشكالات ومؤاخذات، فكذلك ستجد إشكاليات ومؤاخذات ابتلي بها بعض أصحاب المذاهب.

والتاريخ يقرأ علينا أحداث المنع من الصلاة خلف بعضهم، ويصيح بنا للنظر في فتاوى النهي عن الزواج من بعضهم، وتفريق الأمة، والأخذ بالأقوال الضعيفة، وترك صحيح السنة في المسائل الواضحة.

وقد كان أبو الحسن الكرخي حجة على من ظن سلامة التمذهب من الإشكالات، حين كان يقول:
كل حديث خالف مذهبنا فهو منسوخ أو متأول!

وأما صنيع أصبغ بن خليل القرطبي حين وضع حديثًا في ترك رفع اليدين في الركوع والرفع منه، فتلك التي يقال عندها: لليدين والفم!

وادّعى أبو بشر الدولابي في حديث انتقاض الوضوء بالقهقهة دعوى ليصح.

ووضع ابن الثلجي الحنفي أحاديث تنصر مذهبه، وكان يقول: يجب أن يذبح أصحاب أحمد!

وقد جعل بعضهم تضعيف يحيى بن معين للشافعي من هذا الباب، وإن كان الإمام يحيى في نفسي أعظم من ذلك وأطهر!

وكان أصبغ بن خليل القرطبي يقول: لئن يكون في تابوتي رأس خنزير؛ أحب من أن يكون فيه مصنف ابن أبي شيبة!

وأما أخبار المنتقلين من مذهب إلى آخر فذاك الذي تعرق من بعضه جباه أهل الدين والوحي!

فلما تحوّل عثمان بن الحداد المغربي من مذهب مالك إلى مذهب الشافعية كان يسمي المدونة المدودة!

وحين تحوّل منصور السمعاني من مذهبه، حصلت فتنة كبيرة بمرو، واقتتال بين الشافعية والحنفية.

وابن العربي مع ما لديه من تعظيم للسنة تعرض لأصحاب أحمد في العواصم بما لا ينبغي أن يقع من مثله.

ولما توفي محمد بن عبد الله الشافعي رفض الحنابلة أن يدفن بمقبرة أحمد بن حنبل.

وفي سنة خمس مائة وستين (٥٦٠)، وقعت فتنة عبد اللطيف الخجندي الشافعي بأصفهان، ووقع اقتتال دام ثمانية أيام.
وأحرق الحنفية مسجدا للشافعية بناه مسعود بن علي الخوارزمي.
وذكر ياقوت أن أصفهان عمها الخراب لتعصب المذاهب!

ثم إني أعوذ بالله أن يظن بي رغبة عن طريق الأئمة، أو نشوز عن سبيلهم في التفقه والعمل.
ولكن أردت أن أشير إلى أن كل نمط في الدراسة الفقهية فله حسناته، وعليه مؤاخذته، والمعافى من عافاه الله.

ولا زال شيوخنا في بلادنا يحثوننا على حفظ متون الفقه، ويرغبون في التفقه على طريق أهل المذاهب، وينهون عن الجراءة على الفتيا، ويرون أن كلمة:
(أرى والراجح عندي وأجناسها) حطةٌ بصاحبها، خدشةٌ في وجهه إلا إذا بلغ مبلغًا كبيرًا.

ثم هم بعد ذلك لا يغلظون في الأخذ بالمذهب في كل صغير وكبير، ولا يشتدون في ذلك.

وقد أدركت عامة شيوخنا الكبار يحفظون متن زاد المستقنع، ويدرسون كتب المذهب، ولا ينكرون على من أخذ بالمذهب، بل يرونه من الرزانة العلمية، والسكينة في الطلب، والتواضع النفسي.

ومع هذا فقد حدثت نبوة عظيمة عن هذا عند بعض المتبعين للأثر، خاصة في الهند وباكستان والشام، ووقعت وقائع أنكرها شيوخنا حينًا، وتعجبوا حينًا.
والله المستعان.
👍3114😐3🤔1
.
لا تنس أنّ هؤلاء الرافضة الذين قُتِلوا بالأمس في لبنان؛ كانوا للتوّ قد رجعوا من قتل المسلمين في الشام والعراق واليمن!

ولكنْ من النّاس من يضيق نظره عن اجتماع الحسن والقبح، والمحبوب والمكروه، في الأشخاص والأحداث والأحكام، في وقت واحد ومحل واحد.
خاصة إذا جاء الحسن والقبح من جهات مختلفة منفكّة، فتراه ينحصر ولا ينفسح نظره لتزاحمها في ذلك المحل.

فهلاك الطاغي وقطع دابر المفسد من محبوبات المؤمنين.
وهلاكه على يد يهودي -يستطيل بذلك على المسلمين ويكسر نفوسهم ويفرح به ويفتخر- من مكروهات المؤمنين.

ثم تبقى أمور أخرى وراء ذلك، من مآلات هذا الحدث، سيؤثر فيها -بلا شك- ما سيظهر من سبب هذه التقانة العسكرية.
فإنّ مفاجأة هذه الأداة وغموضها وجدّتها -إن كانت جديدة- سيقوّي نفوس الصهاينة، ويرفع أسهم رئيسهم، وربما فتت عزائم المسلمين، وخوّفت عامّتهم، وأرجفت قلوبهم.

ثم لا ينبغي أن ننسى أن إيران لم تصطنع (حزب الله) في لبنان لمهمّة مقاتلة اليهود! وليس ذلك شأنه الأوّلي!
ولكنّه غذّيَ لمحاربة السنّة في المنطقة، ورعته إيران ليكون نقطة متقدّمة لها في تصدير الثورة الشيعية.
فهذا شأنه الأوّل، وما سوى ذلك هامش!
👍469👏6🔥2🤨1
• الشيخ خالد أبا الخيل متحدّثًا عن شيخنا محمد العليّط رحمه الله.
7👍5👏4💔3
.
مواعظ من سيرة الشيخ
محمد العليّط


هو الشيخ العابد الزاهد محمد بن سليمان العليط، الذي وصفه الشيخ محمد العبودي في معجم أسر بريدة: بالعلامة!

كان رحمه الله نادرًا في عبادته، متفردًا في زهده، على طريق واحدة منذ أكثر من ستين سنة!

ولذا كان لا يخلّ بورده، ولا يترك حزبه، حتى إنه كان مرةً يقرأ حزبه بين العشائين فجاءه من أخبره أنّ ابنه صدمه شخص بالسيارة، فأكمل ورده!
ولمّا خرج بعد العشاء جاء من يبشره بسلامة ابنه.

ومن ثباته أنّه ما أذّن المؤذّن إلا وهو في المسجد، ولم يصلّ في الصف الثاني، وكان ينقل عن شيخه محمد الصالح المطوع أنه قال: إذا أذن المؤذن وأنت في السوق، فقل: إنا لله وإنا إليه راجعون!

ومن ثباته على الطاعة، ولزومه طريقها، أنه ليلة زواجه من بنت الشيخ عمر بن سليم رحمه الله، حضر درس الفجر عند شيخه ابن حمید رحمهما الله!

وإذا ذكر الشيخ محمد العليّط فلابد أن يذكر العابد الصالح الشيخ صالح الرشيد الفرج.
فهما قرينان في السن والطلب والصحبة والخلق، ودرسا معًا في المعهد العلمي، وكانا لا يكادان يفترقان، ويحجّان مع بعضهما.
حتى كان الشيخ محمد العليط إذا دعي لوليمة ودعوة، قال: انظروا صالح الرشيد، أي هل يسمح وقته.

ومن اللطائف أنّ الشيخ حدثّ قال: رأيتُ في المنام أن قائلا يقول: النبي ﷺ في مكان كذا وكذا، إن أحببت أن تسلّم عليه!
قال: فذهبت -أي في المنام- لبيت صالح الرشيد وطرقت عليه الباب!
وذهبنا للسلام على النبي ﷺ!

وقد ذكر العلامة الرحالة الشيخ محمد العبودي وكان مدير المعهد العلمي في بريدة: إن الشيخ صالح الرشيد، كان من الطلّاب المجدّين في المعهد، وتخرج منه بتفوق، ونال الشهادة الثانوية منه، ولكنه توقف عند ذلك زهدًا وورعًا وبعدًا عن التعلّق بالوظائف خشية الافتتان!

رحمهم الله، وجمعنا بهم في الجنة.
24👍9💔8
.
سألت شيخنا المسند العلامة محمد الكنـتي عن اسم (البكاي) في نسبه.
فحدّثني أنه وصف لجدّه الأعلى (أحمد بن محمد بن علي بن يحيى) -وكان من أهل العلم والإصلاح، وهو أول من انتقل من الجزائر إلى موريتانيا-
وكان يقال له: أبو دمعة.
وكان من خبره أنه فاتته ركعة من الصلاة، فظل يبكي لفواتها حتى سمي بالبكاي، رحمه الله ورحم شيخنا وجميع مشايخنا والقارئين.

وسألته عن أعبد من لقي من أهل العلم، فقال: عمي (اعمر الشيخ)، أي عمر بنطقهم في جنوب الجزائر، منطقة تامنرست.
وكان عالمًا عابدًا، وكان يكثر أن يقول لهم: احذروا علماء الألسن! ممن ليسوا من علماء القلوب!
وكان عم شيخنا يقول: إن أعبد من لقي هو والد شيخنا، وهو أخوه الكبير.
وكانوا قد أخذوا النسك والعبادة عن أبيهما (جد شيخنا)، الذي شهد له أقرانه أنه منذ كان صغيرًا ما وقف بقدميه مع سفيه قط!
وكان قد تفرغ لطلب العلم أربعين سنة.
29👍10
Forwarded from شذرات معرفية
على الصعيد العالمي، في يومنا هذا، بعد خمسة قرون من الرأسمالية، ومن الاستعمار، تقع ٨٠٪ من المصادر الطبيعية لكوكب الأرض تحت إشراف واستهلاك ٢٠٪ من سكان الكوكب. وهذا ما يؤدي، في كل سنة، بسبب سوء التغذية أو الجوع، إلى موت ٣٠ مليون كائن بشري، فنمو الموديل الغربي يكلف (العالم الثالث) ما يعادل هيروشيما في كل ثلاثة أيام (مهما رددنا هذا فلن تكون فيه كفاية).
👍201
.
     قال عمر بن علي البزار -تلميذ شيخ الإسلام ابن تيمية- يصف شيخه ابن تيمية:
"اﻣﺎ ﺗﻌﺒﺪﻩ -ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ- ﻓﺈﻧﻪ ﻗﻞّ أﻥ ﺳﻤﻊ ﺑﻤﺜﻠﻪ!
لأﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻗﺪ ﻗﻄﻊ ﺟﻞ ﻭﻗﺘﻪ ﻭﺯﻣﺎﻧﻪ ﻓﻴﻪ، ﺣﺘﻰ إﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﺠﻌﻞ ﻟﻨﻔﺴﻪ ﺷﺎﻏﻠﺔ ﺗﺸﻐﻠﻪ ﻋﻦ اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ، ﻣﺎ ﻳﺮاﺩ ﻟﻪ ﻻ ﻣﻦ أﻫﻞ ﻭﻻ ﻣﻦ ﻣﺎﻝ!
ﻭﻛﺎﻥ ﻓﻲ ليله ﻣﺘﻔﺮﺩًا ﻋﻦ اﻟﻨﺎﺱ ﻛﻠﻬﻢ، ﺧﺎﻟﻴًﺎ ﺑﺮﺑﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ، ﺿﺎﺭﻋًﺎ ﻣﻮاﻇﺒًﺎ ﻋﻠﻰ ﺗﻼﻭﺓ اﻟﻘﺮﺁﻥ اﻟﻌﻈﻴﻢ، ﻣﻜﺮﺭًا لأﻧﻮاﻉ اﻟﺘﻌﺒﺪاﺕ اﻟﻠﻴﻠﻴﺔ ﻭاﻟﻨﻬﺎﺭﻳﺔ.
ﻭﻛﺎﻥ إﺫا ﺫﻫﺐ اﻟﻠﻴﻞ ﻭﺣﻀﺮ ﻣﻊ اﻟﻨﺎﺱ؛ ﺑﺪﺃ ﺑﺼﻼﺓ اﻟﻔﺠﺮ ﻳﺄﺗﻲ ﺑﺴﻨﺘﻬﺎ ﻗﺒﻞ إﺗﻴﺎﻧﻪ إﻟﻴﻬﻢ، ﻭﻛﺎﻥ إﺫا أﺣﺮﻡ ﺑﺎﻟﺼﻼﺓ ﺗﻜﺎﺩ ﺗﺘﺨﻠﻊ اﻟﻘﻠﻮﺏ ﻟﻬﻴﺒﺔ إﺗﻴﺎﻧﻪ ﺑﺘﻜﺒﻴﺮﺓ الإﺣﺮاﻡ، ﻓﺈﺫا ﺩﺧﻞ ﻓﻲ اﻟﺼﻼﺓ ﺗﺮﺗﻌﺪ أﻋﻀﺎﺅﻩ ﺣﺘﻰ ﻳﻤﻴﻠﻪ ﻳﻤﻨﺔ ﻭﻳﺴﺮﺓ!
ﻭﻛﺎﻥ اﺫا ﻗﺮﺃ ﻳﻤﺪ ﻗﺮاءﺗﻪ ﻣﺪا ﻛﻤﺎ ﺻﺢ ﻓﻲ ﻗﺮاءﺓ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﷺ.
ﻭﻛﺎﻥ ﺭﻛﻮﻋﻪ ﻭﺳﺠﻮﺩﻩ ﻭاﻧﺘﺼﺎﺑﻪ ﻋﻨﻬﻤﺎ ﻣﻦ أﻛﻤﻞ ﻣﺎ ﻭﺭﺩ ﻓﻲ ﺻﻼﺓ اﻟﻔﺮﺽ.
ﻭﻛﺎﻥ ﻳﺨﻔﻒ ﺟﻠﻮﺳﻪ ﻟﻠﺘﺸﻬﺪ الأﻭﻝ ﺧﻔﺔ ﺷﺪﻳﺪﺓ.
ﻭﻳﺠﻬﺮ ﺑﺎﻟﺘﺴﻠﻴﻤﺔ الأولى ﺣﺘﻰ ﻳﺴﻤﻊ ﻛﻞ ﻣﻦ ﺣﻀﺮ.
ﻓﺈﺫا ﻓﺮﻍ ﻣﻦ اﻟﺼﻼﺓ أﺛﻨﻰ ﻋﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ، ﻫﻮ ﻭﻣﻦ ﺣﻀﺮ ﺑﻤﺎ ﻭﺭﺩ ﻣﻦ ﻗﻮﻟﻪ اﻟﻠﻬﻢ أﻧﺖ اﻟﺴﻼﻡ ﻭﻣﻨﻚ اﻟﺴﻼﻡ ﺗﺒﺎﺭﻛﺖ ﻳﺎ ﺫا اﻟﺠﻼﻝ ﻭاﻻﻛﺮاﻡ.
ﺛﻢ ﻳﻘﺒﻞ ﻋﻠﻰ اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ، ﺛﻢ ﻳﺄﺗﻲ ﺑﺎﻟﺘﻬﻠﻴﻼﺕ اﻟﻮاﺭﺩاﺕ ﺣﻴﻨﺌﺬ، ﺛﻢ ﻳﺴﺒﺢ اﻟﻠﻪ ﻭﻳﺤﻤﺪﻩ ﻭﻳﻜﺒﺮﻩ ﺛﻼﺛﺎ ﻭﺛﻼﺛﻴﻦ ﻭﻳﺨﺘﻢ اﻟﻤﺎﺋﺔ ﺑﺎﻟﺘﻬﻠﻴﻞ ﻛﻤﺎ ﻭﺭﺩ، ﻭﻛﺬا اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ.
ﺛﻢ ﻳﺪﻋﻮ اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻟﻪ ﻭﻟﻬﻢ ﻭﻟﻠﻤﺴﻠﻤﻴﻦ اﺟﻨﺎﺱ ﻣﺎ ﻭﺭﺩ، ﻭﻛﺎﻥ ﻏﺎﻟﺐ ﺩﻋﺎﺋﻪ:
اﻟﻠﻬﻢ اﻧﺼﺮﻧﺎ ﻭﻻ ﺗﻨﺼﺮ ﻋﻠﻴﻨﺎ، ﻭاﻣﻜﺮ ﻟﻨﺎ ﻭﻻ ﺗﻤﻜﺮ ﻋﻠﻴﻨﺎ، ﻭاﻫﺪﻧﺎ ﻭﻳﺴﺮ اﻟﻬﺪﻯ ﻟﻨﺎ، اﻟﻠﻬﻢ اﺟﻌﻠﻨﺎ ﻟﻚ ﺷﺎﻛﺮﻳﻦ ﻟﻚ، ﺫاﻛﺮﻳﻦ ﻟﻚ، أواﻫﻴﻦ ﻟﻚ، ﻣﺨﺒﺘﻴﻦ إليك، ﺭاﻏﺒﻴﻦ إﻟﻴﻚ، ﺭاﻫﺒﻴﻦ ﻟﻚ، ﻣﻄﺎﻭﻳﻊ، ﺭﺑﻨﺎ ﺗﻘﺒﻞ ﺗﻮﺑﺎﺗﻨﺎ، ﻭاﻏﺴﻞ ﺣﻮﺑﺎﺗﻨﺎ، ﻭﺛﺒﺖ ﺣﺠﺠﻨﺎ، ﻭاﻫﺪ ﻗﻠﻮﺑﻨﺎ، واﺳﻠﻞ ﺳﺨﻴﻤﺔ ﺻﺪﻭﺭﻧﺎ،
ﻳﻔﺘﺘﺤﻪ ﻭﻳﺨﺘﻤﻪ ﺑﺎﻟﺼﻼﺓ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺒﻲ ﷺ ﺛﻢ ﻳﺸﺮﻉ ﻓﻲ اﻟﺬﻛﺮ.
ﻭﻛﺎﻥ ﻗﺪ ﻋﺮﻓﺖ ﻋﺎﺩﺗﻪ ﻻ ﻳﻜﻠﻤﻪ أﺣﺪ ﺑﻐﻴﺮ ﺿﺮﻭﺭﺓ ﺑﻌﺪ ﺻﻼﺓ اﻟﻔﺠﺮ، ﻓﻼ ﻳﺰاﻝ ﻓﻲ اﻟﺬﻛﺮ ﻳﺴﻤﻊ ﻧﻔﺴﻪ، ﻭﺭﺑﻤﺎ ﻳﺴﻤﻊ ﺫﻛﺮﻩ ﻣﻦ إﻟﻰ ﺟﺎﻧﺒﻪ، ﻣﻊ ﻛﻮﻧﻪ ﻓﻲ ﺧﻼﻝ ﺫﻟﻚ ﻳﻜﺜﺮ ﻣﻦ ﺗﻘﻠﻴﺐ ﺑﺼﺮﻩ ﻧﺤﻮ اﻟﺴﻤﺎء، ﻫﻜﺬا ﺩﺃﺑﻪ ﺣﺘﻰ ﺗﺮﺗﻔﻊ اﻟﺸﻤﺲ ﻭﻳﺰﻭﻝ ﻭﻗﺖ اﻟﻨﻬﻲ ﻋﻦ اﻟﺼﻼﺓ.
ﻭﻛﻨﺖ ﻣﺪﺓ إﻗﺎﻣﺘﻲ ﺑﺪﻣﺸﻖ ﻣﻼﺯﻣﻪ ﺟﻞ اﻟﻨﻬﺎﺭ ﻭﻛﺜﻴﺮا ﻣﻦ اﻟﻠﻴﻞ، ﻭﻛﺎﻥ ﻳﺪﻧﻴﻨﻲ ﻣﻨﻪ ﺣﺘﻰ ﻳﺠﻠﺴﻨﻲ إﻟﻰ ﺟﺎﻧﺒﻪ ﻭﻛﻨﺖ اﺳﻤﻊ ﻣﺎ ﻳﺘﻠﻮ ﻭﻣﺎ ﻳﺬﻛﺮ ﺣﻴﻨﺌﺬ، ﻓﺮﺃﻳﺘﻪ ﻳﻘﺮﺃ اﻟﻔﺎﺗﺤﺔ ﻭﻳﻜﺮﺭﻫﺎ ﻭﻳﻘﻄﻊ ﺫﻟﻚ اﻟﻮﻗﺖ ﻛﻠﻪ -أﻋﻨﻲ ﻣﻦ اﻟﻔﺠﺮ اﻟﻰ اﺭﺗﻔﺎﻉ اﻟﺸﻤﺲ- ﻓﻲ ﺗﻜﺮﻳﺮ ﺗﻼﻭﺗﻬﺎ.
ﻓﻔﻜﺮﺕ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ؛ ﻟﻢ ﻗﺪ ﻟﺰﻡ ﻫﺬﻩ اﻟﺴﻮﺭﺓ ﺩﻭﻥ ﻏﻴﺮﻫﺎ؟
ﻓﺒﺎﻥ ﻟﻲ -ﻭاﻟﻠﻪ أﻋﻠﻢ- أﻥ ﻗﺼﺪﻩ ﺑﺬﻟﻚ: أﻥ ﻳﺠﻤﻊ ﺑﺘﻼﻭﺗﻬﺎ ﺣﻴﻨﺌﺬ ﺑﻴﻦ ﻣﺎ ﻭﺭﺩ ﻓﻲ الأﺣﺎﺩﻳﺚ ﻭﻣﺎ ﺫﻛﺮﻩ اﻟﻌﻠﻤﺎء، ﻫﻞ ﻳﺴﺘﺤﺐ ﺣﻴﻨﺌﺬ ﺗﻘﺪﻳﻢ الأﺫﻛﺎﺭ اﻟﻮاﺭﺩﺓ ﻋﻠﻰ ﺗﻼﻭﺓ اﻟﻘﺮﺁﻥ أﻭ اﻟﻌﻜﺲ؟
ﻓﺮأﻯ -ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ- أﻥ ﻓﻲ اﻟﻔﺎﺗﺤﺔ ﻭﺗﻜﺮاﺭﻫﺎ ﺣﻴﻨﺌﺬ ﺟﻤﻌًﺎ ﺑﻴﻦ اﻟﻘﻮﻟﻴﻦ ﻭﺗﺤﺼﻴﻼ ﻟﻠﻔﻀﻴﻠﺘﻴﻦ!
ﻭﻫﺬا ﻣﻦ ﻗﻮﺓ ﻓﻄﻨﺘﻪ ﻭﺛﺎﻗﺐ ﺑﺼﻴﺮﺗﻪ.
ﺛﻢ إﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻳﺮﻛﻊ ﻓﺈﺫا أﺭاﺩ ﺳﻤﺎﻉ ﺣﺪﻳﺚ ﻓﻲ ﻣﻜﺎﻥ آﺧﺮ ﺳﺎﺭﻉ إﻟﻴﻪ ﻣﻦ ﻓﻮﺭﻩ ﻣﻊ ﻣﻦ ﻳﺼﺤﺒﻪ.
ﻓﻘﻞ أن ﻳﺮاﻩ أﺣﺪ ﻣﻤﻦ ﻟﻪ ﺑﺼﻴﺮﺓ إﻻ ﻭاﻧﻜﺐ ﻋﻠﻰ ﻳﺪﻳﻪ ﻳﻘﺒﻠﻬﻤﺎ، ﺣﺘﻰ إﻧﻪ ﻛﺎﻥ إﺫا ﺭاﻩ أﺭﺑﺎﺏ اﻟﻤﻌﺎﻳﺶ ﻳﺘﺨﻄﻮﻥ ﻣﻦ ﺣﻮاﻧﻴﺘﻬﻢ ﻟﻠﺴﻼﻡ ﻋﻠﻴﻪ ﻭاﻟﺘﺒﺮﻙ ﺑﻪ، ﻭﻫﻮ ﻣﻊ ﻫﺬا ﻳﻌﻄﻲ ﻛﻼ ﻣﻨﻬﻢ ﻧﺼﻴﺒًﺎ ﻭاﻓﺮًا ﻣﻦ اﻟﺴﻼﻡ ﻭﻏﻴﺮﻩ.
ﻭإﺫا ﺭﺃﻯ ﻣﻨﻜﺮًا ﻓﻲ ﻃﺮﻳﻘﻪ أﺯاﻟﻪ أﻭ ﺳﻤﻊ ﺑﺠﻨﺎﺯﺓ ﺳﺎﺭﻉ اﻟﻰ اﻟﺼﻼﺓ ﻋﻠﻴﻬﺎ أﻭ ﺗﺄﺳﻒ ﻋﻠﻰ ﻓﻮاﺗﻬﺎ، ﻭﺭﺑﻤﺎ ﺫﻫﺐ إﻟﻰ ﻗﺒﺮ ﺻﺎﺣﺒﻬﺎ ﺑﻌﺪ ﻓﺮاﻏﻪ ﻣﻦ ﺳﻤﺎﻉ اﻟﺤﺪﻳﺚ فصلى ﻋﻠﻴﻪ، ﺛﻢ ﻳﻌﻮﺩ اﻟﻰ ﻣﺴﺠﺪﻩ ﻓﻼ ﻳﺰاﻝ ﺗﺎﺭﺓ ﻓﻲ إﻓﺘﺎء اﻟﻨﺎﺱ ﻭﺗﺎﺭﺓ ﻓﻲ ﻗﻀﺎء ﺣﻮاﺋﺠﻬﻢ ﺣﺘﻰ ﻳﺼﻠﻲ اﻟﻈﻬﺮ ﻣﻊ اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ، ﺛﻢ ﻛﺬﻟﻚ ﺑﻘﻴﺔ ﻳﻮﻣﻪ، ﻭﻛﺎﻥ ﻣﺠﻠﺴﻪ ﻋﺎﻣﺎ ﻟﻠﻜﺒﻴﺮ ﻭاﻟﺼﻐﻴﺮ ﻭاﻟﺠﻠﻴﻞ ﻭاﻟﺤﻘﻴﺮ ﻭاﻟﺤﺮ ﻭاﻟﻌﺒﺪ ﻭاﻟﺬﻛﺮ ﻭاﻻﻧﺜﻰ، ﻗﺪ ﻭﺳﻊ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﻣﻦ ﻳﺮﺩ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ اﻟﻨﺎﺱ ﻳﺮﻯ ﻛﻞ ﻣﻨﻬﻢ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻪ إﻥ ﻟﻢ ﻳﻜﺮﻡ اﺣﺪا ﺑﻘﺪﺭﻩ.
ﺛﻢ ﻳﺼﻠﻲ اﻟﻤﻐﺮﺏ ﺛﻢ ﻳﺘﻄﻮﻉ ﺑﻤﺎ ﻳﺴﺮﻩ اﻟﻠﻪ، ﺛﻢ اﻗﺮﺃ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﻣﺆﻟﻔﺎﺗﻪ أو ﻏﻴﺮﻱ ﻓﻴﻔﻴﺪﻧﺎ ﺑﺎﻟﻄﺮاﺋﻒ ﻭﻳﻤﺪﻧﺎ ﺑﺎﻟﻠﻄﺎﺋﻒ ﺣﺘﻰ ﻳﺼﻠﻲ اﻟﻌﺸﺎء ﺛﻢ ﺑﻌﺪﻫﺎ ﻛﻤﺎ ﻛﻨﺎ. ﻭﻛﺎﻥ ﻣﻦ الإﻗﺒﺎﻝ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻠﻮﻡ اﻟﻰ أﻥ ﻳﺬﻫﺐ ﻫﻮﻱ ﻣﻦ اﻟﻠﻴﻞ ﻃﻮﻳﻞ ﻭﻫﻮ ﻓﻲ ﺧﻼﻝ ﺫﻟﻚ ﻛﻠﻪ ﻓﻲ اﻟﻨﻬﺎﺭ ﻭاﻟﻠﻴﻞ ﻻ ﻳﺰاﻝ ﻳﺬﻛﺮ اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻭﻳﻮﺣﺪﻩ ﻭﻳﺴﺘﻐﻔﺮﻩ.
ﻭﻛﺎﻥ -ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ- ﻛﺜﻴﺮا ﻣﺎ ﻳﺮﻓﻊ ﻃﺮﻓﻪ اﻟﻰ اﻟﺴﻤﺎء ﻻ ﻳﻜﺎﺩ ﻳﻔﺘﺮ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ، ﻛﺄﻧﻪ ﻳﺮﻯ ﺷﻴﺌﺎ ﻳﺜﺒﺘﻪ ﺑﻨﻈﺮﻩ ﻓﻜﺎﻥ ﻫﺬا ﺩاﺑﺔ ﻣﺪﺓ ﺇﻗﺎﻣﺘﻲ ﺑﺤﻀﺮﺗﻪ.
ﻓﺴﺒﺤﺎﻥ اﻟﻠﻪ ﻣﺎ اﻗﺼﺮ ﻣﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻳﺎ ﻟﻴﺘﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻃﺎﻟﺖ!
ﻭﻻ ﻭاﻟﻠﻪ ﻣﺎ ﻣﺮ ﻋﻠﻰ ﻋﻤﺮﻱ إﻟﻰ الآن ﺯﻣﺎﻥ ﻛﺎﻥ أﺣﺐ اﻟﻲ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ اﻟﺤﻴﻦ، ﻭﻻ ﺭﺃﻳﺘﻨﻲ ﻓﻲ ﻭﻗﺖ اﺣﺴﻦ ﺣﺎﻻ ﻣﻨﻲ ﺣﻴﻨﺌﺬ، ﻭﻣﺎ ﻛﺎﻥ اﻻ ﺑﺒﺮﻛﺔ اﻟﺸﻴﺦ ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ.
ﻭﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﻛﻞ اﺳﺒﻮﻉ ﻳﻌﻮﺩ اﻟﻤﺮﺿﻰ ﺧﺼﻮﺻﺎ اﻟﺬﻳﻦ ﺑﺎﻟﺒﻤﺎﺭﺳﺘﺎﻥ،
ﻭأﺧﺒﺮﻧﻲ ﻏﻴﺮ ﻭاﺣﺪ ﻣﻤﻦ ﻻ ﻳﺸﻚ ﻓﻲ ﻋﺪاﻟﺘﻪ أﻥ ﺟﻤﻴﻊ ﺯﻣﻦ اﻟﺸﻴﺦ ﻳﻨﻘﻀﻲ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺭﺃﻳﺘﻪ! ﻓﺄﻱ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﻭﺟﻬﺎﺩ أﻓﻀﻞ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﻓﺴﺒﺤﺎﻥ اﻟﻤﻮﻓﻖ ﻣﻦ ﻳﺸﺎء ﻟﻤﺎ ﻳﺸﺎء".
• الأعلام العليّة (٣٦).
20👍9🥰1💔1
.
                   من فقه الآثار

     من عظيم ما يدل المؤمن على حاجته للاستغفار، وإعوازه لمغفرة ذنبه؛ أنّ الاستغفار من الذنب جاء في كل أحوال الصلاة!

     فشرع الاستغفار:
- عند دخول المسجد.
- وعند الشروع في الصلاة.
- وفي الركوع.
- وفي الرفع من الركوع.
- وفي السجود.
- وفي الجلوس بين السجدتين.
- وفي الجلوس للتشهد قبل السلام.
- ثم بعد السلام.
- وعند الخروج من المسجد.

     • فعند دخول المسجد؛ روي في الترمذي عن ﻓﺎﻃﻤﺔ اﻟﻜﺒﺮﻯ ﻗﺎﻟﺖ: ﻛﺎﻥ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﷺ ﺇﺫا ﺩﺧﻞ اﻟﻤﺴﺠﺪ ﷺ، ﻭﻗﺎﻝ: «ﺭﺏ اﻏﻔﺮ ﻟﻲ ﺫﻧﻮﺑﻲ، ﻭاﻓﺘﺢ ﻟﻲ ﺃﺑﻮاﺏ ﺭﺣﻤﺘﻚ».

    • وعند الشروع في الصلاة؛ ثبت في الصحيحين عن أبي ﻫﺮﻳﺮﺓ، ﻗﺎﻝ: ﻛﺎﻥ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﷺ ﻳﺴﻜﺖ ﺑﻴﻦ اﻟﺘﻜﺒﻴﺮ ﻭﺑﻴﻦ اﻟﻘﺮاءﺓ ﺇﺳﻜﺎﺗﺔ، ﻓﻘﻠﺖ: ﺑﺄﺑﻲ ﻭﺃﻣﻲ ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ، ﺇﺳﻜﺎﺗﻚ ﺑﻴﻦ اﻟﺘﻜﺒﻴﺮ ﻭاﻟﻘﺮاءﺓ ﻣﺎ ﺗﻘﻮﻝ؟ ﻗﺎﻝ: «ﺃﻗﻮﻝ: اﻟﻠﻬﻢ ﺑﺎﻋﺪ ﺑﻴﻨﻲ ﻭﺑﻴﻦ ﺧﻄﺎﻳﺎﻱ، ﻛﻤﺎ ﺑﺎﻋﺪت ﺑﻴﻦ اﻟﻤﺸﺮﻕ ﻭاﻟﻤﻐﺮﺏ، اﻟﻠﻬﻢ ﻧﻘّﻨﻲ ﻣﻦ اﻟﺨﻄﺎﻳﺎ ﻛﻤﺎ ﻳﻨﻘّﻰ اﻟﺜﻮﺏ اﻷﺑﻴﺾ ﻣﻦ اﻟﺪﻧﺲ، اﻟﻠﻬﻢ اﻏﺴﻞ ﺧﻄﺎﻳﺎﻱ ﺑﺎﻟﻤﺎء ﻭاﻟﺜﻠﺞ ﻭاﻟﺒﺮﺩ».

    • وأما في الركوع؛ ففي الصحيحين ﻋﻦ ﻋﺎﺋﺸﺔ، ﻗﺎﻟﺖ: ﻛﺎﻥ اﻟﻨﺒﻲ ﷺ ﻳﻘﻮﻝ ﻓﻲ ﺭﻛﻮﻋﻪ ﻭﺳﺠﻮﺩﻩ: «ﺳﺒﺤﺎﻧﻚ اﻟﻠﻬﻢ ﺭﺑﻨﺎ ﻭﺑﺤﻤﺪﻙ اﻟﻠﻬﻢ اﻏﻔﺮ ﻟﻲ»، يتأول القرآن، أي ما جاء في سورة النصر.

    • وأما في الرفع من الركوع؛ ففي صحيح مسلم عن ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﺃﻭﻓﻰ، ﻋﻦ اﻟﻨﺒﻲ ﷺ ﺃﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻳﻘﻮﻝ: «اﻟﻠﻬﻢ ﻟﻚ اﻟﺤﻤﺪ ﻣﻞء اﻟﺴﻤﺎء، ﻭﻣﻞء اﻷﺭﺽ، ﻭﻣﻞء ﻣﺎ ﺷﺌﺖ ﻣﻦ ﺷﻲء ﺑﻌﺪ اﻟﻠﻬﻢ ﻃﻬّﺮﻧﻲ ﺑﺎﻟﺜﻠﺞ ﻭاﻟﺒﺮﺩ، ﻭاﻟﻤﺎء اﻟﺒﺎﺭﺩ اﻟﻠﻬﻢ ﻃﻬّﺮﻧﻲ ﻣﻦ اﻟﺬﻧﻮﺏ ﻭالخطايا، ﻛﻤﺎ ﻳﻨﻘﻰ اﻟﺜﻮﺏ اﻷﺑﻴﺾ ﻣﻦ اﻟﻮﺳﺦ».

    • وفي السجود؛ مع ما سبق من الذكر الذي يقوله في الركوع من حديث عائشة، ثبت في صحيح مسلم ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﻫﺮﻳﺮﺓ، ﺃﻥ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﷺ ﻛﺎﻥ ﻳﻘﻮﻝ: ﻓﻲ ﺳﺠﻮﺩﻩ: «اﻟﻠﻬﻢ اﻏﻔﺮ ﻟﻲ ﺫﻧﺒﻲ ﻛﻠﻪ ﺩﻗﻪ، ﻭﺟﻠﻪ، ﻭﺃﻭﻟﻪ ﻭﺁﺧﺮﻩ ﻭﻋﻼﻧﻴﺘﻪ ﻭﺳﺮﻩ».

    • وفي الجلوس بين السجدتين؛ ثبت في سنن أبي داود عن حذيفة: ﻛﺎﻥ النبي ﷺ ﻳﻘﻌﺪ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻴﻦ اﻟﺴﺠﺪﺗﻴﻦ ﻧﺤﻮًا ﻣﻦ ﺳﺠﻮﺩﻩ، ﻭﻛﺎﻥ ﻳﻘﻮﻝ: «ﺭﺏ اﻏﻔﺮ ﻟﻲ، ﺭﺏ اﻏﻔﺮ ﻟﻲ».

    • وأما في جلسة التشهد قبل السلام؛ ففي المسند وسنن أبي داود والنسائي عن ﻣﺤﺠﻦ ﺑﻦ اﻷﺩﺭﻉ، ﻗﺎﻝ: ﺩﺧﻞ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﷺ اﻟﻤﺴﺠﺪ، ﻓﺈﺫا ﻫﻮ ﺑﺮﺟﻞ ﻗﺪ ﻗﻀﻰ ﺻﻼﺗﻪ، ﻭﻫﻮ ﻳﺘﺸﻬﺪ ﻭﻫﻮ ﻳﻘﻮﻝ: «اﻟﻠﻬﻢ ﺇﻧﻲ ﺃﺳﺄﻟﻚ ﻳﺎ اﻟﻠﻪ اﻷﺣﺪ اﻟﺼﻤﺪ، اﻟﺬﻱ ﻟﻢ ﻳﻠﺪ ﻭﻟﻢ ﻳﻮﻟﺪ، ﻭﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻟﻪ ﻛﻔﻮًا ﺃﺣﺪ، ﺃﻥ ﺗﻐﻔﺮ ﻟﻲ ﺫﻧﻮﺑﻲ، ﺇﻧﻚ ﺃﻧﺖ اﻟﻐﻔﻮﺭ اﻟﺮﺣﻴﻢ»، ﻗﺎﻝ: ﻓﻘﺎﻝ: «ﻗﺪ ﻏﻔﺮ ﻟﻪ، ﻗﺪ ﻏﻔﺮ ﻟﻪ»، ﺛﻼﺛﺎ.
وعن علي قال في صفة قيام النبي ﷺ: "ﺛﻢ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﺁﺧﺮ ﻣﺎ ﻳﻘﻮﻝ ﺑﻴﻦ اﻟﺘﺸﻬﺪ ﻭاﻟﺘﺴﻠﻴﻢ: «اﻟﻠﻬﻢ اﻏﻔﺮ ﻟﻲ ﻣﺎ ﻗﺪﻣﺖ ﻭﻣﺎ ﺃﺧﺮﺕ، ﻭﻣﺎ ﺃﺳﺮﺭﺕ ﻭﻣﺎ ﺃﻋﻠﻨﺖ، ﻭﻣﺎ ﺃﺳﺮﻓﺖ، ﻭﻣﺎ ﺃﻧﺖ ﺃﻋﻠﻢ ﺑﻪ ﻣﻨﻲ، ﺃﻧﺖ اﻟﻤﻘﺪﻡ ﻭﺃﻧﺖ اﻟﻤﺆﺧﺮ، ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﺃﻧﺖ»".

   • وإذا سلّم من الصلاة؛ فقد ثبت في مسلم ﻋﻦ ﺛﻮﺑﺎﻥ، ﻗﺎﻝ: ﻛﺎﻥ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﷺ، ﺇﺫا اﻧﺼﺮﻑ ﻣﻦ ﺻﻼﺗﻪ اﺳﺘﻐﻔﺮ ﺛﻼﺛًﺎ، ﻭﻗﺎﻝ: «اللهم ﺃﻧﺖ اﻟﺴﻼﻡ ﻭﻣﻨﻚ اﻟﺴﻼﻡ، ﺗﺒﺎﺭﻛﺖ ﺫا اﻟﺠﻼﻝ ﻭاﻹﻛﺮاﻡ».

     • وأما عند الخروج من المسجد، فروي عند الترمذي عن فاطمة بنت النبي ﷺ أنه كان ﺇﺫا ﺧﺮﺝ ﺻﻠﻰ ﻋﻠﻰ ﻣﺤﻤﺪ ﻭﺳﻠﻢ، ﻭﻗﺎﻝ: ﺭﺏ اﻏﻔﺮ ﻟﻲ ﺫﻧﻮﺑﻲ، ﻭاﻓﺘﺢ ﻟﻲ ﺃﺑﻮاﺏ ﻓﻀﻠﻚ».

فاللهم اغفر، اللهم اغفر، يا غفور يا رحيم.
11👍8
قناة: محمد آل رميح.
. مواعظ من سيرة الشيخ محمد العليّط هو الشيخ العابد الزاهد محمد بن سليمان العليط، الذي وصفه الشيخ محمد العبودي في معجم أسر بريدة: بالعلامة! كان رحمه الله نادرًا في عبادته، متفردًا في زهده، على طريق واحدة منذ أكثر من…
.
ومما جاء عن شيخنا محمد العليّط -رحمه الله- أنه كان ذاهبًا إلى المسجد ومعه مساعد يرافقه، فمرّ شاب بسيارته قد رفع صوت الأغاني، فوضع الشيخ يده على قلبه، وهو يقول: بسم الله عليك، بسم الله عليك!
قال له مرافقه: من هو الي تسمي عليه؟ صاحب السيارة!
قال: لا! أسمي على قلبي، لا تدخله شيء من ذي البلاوي، فيتأثر عند النزع فلا تخرج لا إله إلا الله على لساني!
رحمه الله.
💔2414👍8😢5
.
هناك أمور ينبغي ألا يغفل عنها المؤمن في مثل هذه الأحداث:
• إن الرافضة قد قتلت من المسلمين في الشام في السنوات الأخيرة أكثر مما قتل اليهود من المسلمين منذ احتلوا أرضنا في فلسطين!

• الحرب بين الرافضة والغرب حرب حقيقة، ومن الغفلة الادّعاء بأن كل ذلك تمثيل ولعب!
لكن ليس يعني ذلك أن الرافضة لا ينسقون مع خصومهم، أو لا يتفقون معهم في أمور، أو لا يتفاوضون، أو لا يتنازلون لتحقيق مصالح يرجونها.

• وليس يمنع ذلك أن يتعمد الرافضة تقليل الضرر على عدوهم، بما يحقق مصلحتهم ولا يورطهم فيما هو أكبر.
ولهذا فمن شاهد عمليات الرافضة في السنة الماضية تبين له أنها جارية في هذا السياق.

• الرافضة ليس لهم مصلحة في انتصار السنة، ولكن قد ينصرون بعض أهل السنة، لغرض دعائي، ولتصدير الثورة الرافضية، ولتسيّد المنطقة.
ولهذا فلو أن أهل السنة انتصروا لكان الرافضة أول من يحاربهم، ويجهد في قتلهم.

• من مصلحة الغرب بقاء الرافضة في بلاد العرب المسلمة، لأنه يحفظ التوازن في المنطقة، ويصلح أن يكون محل ابتزاز في كل سانحة وبارحة!
ومن مصلحة الغرب كذلك أن يتعاهد مخالب الرافضة بالقصّ والتقليم من فترة إلى أخرى!
وهذه الضربة للحزب الرافضي من هذا الباب.

• إيران وعملاؤها لهم طموحات توسعية، ولهم هدف يسعون له ويحفدون:
وهو نشر الرفض وتصدير الثورة، ولهذا الهدف ستُطوّع كثير من المبادئ!
وستُرتكب كثير من التنازلات!
وسيفعلون ما يظنه كثير من الناس حماقات من أجل هذا الهدف أيضًا!

• وفي الجملة فإيران وأتباعها كيانات على نمط الدول الحديثة، منتسبة لهيئاته الدولية، وليست تجعل نفسها خارجة عن قانونه، وهذا أمر كاف في غض الغرب الطرف عن كثير من صنائعها، ومعاقبتها على بعض صنائعها، فهي قطعة من النسيج وإن كرهها من كرهها.

• ليس من العقل ولا من الديانة أن يكون الإنسان ركّابًا للموجات، كلما سمع هيعة طار إليها، وصار ضحية لموجتها الفكرية والمنهجية.
فالمؤمن يفرح بهلاك طواغيت الرفض، الذين يدعون غير الله، ويعتقدون تحريف القرآن، ويقدحون العرض النبوي، ولا زالت أيديهم ملطخة بدماء نسائنا وأطفالنا وشبابنا في الشام والعراق واليمن.
وليس من الإيمان -أيضًا- أن يمدح السفّاح الأكبر، والمشرك الطاغي نتنياهو بما فعل، فهو وإن أهلك مجرمًا من أعدائنا، فهو عدونا الأول، وثأرنا معه ليس يمحوه ما فعل!

• وإذا كان قد تقرر أن هلاك هذا الطاغي مصلحة للمسلمين، فمّما قد يسوغ فيه الخلاف بين أهل الإصلاح:
هل توقيت هلاك هذا الطاغية فيه مصلحة للمسلمين أم لا؟
فهذا محل ينفسح فيه للنظر المجال، ويؤثر في موقف المسلم من الحدث من هذه الجهة فقط.
وأما الذي أعتقده -والعلم عند الله- إن هلاك هذا الطاغي من المصالح العظام، التي لا يخدش فيها إلا أنها وقعت بيد شرار الخلق.

ولكن من رأى من أهل العلم والدعوة والإصلاح: إن بقاء هذا الطاغوت -مع الإقرار بفجوره وطغيانه- كان فيه مصلحة وقتية لأهل السنة في هذا الظرف، فلا يجوز البغي عليه تشنيعًا وسبًا وقدحًا، بل يبين ما في قوله من الخلل الاجتهادي، ويحسن به الظن.
ثم يكفّ المؤمن عن كثرة الانشغال بمثل هذا الأمر، وينصرف لما ينفعه وينفع أمته من العلم والعمل.

والله أعلم وأحكم.
👍18382👏14🤣5👌4😐1
2025/07/13 13:42:38
Back to Top
HTML Embed Code: