tgoop.com/nassermuteb/621
Last Update:
في الحديث:
《 من اقتراب الساعة: أن يُرفع الأشرار، ويُوضع الأخيار، ويوضع في القوم المثناة، ليس أحد يغيّرها》قيل: ما المثناة؟
قال: 《كتاب كُتب سوى كتاب الله》.
وفي رواية: 《ما اكتُتب سوى كتاب الله》.
وفي رواية: 《أن تُتلى المثناة》.
وفي رواية: 《يقوم بالقوم المثناة》.
و (المثناة) كما ذكر القاسم بن سلام كان اسم لكتاب وضعه أحبار ورهبان بني إسرائيل، أحلّوا فيه الحرام، وحرموا فيه الحلال.
وهي التلمود، أو قسم (المشناه) من التلمود.
والمشنا لغة: من التكرار والإعادة.
وكذا لفظ (المثناة) من التثنية والتكرار
وعند النظر إلى أسلوب المشنا نجد لغته موجزة، ومليئة بتعابير تُسهّل التذكّر، فلعلها وُضعت بحيث يسهل تكرارها وتذكّرها، لضبط الأحكام
فالمشنا عبارة عن أحكام مجردة عن الدليل، وقد يُذكر في بعض المواضع منها خلاف علماء اليهود من غير ذكر الدليل.
و(الجمارا) تمثّل الشرح للمتن (المشنا).
وقد حمل بعض أهل العلم الحديث السابق على أنه إخبار بالأخذ من كتب أهل الكتاب، واتباعها، وهو محمل ضعيف.
فالحديث يتكلم عن أمر سيقع في أمتنا، ويُخبر بأنّ هناك مثناة ستوضع في هذه الأمة، يتلوها كثير، ويقومون بها، أي: يعملون ويحكمون بها.
والحديث بيّن أن اسم (المثناة) ليس خاصاً لما وضعه أحبار اليهود، بل هو [اسم لكل ما اكتُتب سوى كتاب الله بطريقة التثنية]، فحاصل الحديث أن هذه الأمة ستكون فيها مثناة مشابهة لمثناة من سبق.
فإذا فُهم ذلك، فالخبر في الحديث إما أن يكون وقع، أو لم يقع.
فإن كان وقع، فأقرب ما يكون أن المراد، كتب المتون المجرّدة من الدليل (كمتون الفقه ونحوها).
وهذه الكتب قد جاءت روايات كثيرة جداً عن كثير من السلف تنهى عنها، وتذكر أن هلاك الأمم بوضع الكتب والاشتغال بها عن الدليل، فقد رأوا أنها مشغلة عن القرآن والحديث، وأنها تُفسد الطريقة الصحيحة للطلب، وتصد عن الأصول، وتدعو إلى التقليد.
قال عبد الله بن أحمد: "سمعت أبي وذكر وضع الكتب، فقال: أكرهها هذا أبو فلان وضع كتابا، فجاءه أبو فلان فوضع كتابا، وجاء فلان فوضع كتابا، فلا انقضاء له، كلما جاء رجل وضع كتابا، وهذه الكتب وضعها بدعة، كلما جاء رجل وضع كتابا، وترك حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، ليس إلا الاتباع والسنن وحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، وعاب وضع الكتب وكرهه كراهة شديدة".
وقد ذكر ابن خلدون وغيره إفساد تلك المختصرات (المتون) للملكة العلمية، وفساد مسلك الطلب من طريقها، وأنها مُشغلة عن ما هو أنفع.
ولا يخفى ما حصل من تعصب لتلك الكتب، وكيف اتخذها جهلة المقلدين إماماً، قاموا بها، وتلوها، وحكّموها، معرضين عن الكتاب والسنة، و معادين لمن خالفها، طالبين حكم الله منها، والقصص في ذلك كثيرة، ذكرها من كافح المقلدة.
فيكون الحديث مُخبراً عن ظهور تلك الكتب ظهوراً يقترن بالتعصب لها، بحيث (لا يقدر أحد على تغييرها)!، وتكون هذه الكتب محط العناية فيقوم الناس بها ويتلونها، ويشتغلون بها عن القرآن.
• وليس المقصود هنا تحريم قراءة تلك المتون، فالكلام هنا عن ظهورها ظهوراً مقترناً (بمسلك ومنهجية)، فالمذموم هو جعل تلك الكتب إماما والاشتغال بها عن الدليل، والتعصب لها.
وإن لم يقع الخبر في الحديث، فيتبادر لذهني أمر آخر خطير
جنبنا الله وإياكم الفتن ما ظهر منها وما بطن.
BY قناة ناصر آل متعب
Share with your friend now:
tgoop.com/nassermuteb/621