tgoop.com/nassermuteb/868
Last Update:
كنت أتعجب من بلادة فهم بعض من يتصدّر الكلام في بعض المسائل، فتجده يفهم الكلام الواضح البيّن على غير وجهه، ويبدأ يشرحه على غير وجهه، شرحاً فيه سفسطة وقرمطة.
وأقول في نفسي: (كيف يتصدّر مثل هذا، وكيف يكون متبوعاً؟).
وتذكرت قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((سيأتِي على الناسِ سنواتٌ خدّاعاتٌ؛ يُصدَّقُ فيها الكاذِبُ، ويُكذَّبُ فيها الصادِقُ)).
الصفة التي وجدتها تجمع هؤلاء: الكذب على الخصوم، ولا يدري هذا المسكين أن الحق لا يحتاج إلى تشييد بالباطل، وأن كذبه سينقلب على علمه، لذا تجده يكذب على الخصم، ثم يتبلد فهمه لكلام العلماء.
يشرح ذلك ابن القيم بقوله: "إياك والكذب؛ فإنه يفسد عليك تصور المعلومات على ما هي عليه، ويفسد عليك تصويرها وتعليمها للناس!
فإن الكاذب يصور المعدوم موجوداً والموجود معدوما،ً والحق باطلاً والباطل حقاً، والخير شراً والشر خيراً؛ فيفسد عليه تصوره وعلمه عقوبة له.
ثم يصور ذلك في نفس المخاطب المغتر به الراكن إليه؛ فيفسد عليه تصوره وعلمه.
ونفس الكاذب معرضة عن الحقيقة الموجودة، نزاعة إلى العدم، مؤثرة للباطل.
وإذا فسدت عليه قوة تصوره وعلمه التي هي مبدأ كل فعل إرادي؛ فسدت عليه تلك الأفعال، وسرى حكم الكذب إليها، فصار صدورها عنه كصدور الكذب عن اللسان؛ فلا ينتفع بلسانه ولا بأعماله.
ولهذا كان الكذب أساس الفجور".
BY قناة ناصر آل متعب
Share with your friend now:
tgoop.com/nassermuteb/868