tgoop.com/newsghlq/6805
Last Update:
لَآكِلُونَ مِنْهَا فَمَالِئُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ ثُمَّ إِنَّ لَهُمْ عَلَيْهَا لَشَوْبًا مِنْ حَمِيمٍ ثُمَّ إِنَّ مَرْجِعَهُمْ لَإِلَى الْجَحِيمِ} (الصافات:68) كما تحدث عن الفاكهة الكثيرة التي ليست كما قال عنها: {لا مَقْطُوعَةٍ وَلا مَمْنُوعَةٍ} (الواقعة:33) في الجنة فواكه كثيرة، العنب والرمان والتفاح، ومختلف الفواكه التي قد لا نعرف كثيراً منها.
هناك في النار أيضًا شجرة هي فاكهة أهل النار نفس اسمها بشع [زقوم] أليس اسماً مزعجاً؟ اسم غير مقبول، وهكذا بعض المفردات تكون هي غير مقبولة، حتى لو حاولت أن يكون اسمها لشيء جميل فالاسم لا يركب على هذا المسمى، اسمها بشع. وهي شجرة حقيقية، والله بقدرته سبحانه وتعالى هو القادر على أن يجعل في النار أشجاراً تتغذى على النار، وتثمر ناراً، وتورق نـاراً، ليـس هنـاك مـا يعجز الله سبحانه وتعالى، وإن كان الظالمون قد يجادلـون في هذه، كيف شجرة في جهنم ونحن نعلم أن النار تحرق الأشجار!
من المعلوم أنه هنا في الدنيـا يقال أن بعض الحيوانات جلودها غير قابلة للاحتراق هنا في الدنيا. النار ألم يجعلها الله سبحانه وتعالى برداً وسلاماً على إبراهيم وهي نار قد ملئوا بها وادياً تحرق الطير عندمـا يمر من فوقها، الله الذي خلق النار يستطيع وهو قادر على أن يجعلها برداً فلا تضر إبراهيم، ويستطيع أن يخلق أشجاراً تنمو فعلاً تتغذى على النار كما تتغذى أشجار الدنيا على التربة، والماء، والنور، والهواء.
{إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ} تخرج هي، تنبت، أليس كثيراً من الأشجار هنا في الدنيـا النـاس هم الذين يزرعونها، أهل النار غير مستعدين أن يزرعوا شجرة الزقوم، لكن هي تخرج رغماً عنهم، تنبت لا تحتاج إلـى مُـزارع، {تَخْـرُجُ فِـي أَصْـلِ الْجَحِيمِ} في نفس أرض الجحيم. {طَلْعُهَا}: ثمارها أيضاً بشعة {كَأَنَّهُ رُؤُوسُ الشَّيَاطِينِ} كل شيء في جهنم عذاب، وعذاب حتى معنوي أن تكون ثمرة تلك الشجرة التي هو سيضطر إلى أكلها الجوع يكاد يميته فيضطر إلى أكل ثمار هذه الشجرة ثمرة بشعة طلعها كأنه رؤوس الشياطين. العرب أنفسهم يتخيلون رؤوس الشياطين بشعة، وإلا فنحن لا نشاهد رؤوس الشياطين، وقد تكون حقيقة رؤوس الشياطين شكلها بشع جداً.
{فَإِنَّهُمْ لَآكِلُونَ مِنْهَا فَمَالِئُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ} من شدة الجوع يأكل رغماً عنه من هذه الشجرة الشديدة المرارة التي يقال كما روي في الأثر: أنه لو أن قطرة واحدة من هذه الشجرة شجرة الزقوم وقعت في الأرض لأمرت على أهل الأرض معائشهم! شديدة المرارة جدًا، وهي أيضاً نار هي تغلي في البطن، {فَإِنَّهُـمْ لَآكِلُونَ مِنْهَا فَمَالِئُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ ثُمَّ إِنَّ لَهُمْ عَلَيْهَا لَشَوْبًا مِنْ حَمِيمٍ} الإنسان هنا في الدنيا أليس يتعود على أن يشرب أثناء الطعام؟ يأكل زقوم ثم يشرب حميماً بعده. كما قال أيضاً في آية أخرى يذكر فيها هذه الشجرة أنها نار أيضاً ثمرها نار: {إِنَّ شَجَرَتَ الزَّقُّـومِ طَعَـامُ الْأَثِيـمِ كَالْمُهْـلِ يَغْلِـي فِـي الْبُطُونِ} (الدخان:45) - كالزيت المحترق تغلي في البطن - {كَغَلْيِ الْحَمِيمِ} (الدخان:46). كغلي الماء الساخن جداً.
لأنه هنا في الدنيا عادة ما يضل الإنسان، وما يصرفه عن طاعة الله، ويصرفه عن مواقف الحق، هو ما يقدم إليه من إغراءات من قبل الآخرين، والإغراءات طبعاً قد يكون كثير منها متعلق بقضية الأكل والشراب، وعندما يكون الإنسان نفسه يريد أن يتوفر له الطعام الجيد والشراب الجيد والسكن الجيد ولو كان على حساب دينه فليعرف أنه سيرى تلك متعة قصيرة تنسى، عارضة في حياته ثم نُسِيت ثم سيكون له طعام من هذا النوع.
عندمـا يأتـي حاكـم من الحكام يحكم بالباطل عندما تقدم له[جالوناً] من العسل عندما تقدم له خروفاً، عندمـا تنقلـه إلى بيتـك وتقـدم لـه غـداء دسمًـا فيتعاطف معك فيضيع حق الآخرين مقابل ما أعطيتـه، نقـول لـه هنـا: أنت أضعت الدين، أضعت الحق مقابل طعام وشراب، أنت ستلقى طعاماً وشراباً سيئاً، وإذا كانت تلك وجبة واحدة فإنك ستأكل من ذلك الطعام البشع في اسمه، البشع في منظره، الذي هو يحرق البطن، ستأكله دائماً، دائماً، وجبـة واحـدة تبيع بها الحق، وجبة واحـدة دسمـة تبيع بها دينك، وجبة واحـدة تدخـل في موقف باطل؛ لأنه هنا قدم لـك غـداءً دسمـاً وقدم لك عسلاً. هناك في جهنم ما يجب أن تتأمله، هناك زقوم، وهناك صديد، وهناك حميم.
كأن الله يقول لنا: إذا آثرتم هذا الطعام في الدنيا، وبعتم به دينكم، فإنكم ستجدون طعاماً سيئاً تأكلون منه دائماً، دائماً لا ينقطع أكلكم منه، حينئذٍ يخاف الإنسان.
لأن الله لرحمتـه عندمـا يذكر هذه التفاصيل هو من أجل أن نقارن نحن في الدنيا فنخاف؛ لأنه لا يريد أن ندخل جهنم إلا إذا فرضنا أنفسنا على جهنم رغماً عنهـا، الله لا يريـد لعبـاده أن يدخلـوا جهنـم، يهديهم، يذكرهم، يخوفهم يعرض تفاصيل هذه النار لأجل أن تقارن بينما تسمع من تفاصيلها وبين ما يعرض لك في الدنيا، طعام وشراب
BY التعبئة العامه جبهة باب غلق
Share with your friend now:
tgoop.com/newsghlq/6805