tgoop.com/newsghlq/8573
Last Update:
*★إعلام التعبئة العامة م/الضالع★*
https://www.tgoop.com/+iksKDIcJw4U5OTVk
*دروس من هدي القرآن الكريم*
*🔹ذكرى استشهاد الإمام علي-عليه السلام🔹*
*البرنامج الرمضاني | اليوم الـ 19 – الدرس الثاني*
*ألقاها السيد / حسين بدرالدين الحوثي-رضوان الله عليه*
*بتاريخ 19/رمضان/1423هـ | اليمن - صعدة*
*〰️〰️〰️〰️〰️〰️〰️*
ففي موضوع الشهادة مثلاً، موضوع الشهادة، لقد كان الإمام علي على علم عن رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) يوم أن أخبره بأن لحيته سَتُخْضَب من دم رأسه.
هذا الخبر لو يأتي لشخص منا - ربما - قد يكون مزعجاً، لو يأتي هذا الخبر لشخص منا قد ينظر إلى ما حوله، ينظر إلى أسرته، إلى أولاده، إلى ممتلكاته إلى مظاهر الحياة من حوله فيبدو متأسفاً ويودع نفسه حيناً بعد حين وينتظر متى يخضب دم رأسه لحيته، لكن علياً كان يهمه شيء واحد.
كيـف أجـاب على الرسـول (صلوات الله عليه وعلى آله)؟ قال: ((يا رسول الله أَفِيْ سلامةٍ من ديني؟)) أفي سلامةٍ من ديني يحصل هذا؟ ((قال: نعم. قال: إذاً لا أبالي)) مادام أن ديني سليماً.
الإمـام علـي عندمـا يقول بهذه العبارة يعطينا إشارة مهمة جداً، وكأنه يلحظ من خلال ما يسمع من رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) أنه سيحصل ضلال، يحصل انحراف، تحصل فتن. يهم أي إنسان حريص على سلامة نفسه أن يبحث عن سلامة دينه، وأن يحرص على سلامة دينه.
لو كانت الأمور عند الإمـام علـي (عليه السلام)، في رؤيته - يوم قال لـه الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله) بهذا الكلام - هو أن هذه الرسالة ستمشي بشكل طبيعي، وسيكون الناس كلهم هكذا بشكل صحيح يسيرون جيلاً بعد جيل لما سأل الرسول: ((أفي سلامة من ديني؟)).
ناهيك عما إذا كان قد قال لـه: أن الذي سيقتله هو أشقى هذه الأمـة، أي مـن هـذه الأمـة، وهو من يجلب الشقاء على هذه الأمـة، وشبَّهـه بعاقـر ناقـة ثمود الـذي جلـب الشقـاء على تلـك الأمة فجعلها تستحق عذاباً شديداً من الله، استأصل تلك الأمة بأكملها.
((أفي سلامة من ديني يا رسول الله؟)) ما أحوجنا إلى هذه المشاعر!
تجد الإمام علياً تأكد أيضاً بأنه فعلاً كان قريناً للقرآن، وما يزال قريناً للقرآن، أن هذا هو منطق القرآن نفسه: {يَـا أَيُّهَـا الَّذِيـنَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} (آل عمران: 102) أليس هذا توجيه يحث كل إنسان منا على أن يكون حريصاً على أن يسلم له دينه؟ وأن يكون كل ما يهمه هو أن يسلم له دينه، على الرغم من كل ما يواجهه، على الرغم من أي شيء يمكن أن يواجهه حتى وإن كان خبراً مؤكداً على نحو مـا جـاء لعلـي (صلوات الله عليه): ((ستخضب هذه من هذا)) وأشار إلى لحيته ورأسه؟
ومن خلال هذا نعرف موقعنا نحن من القرآن ومن قرين القرآن، عندما نجد الكثير منا، الغالبية العظمى منا يضحي بدينه من أجل احتمال أن تسلم لـه دنياه، احتمال أن تسلم لـه قدماه ناهيك عن رأسه، أو لاحتمال ألا يبـيت ليلة في سجن من السجون، لاحتمال أن لا يضحي بمبلغ من المال في سبيل إعلاء كلمة ربه، أليس كثير من الناس على هذا النحو؟
كأننا نقول للقرآن نفسه عندما يقول: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أَنْصَارَ اللَّهِ} (الصف: 14) أفي سلامة من دنيانا يا قرآن الله؟ عندما يقول: {وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ} (آل عمران: 104) تمام، لكن هل في سلامة من دنيانا ورؤوسنا وأقدامنا وأيدينا يا كتاب الله؟
إن كل إنسان يتولى علياً، إن كل إنسان مصدق برسول الله (صلوات الله عليه وعلى آلـه) وبكتاب الله يجب أن تكون مشاعره على هذا النحو الذي كان يسيطر على مشاعر علي (عليه السلام): ((أفي سلامةٍ من ديني يا رسول الله؟ قال: نعم: إذاً لا أبالي)).
ولقد كان يقول: ((والله لا أبالي أوقعت على الموت أو وقع الموت عليّ)) إن كل شيء يهمه هو أن يكون هناك السلامة لدينه، فلتخضب دماء رأسه لحيته، وليتقطع إرباً، وليكن ما كان ما دام دينه سالماً لـه.
وهذه هي الرؤية الصحيحة، هـذه هـي السلامـة لمـن يبحث عن السلامة، الإنسان لا يمكن أن يسلم إذا لم يسلم لـه دينه، لا في دنياه ولا في آخرته، ما الذي جعلنا نُظلم؟ ما الذي جعلنا نُقهر ونحن ملايين؟ نمتلك الإمكانيات الكبيرة، نمتلك الجيوش، نمتلك الثروات الضخمة والهائلة في باطن الأرض وظاهرها، نمتلك رقعة استراتيجية مهمة؟ لأن ديننا لم يسلم لنا، فوجدنا أنفسنا لم نسلم من الذل، لم نسلم من القهر، لم نسلم من النهب.
أصبحت هذه الأمة ذليلة، أصبحت مستضعفة، أصبحت مقهـورة؛ لأنهـا لـم تفكـر تفكير قرين القرآن ((أفي سلامةٍ من ديني؟))، وحينها عندما تنطلق لتبحث عن السلامة لنفسك وأنت لا تفكر في أن يسلم لك دينك فلن تسلم نفسك، لن يسلم عِرْضك، لن تسلم كرامتك، وفي الأخير لن تسلم أنت في الآخرة يوم تلقى الله، لن تسلم سوء الحساب، لن تسلم نار جهنم.
BY التعبئة العامه جبهة باب غلق

Share with your friend now:
tgoop.com/newsghlq/8573