tgoop.com/nitharAlaikhtiar/3944
Last Update:
فـي العاصمة، بعيدة عن طفليها الصغار اللذين تركتهما في القرية، ومضى لها وقت وهي على السرير فـي المستشفى، وشعرت بقرب أجلها، فكانت لا تطلب إلّا شيئًا واحدًا، أولادي، فلان وفلانة، أريد رؤيتهما، وسعى الصالحون لإحضار طفليها، فحجزوا وتكفلوا بكل شيء لهما، وصلا بلباسهما الجميل، وفي جوفهما حكايات يريدان إخبار أمهما بها، اللعبة التي انكسرت، والثوب الجديد، وبيتنا من بعدك، والحارة، وأولاد الجيران، يريدان أن يريا الألعاب التي اشترتها أمهما؛
دخلا المستشفى في الصباح بشوق شديد، أين الغرفة؟، وأين ماما؟، يمسكهما بيديهما من شدة السرعة يركضان..تحركهما المشاعر الجياشة للقاء، هو يريد سبق أخته وضم أمه أولًا، وهي تقول: أنا أضمها قبلك!
وبعدما وصلا للغرفة لم يجداها، لقد انتقلت إلى غرفة أخرى، إلى الثلاجة التي يوضع فيها الموتى.. لقد ماتت فجر اليوم..
كان المنظر قاسيًا جدًا، أحد الممرضين تقطعت نفسه من شدة البكاء..
براءة أطفال، ولباس جديد كلباس العيد، وشوق للقاء الأم، وموت؛ خلطة صعبة لا تستطيعها عقول الكبار فضلًا عن طفلين..
هذه القصة حقيقة وليست من نسج الخيـال، وفي البيوت شجون وهموم وقضايا، وقد تكون أنتَ الرحمة لقلب طفل يدرس عندك، وأنتَ العوض عن أب، وأنتِ الأستاذة التي ملأت حياة طفلة، وسلتها وأنستها شيئًا من معاناتها..
قد تكون كلمتك هي المنقذة التي غيرت حياة قانط بائس، وملأت نفسه بالإيجابية والتفاؤل..
وتكون جبرًا لكسر قلب يتيم، وضمادا لجرح نفس مسكين..
ارحموا من في الأرض، ولا تنتظروا من المقابل أن يشرح حاله كي تعرفوها..
كونوا غيثًا ورفقًا ورحمة وابتسامة وسعادة وقلوبًا طيبة تنشر الخير وتبث الروح في الأرواح..
https://www.tgoop.com/nitharAlaikhtiar
BY قناة أ. د. مرضي بن مشوح العنزي
Share with your friend now:
tgoop.com/nitharAlaikhtiar/3944