{لامعبود حق إلا الله}

☀️شرح الأربعين النووية☀️
        
   (  4⃣ )

🔴الحديث الثاني:

📌عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : بَيْنَمَا نَحْنُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ ذَاتَ يَوْمٍ إِذْ طَلَعَ عَلَيْنَا رَجُلٌ شَدِيدُ بَيَاضِ الثِّيَابِ شَدِيدُ سَوَادِ الشَّعْرِ، لَا يُرَى عَلَيْهِ أَثَرُ السَّفَرِ وَلَا يَعْرِفُهُ مِنَّا أَحَدٌ، حَتَّى جَلَسَ إِلَى النَّبِيِّ ﷺ، فَأَسْنَدَ رُكْبَتَيْهِ إِلَى رُكْبَتَيْهِ وَوَضَعَ كفيه على فخذيه وَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ أَخْبِرْنِي عَنِ الْإِسْلَامِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ : «الْإِسْلَامُ أَنَّ تَشْهَدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ وَتُقِيمَ الصَّلَاةَ وَتُؤْتِيَ الزَّكَاةَ وَتَصُومَ رَمَضَانَ وَتَحُجَّ الْبَيْتَ إِنِ اسْتَطَعْتَ إِلَيْهِ سَبِيلًا» قَالَ: صَدَقْتَ، فَعَجِبْنَا لَهُ يَسْأَلُهُ وَيُصَدِّقُهُ.
قَالَ: فَأَخْبِرْنِي عَنِ الْإِيمَانِ قَالَ: «أَنْ تُؤْمِنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ، وَتُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ» قَالَ: صَدَقْتَ، فَأَخْبَرَنِي عَنِ الْإِحْسَانِ قَالَ: «أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ» قَالَ: فَأَخْبِرْنِي عَنِ السَّاعَةِ قَالَ: «مَا الْمَسْئُولُ عَنْهَا بِأَعْلَمَ مِنَ السَّائِلِ» قَالَ: فَأَخْبِرْنِي عَنْ أَمَارَاتِهَا قَالَ: «أَنْ تَلِدَ الْأَمَةُ رَبَّتَهَا، وَأَنْ تَرَى الْحُفَاةَ الْعُرَاةَ الْعَالَةَ رِعَاءَ الشَّاءِ يَتَطَاوَلُونَ فِي الْبُنْيَانِ» قَالَ: ثُمَّ انْطَلَقَ فَلَبِثْتُ مَلِيًّا ثُمَّ قَالَ لِي: «يَا عُمَرُ أَتَدْرِي مَنِ السَّائِلُ»؟ قُلْتُ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ قَالَ: «فَإِنَّهُ جِبْرِيلُ أَتَاكُمْ يُعَلِّمُكُمْ دِينَكُمْ».
💥توجيهات وفوائد :

🔹  الإيمان هو الإقرار والاعتراف المستلزم للقبول والإذعان ، وليس مجرد اعتقاد القلب بل لابد أن يتبع ذلك العمل ، وأبو طالب لم ينفعه إقراره بصدق النبي ﷺ لأنه لم يقبل ماجاء به ولم يُذعن له ولم يُتابعه.
🔹 الإيمان بالله تعالى يستلزم الإيمان بانفراده بالربوبية فهو وحده الرب المدبر ، وانفراده بالألوهية فهو وحده الذي يُعبَد ، ونؤمن بأن له أسماء وصفات على الوجه اللائق به من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل ، وأن يسعنا ما وسع السلف الصالح فلا نتعمق في باب الأسماء والصفات ولا نسأل فيما لاحاجة لنا به.
🔹 سُئل الإمام مالك عن قول الله ( الرحمن على العرش استوى) فأطرق برأسه وجعل يتصبب عرقاً من ثقل ما ألقي عليه ثم رفع رأسه وقال كلمته المشهورة : ( الاستواء غير مجهول ، والكيف غير معقول ، والإيمان به واجب ، والسؤال عنه بدعة).
🔹كان رسول اللهﷺ يستفتح صلاة الليل بقوله : " اللهم رب جبريل وميكائيل وإسرافيل " وهؤلاء ملائكة وُكِّل كل واحد منهم بحياة : فجبريل موكل بالوحي وهو حياة القلوب ، وميكائيل موكل بالمطر وهو حياة الأرض ، وإسرافيل موكل بالنفخ بالصور وهو حياة الناس الحياة الأبدية .
🔹سُمي إبراهيم عليه السلام بـ " خليل الله " والخلة أعظم أنواع المحبة ، لأنه امتثل أمر الله بذبح ابنه اسماعيل عليه السلام ، مما يدل على أن محبة الله في قلبه أعظم من محبته لولده.
🔹القدر ليس فيه شر ، وإنما الشر في المقدور ، فقضاء الله صادر من رحمة وحكمة ، وهذه المصائب من مرض أوفقر وغيرها وإن كانت شر في ظاهرها فمآلها إلى خير.
🔹قدَّر الله الشر ليعرِف الناس الخير ، وحتى يلجأوا إلى الله تعالى ويتوبوا إليه ، وإذا رضي الإنسان بالقدر اطمأنت نفسه واستراح من الحزن والهم.
🔹 ينبغي للعبد أن يستحضر مراقبة الله له ، وهذا يوجب الخوف والخشية والتعظيم ، وبذل الجهد في العبادة لتحسينها وإتمامها .
🔹كلمة " الله ورسوله أعلم " لا تقال إلا فيما عَلِمه النبي ﷺ ، أما مالم يعلمه فإنها لا تقال فيه.

الشرح لابن عثيمين رحمه الله.

https://www.tgoop.com/nooora431

      ◈ ◈ ◈ ◈ ◈

Telegram

{لامعبود حق إلا الله}

عقيدة،أحكام،سنن،فوائد

www.tgoop.com/nooora431/34040

359 viewsJul 6 at 11:11

☀️شرح الأربعين النووية☀️
        
   (  4⃣ )

🔴الحديث الثاني:

📌عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : بَيْنَمَا نَحْنُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ ذَاتَ يَوْمٍ إِذْ طَلَعَ عَلَيْنَا رَجُلٌ شَدِيدُ بَيَاضِ الثِّيَابِ شَدِيدُ سَوَادِ الشَّعْرِ، لَا يُرَى عَلَيْهِ أَثَرُ السَّفَرِ وَلَا يَعْرِفُهُ مِنَّا أَحَدٌ، حَتَّى جَلَسَ إِلَى النَّبِيِّ ﷺ، فَأَسْنَدَ رُكْبَتَيْهِ إِلَى رُكْبَتَيْهِ وَوَضَعَ كفيه على فخذيه وَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ أَخْبِرْنِي عَنِ الْإِسْلَامِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ : «الْإِسْلَامُ أَنَّ تَشْهَدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ وَتُقِيمَ الصَّلَاةَ وَتُؤْتِيَ الزَّكَاةَ وَتَصُومَ رَمَضَانَ وَتَحُجَّ الْبَيْتَ إِنِ اسْتَطَعْتَ إِلَيْهِ سَبِيلًا» قَالَ: صَدَقْتَ، فَعَجِبْنَا لَهُ يَسْأَلُهُ وَيُصَدِّقُهُ.
قَالَ: فَأَخْبِرْنِي عَنِ الْإِيمَانِ قَالَ: «أَنْ تُؤْمِنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ، وَتُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ» قَالَ: صَدَقْتَ، فَأَخْبَرَنِي عَنِ الْإِحْسَانِ قَالَ: «أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ» قَالَ: فَأَخْبِرْنِي عَنِ السَّاعَةِ قَالَ: «مَا الْمَسْئُولُ عَنْهَا بِأَعْلَمَ مِنَ السَّائِلِ» قَالَ: فَأَخْبِرْنِي عَنْ أَمَارَاتِهَا قَالَ: «أَنْ تَلِدَ الْأَمَةُ رَبَّتَهَا، وَأَنْ تَرَى الْحُفَاةَ الْعُرَاةَ الْعَالَةَ رِعَاءَ الشَّاءِ يَتَطَاوَلُونَ فِي الْبُنْيَانِ» قَالَ: ثُمَّ انْطَلَقَ فَلَبِثْتُ مَلِيًّا ثُمَّ قَالَ لِي: «يَا عُمَرُ أَتَدْرِي مَنِ السَّائِلُ»؟ قُلْتُ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ قَالَ: «فَإِنَّهُ جِبْرِيلُ أَتَاكُمْ يُعَلِّمُكُمْ دِينَكُمْ».
💥توجيهات وفوائد :

🔹  الإيمان هو الإقرار والاعتراف المستلزم للقبول والإذعان ، وليس مجرد اعتقاد القلب بل لابد أن يتبع ذلك العمل ، وأبو طالب لم ينفعه إقراره بصدق النبي ﷺ لأنه لم يقبل ماجاء به ولم يُذعن له ولم يُتابعه.
🔹 الإيمان بالله تعالى يستلزم الإيمان بانفراده بالربوبية فهو وحده الرب المدبر ، وانفراده بالألوهية فهو وحده الذي يُعبَد ، ونؤمن بأن له أسماء وصفات على الوجه اللائق به من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل ، وأن يسعنا ما وسع السلف الصالح فلا نتعمق في باب الأسماء والصفات ولا نسأل فيما لاحاجة لنا به.
🔹 سُئل الإمام مالك عن قول الله ( الرحمن على العرش استوى) فأطرق برأسه وجعل يتصبب عرقاً من ثقل ما ألقي عليه ثم رفع رأسه وقال كلمته المشهورة : ( الاستواء غير مجهول ، والكيف غير معقول ، والإيمان به واجب ، والسؤال عنه بدعة).
🔹كان رسول اللهﷺ يستفتح صلاة الليل بقوله : " اللهم رب جبريل وميكائيل وإسرافيل " وهؤلاء ملائكة وُكِّل كل واحد منهم بحياة : فجبريل موكل بالوحي وهو حياة القلوب ، وميكائيل موكل بالمطر وهو حياة الأرض ، وإسرافيل موكل بالنفخ بالصور وهو حياة الناس الحياة الأبدية .
🔹سُمي إبراهيم عليه السلام بـ " خليل الله " والخلة أعظم أنواع المحبة ، لأنه امتثل أمر الله بذبح ابنه اسماعيل عليه السلام ، مما يدل على أن محبة الله في قلبه أعظم من محبته لولده.
🔹القدر ليس فيه شر ، وإنما الشر في المقدور ، فقضاء الله صادر من رحمة وحكمة ، وهذه المصائب من مرض أوفقر وغيرها وإن كانت شر في ظاهرها فمآلها إلى خير.
🔹قدَّر الله الشر ليعرِف الناس الخير ، وحتى يلجأوا إلى الله تعالى ويتوبوا إليه ، وإذا رضي الإنسان بالقدر اطمأنت نفسه واستراح من الحزن والهم.
🔹 ينبغي للعبد أن يستحضر مراقبة الله له ، وهذا يوجب الخوف والخشية والتعظيم ، وبذل الجهد في العبادة لتحسينها وإتمامها .
🔹كلمة " الله ورسوله أعلم " لا تقال إلا فيما عَلِمه النبي ﷺ ، أما مالم يعلمه فإنها لا تقال فيه.

الشرح لابن عثيمين رحمه الله.

https://www.tgoop.com/nooora431

      ◈ ◈ ◈ ◈ ◈

BY {لامعبود حق إلا الله}