tgoop.com/nshralelm/5956
Last Update:
خطبة جمعة بعنوان:*وابل الغمامة في بيان أن الخوف من الله سبب الأمن يوم القيامة*
لشيخنا المبارك أبي بكر الحمادي حفظه الله ورعاه
سجلت بتاريخ ٦جمادى الأولى ١٤٤٦ه
مسجد الفاروق إب اليمن حفظها الله وسائر بلاد المسلمين
إن الْحَمْدُ للهِ نَحْمَدُه ونستعينُه ، ونستغفرُه ، ونعوذُ باللهِ من شرورِ أنفسِنا ، ومن سيئاتِ أعمالِنا ، مَن يَهْدِهِ اللهُ فلا مُضِلَّ له ، ومَن يُضْلِلْ فلا هادِيَ له ، وأشهدُ أن لا إله إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له ، وأشهدُ أنَّ مُحَمَّدًا عبدُه ورسولُه .
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ}[ آل عمران : 102] .
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًاكَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا}[ النساء : 1 ]
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا}[الأحزاب : 70 ،71].
أما بعد : فإن أصدق الحديث كلام الله، وخير الهدي هدي رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة.
روى ابن حبان في صحيحه والبيهقي في الشعب وفي الآداب، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، عن ربه عز وجل أنه قال:" وعزتي وجلالي لا أجمع لعبدي أمنين وخوفين، إن خافني في الدنيا أمنته يوم القيامة، وإن آمنني في الدنيا أخفته يوم القيامة.
فربنا سبحانه وتعالى في هذا الحديث القدسي أقسم بعزته وبجلاله أنه لا يجمع لعبده بين أمن وخوف في الدنيا وفي الآخرة، لا يجمع له بين أمن وخوف في الدنيا والآخرة، فإن كان خائفا من ربه سبحانه وتعالى في الدنيا أمنه الله عز وجل يوم القيامة، وإن كان آمنا في الدنيا من ربه عز وجل وغير خائف من ربه سبحانه وتعالى أخافه الله سبحانه وتعالى يوم القيامة، فالواجب على العباد أن يخافوا ربهم عز وجل، فإن الخوف من الله سبحانه وتعالى هو سبب الأمان، الخوف من رب العالمين سبحانه وتعالى هو سبب الأمان في الدنيا وفي الآخرة، تأمن من عذاب الله عز وجل في الدنيا، وتأمن من عذاب الله عز وجل إذا انتقلت إلى الدار الآخرة، تأمن من عذاب الله عز وجل في الحياة البرزخية، وتأمن من عذاب الله عز وجل إذا بعثت وكنت بين يدي ربك سبحانه وتعالى في يوم العرض عليه في يوم البعث والنشور في يوم الحشر، وهكذا تأمن بعد ذلك فإن مأل الخائفين إلى دار الأمان، ادخلوها بسلام آمنين، فمن كان خائفا من ربه سبحانه وتعالى في الدنيا أمنه الله سبحانه وتعالى يوم القيامة، وأدخله دار الأمان وهي الجنة، قال سبحانه وتعالى في كتابه الكريم:{وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ (46) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (47)}[الرحمن:47،46]
من كان خائفا في الدنيا من لقاء ربه ومن الوقوف بين يديه في الآخرة فإن الله سبحانه وتعالى يمن عليه بجنتين، قال بعض العلماء : جنة لتركه للمحرمات، والجنة الأخرى لقيامه بالواجبات، فلما كان ذلك العبد خائفا من الله سبحانه وتعالى ودعاه خوفه من ربه سبحانه وتعالى أن يؤدي الواجبات التي أوجبها الله سبحانه وتعالى عليه ودعاه خوفه من ربه سبحانه وتعالى أن يترك المحرمات التي نهاه عنها ربه عز وجل فله جنتان، ولمن خاف مقام ربه جنتان فبأي آلاء ربكما تكذبان، فالجنة جعلها الله سبحانه وتعالى لعباده الخائفين،{وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَىٰ (40) فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَىٰ (41)}[النازعات:40،41].
فالخائف الذي ابتعد عن هواه الذي خاف من ربه سبحانه وتعالى ومن لقائه وابتعد عن هواه وحكم شريعة ربه سبحانه وتعالى في ظاهره وباطنه فمأواه الجنة دار الأمان، إذن من خاف ربه سبحانه وتعالى في الدنيا أمنه الله سبحانه وتعالى إذا انتقل إليه،{إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ (30) نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ ۖ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ (31) نُزُلًا مِّنْ غَفُور رَّحِيمٍ (32)}[فصلت:31،32].
BY قناة نشر العلم والخير والفتوى الشرعية
Share with your friend now:
tgoop.com/nshralelm/5956