tgoop.com/nshralelm/5958
Last Update:
عليك، أتأمن مكر الله عز وجل، آدم جعله الله نبيا، واصطفاه الله سبحانه وتعالى بأن خلقه بيده وأسجد الله له ملائكته وعلمه أسماء كل شيء منّ عليه بهذه المكرمات والفضائل أكل لقمة محرمة حرمها الله سبحانه وتعالى عليه فأنزله الله سبحانه وتعالى إلى الأرض، أهبطه الله إلى الأرض بلقمة واحدة مع شرفه ومع كرمه ومع علو منزلته خلقه الله بيده وأسجد له ملائكته وعلمه أسماء كل شيء، كيف تأمن مكر الله عز وجل وأنت في غاية البعد عن ربك سبحانه وتعالى، أين أنت من آدم عليه الصلاة والسلام من قربه من ربه عز وجل ومع هذا حصل له ما حصل فكيف تأمن أنت من مكر الله عز وجل ولا تخاف ربك سبحانه وتعالى، يونس عليه الصلاة والسلام اصطفاه الله عز وجل لرسالته ونبوته اختاره الله وشرفه وأكرمه بالرسالة والنبوة حصلت منه تلك الزلة التي ذكرها رب العالمين سبحانه وتعالى حين ذهب وترك قومه ولم يأمره الله سبحانه وتعالى بترك قومه فحصل له ما حصل من أن ألتقمه الحوت كما ذكر ذلك ربنا سبحانه تعالى{فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ (143) لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ (144)}[الصافات:143،144].
لكنه كان من المسبحين، فجازاه الله سبحانه وتعالى بحسن عمله السابق كان من المسبحين قال بعض العلماء : كان من المصلين، من المكثرين للصلاة لله عز وجل، فكان من العابدين ومن المصلين حصلت منه تلك الزلة فحصل له ما حصل من ربه سبحانه وتعالى وهو نبي كريم ورسول من رسل الله عز وجل فكيف بك يا من ربما لا تصلي إلا من الجمعة إلى الجمعة، أو من رمضان إلى رمضان وأنت من الغافلين عن رب العالمين سبحانه وتعالى ومع هذا تأمن من مكر الله عز وجل، أفأمنوا مكر الله فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون.
أسأل الله سبحانه وتعالى أن يغفر لنا ذنوبنا أجمعين إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله، نحمده تعالى ونسعينه ونسغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، معاشر المؤمنين معاشر المسلمين: يقول ربنا سبحانه وتعالى في كتابه الكريم:{أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ ۚ فَلَا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ (99)}[الأعراف:99].
إياك أن تغتر بنفسك أو تغتر بعملك أو تغتر بإمهال الله لك بعدم مبادرة الله عز وجل لك بالعقوبة فتستمر في معصية الله وتكون من الغافلين وتترك فرائض الله التي افترضها الله سبحانه وتعالى عليك أعلم أن الله سبحانه وتعالى شديد العذاب، وشديد الانتقام
:{وَكَذَٰلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَىٰ وَهِيَ ظَالِمَةٌ ۚ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ (102)هود:102].
قال:{نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (49) وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الْأَلِيمُ (50)}[الحجر:49،50].
لا تغتر لمغفرة الله وتنسى شدة بطش الله عز وجل، قال سبحانه وتعالى :{فَيَوْمَئِذٍ لَّا يُعَذِّبُ عَذَابَهُ أَحَدٌ (25) وَلَا يُوثِقُ وَثَاقَهُ أَحَدٌ (26)}[الفجر:25،26].
ليس هنالك أشد عذابا من عذاب الله عز وجل ولا من قيده، فلا تغتر بنفسك ولا بعملك وكن خائفا من ربك سبحانه وتعالى إن أردت الأمن من عذاب الله، إن أردت الأمن من عذاب الله فكن خائفا مراقبا لله عز وجل في هذه الحياة الدنيا، أدخل الله سبحانه وتعالى امرأة النار في قطة حبستها، قطة حبستها لا هي أطعمتها إذ هي حبستها ولا تركتها تأكل من خشاش الأرض، منعتها قوتها منعت قطة قوتها ظلمت قطة فأدخلها الله سبحانه وتعالى النار، فكيف بمن يظلم يظلم الصالحين، ويظلم المؤمنين، ويظلم عباد الله المتقين، كيف من يظلم الناس في أقواتهم، ويظلم الناس في دمائهم، ويظلم الناس في أعراضهم، وينتهك الحرامات العظام في حق عباد الله عز وجل ألا يخاف الله سبحانه وتعالى، ألا يخاف عذاب الله سبحانه وتعالى، الرجل ربما يتكلم بالكلمة الواحدة لا يلقي لها بالاً فيرمى في نار جهنم أبعد ما بين المشرق والمغرب، كما جاء في الصحيح من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي عليه الصلاة والسلام إن الرجل يتكلم بالكلمة ما يتبين فيها فيهوي بها في النار أبعد ما بين المشرق والمغرب، كلمة واحدة تتلفظ بها تهوي في نار جهنم وأنت تأمن من مكر الله عز وجل وتأمن من عذاب الله وتظن أنك من الناجين الفائزين وما تدري ما مآلك إذا انتقلت إلى ربك سبحانه وتعالى، لا تأمن مكر الله ولا تأمن من عذاب الله، رجل قال لأخيه والله لا يغفر الله لفلان،
فلما انتقل إليه واجتمعا بين يديه قال الله سبحانه وتعالى له : من ذا الذي يتألى علي أني لا أغفر لفلان قد غفرت له وأحبطت عملك، بكلمة قالها خسر الدنيا والآخرة فكيف تأمن مكر الله عز وجل، لا يأمن مكر الله إلا من كان من الخاسرين، ولا يخاف ربه سبحانه وتعالى إلا من كان من السعداء الفائزين، وفي الحديث القدس الذي قرأناه
BY قناة نشر العلم والخير والفتوى الشرعية
Share with your friend now:
tgoop.com/nshralelm/5958