tgoop.com/omahone/100
Last Update:
وحدة الأمة
بين الأمير صديق خان
والخليفة السلطان عبدالحميد الثاني
كتاب (العبرة بما جاء في الغزو والهجرة) للعلامة الأمير المحدث صديق حسن خان نائب ملكة بهوبال في الهند وفي كتابه هذا يحث الأمة ويوجب عليها نصرة الخلافة العثمانية وطاعة السلطان عبدالحميد حين دعا للنفير العام في حرب البلقان ١٨٧٨م لمواجهة الحملة الصليبية ليؤكد وحدة الأمة سياسيا مهما اختلفت مذاهبها ومدارسها وبلدانها - حيث كان الأمير صديق خان أشهر دعاة المدرسة السلفية في الهند وأبرز رعاتها، وكان السلطان عبدالحميد يرعى في المقابل الطرق الصوفية - فالإسلام يعلو على كل عصبية ولا يعلى عليه .
وهذا الموقف هو ما كان عليه عامة علماء الأمة آنذاك الذين أفتوا جميعا بوجوب نصرة الخلافة في الحرب العالمية الأولى وشاركوا في الدفاع عنها وتحريض الأمة على نصرتها كما فعل علامة العراق السيد محمود شكري الألوسي والعلامة محمد الأمين فال الخير الشنقيطي والسيد محمد رشيد رضا وغيرهم من علماء المدرسة السلفية.
وقد منح السلطان عبد الحميد الوسام المجيدي للعلامة صديق خان اعترافا بدعمه ودعم زوجته ملكة بهوبال للخلافة.
وقد اتهمته بريطانيا في الهند على التحريض ضدها في كتبه ورسائله وتعرض لمحنة كبرى وعزل من مناصبه في مملكة بهوبال وأخضع للإقامة الجبرية بأمر المحتل البريطاني حتى منعت زوجته ملكة بهوبال من الاتصال به، وكان قد نعى حال المسلمين بعد زوال دولة الإسلام في الهند بعد ثورة السيبوي، فقال في "لقطة العجلان" (ص ٢٣٠) :(حال مملكة الهند في هذا العصر : وهو آخر المائة الثالثة عشر من سني الهجرة، منذ ذهبت منها دولة الإسلام، واندرست معالم ملوكها وسلاطينها العظام، وصارت تلك الدولة بأيدي البريطانية، أعني الإنجليز، وإذا تبدلت الأحوال جملة، فكأنما تبدل الخلق من أصله، وتحول العالم بأسره، وكأنه خلقٌ جديد، ونشأة مستأنفة، وعالم محدث).
وقد توقف صديق خان كما كثير من علماء الهند عن المشاركة في ثورة السيبوي لأنها لم تكن إسلامية كثورة الشهيد أحمد عرفان، بل كانت ثورة من عساكر بريطانيا الهنود على ضباطهم لمظالم أرادوا من المحتل البريطاني إزالتها وقد ضغطوا على السلطان بهادر مظفر للإعلان عن الثورة مع رفضه لها في البداية لمعرفته بعواقبها وبعدم قدرته على مواجهة بريطانيا حينها فكان في موافقته لهم نهاية دولة الإسلام في الهند وإلى اليوم وهو ما كان يخشاه أكثر علمائها .
وقد قال صديق خان عن هذه الثورة في كتابه "الإذاعة" وكان حينها شابا له ٢٥ سنة (وقد فعلت مثل ذلك في زمن الفساد الذي وقع في إقليم الهند بين عساكر الإفرنج وحكامهم في سنة 1372هـ الموافق 1857م وابتلي ناس كثير به، وسمّوه الجهاد، ولم توجد شروطه، ولم يكن على منهاج الشريعة الحقة، وانتدب لطلب الملك والرياسة).
فهو يراه قتالا بين عساكر بريطانيا الهنود وقادتهم من ضباطها، ولا علاقة للإسلام بهذه الثورة التي كانت نهايتها وخيمة على دولة الإسلام في الهند، وسببا في سقوطها وسيطرة بريطانيا بعدها على المسلمين بشكل كامل .
فقال في كتابه "إكليل الكرامة" (اللهم إنك تعلم كوننا في هذه المائة الثالثة عشرة التي ذهبت بكل خير، وجاءت بكل شر، ومذ فتحنا عيننا لم نر إلا شيناً وريناً، ووقعنا في ناس جاهلين، وقوم عن الدين ناكبين، وخلقنا في زمان ليس علينا فيه سلطان أحد من المسلمين، وإنما نحن الأسارى في أيدي الفجرة الكفرة الجبابرة الظالمين، لا نقدر على شيء، ولا نعرف سبيلاً إلى خروج).
وكان صديق خان قد تصدى لدعوة السير أحمد خان فقال في "لقطة العجلان" ص ١٩١ (نبغت فرقة لعهدنا هذا في مملكة الهند، تقول بالملة النيجيرية (الطبيعية) وَتَنصر النصَارى، وتخذل المسلمين، بأدلة واهية، وشكوك شيطانية، وحجج داحضة، ولها دعاة في ديارهم يدعون ضعفاء العقول وسفهاء الأحلام إِلى قبول قولها وتحسين فعلها).
وقال أيضا في كتابه "الإذاعة" : (ومنهم رجل أصله من بلدة كشمير ونشأ هو في بلدة دلهي، وتوسل بالنصارى حكام الهند اليوم يسمى بسيد أحمد خان أوجد ملة جديدة سماها “نيجرية” ينكر وجود الملائكة والشياطين ويحرف معاني نصوص الكتاب والسنة).
﹎﹎﹎﹎﹎
@DrHAKEM
BY مؤتمر الأمة
Share with your friend now:
tgoop.com/omahone/100