tgoop.com/omahone/105
Last Update:
الشام الجديد
والفرصة السانحة
بقلم أ د حاكم المطيري
الأمين العام لمؤتمر الأمة
يتشكل اليوم في المشرق العربي "الشام الجديد" بوجهه الإسلامي المشرق حريةً وتسامحًا ورحمةً على أنقاض #سوريا سايكس بيكو ومشروعها القومي الجاهلي الذي ملأ أرضها طغيانا واستبدادا وإجراما وفسادا!
فالشام الجديد هو أول دولة في العالم العربي - منذ سقوط الخلافة العثمانية ١٩٢٤ وحتى ٢٠٢٤ - تتأسس بإرادة الأمة وشعوبها، وتعبر عن هويتها الإسلامية، بعد ثورة تاريخية كبرى شاركت الأمةُ كلها فيها الشعبَ السوري إمدادا وإعدادا وإسنادا، فشارك فيها المسلمون من مشارق الأرض ومغاربها بأموالهم وإعلامهم في نصرة شعبها، وشارك فيها المجاهدون العرب والترك والقوقاز وغيرهم بأرواحهم واختلطت على ثراه الطاهر دماؤهم، فانهارت الحدود والسدود المصطنعة بين المسلمين - التي فرضتها الحملة الصليبية منذ احتلت العالم الإسلامي - فعاد الشام من جديد كما كان عبر تاريخه منذ الفتح الإسلامي، بلدا إسلاميا لكل مكونات الأمة فيه من العرب والترك والكورد وغيرهم، بعد أن حوله سايكس بيكو لبلد قومي عربي جاهلي فاصل بين العالمين العربي (٥٠٠ مليون) والتركي (٢٠٠ مليون)، فكانت سوريا طوال قرن كامل أسفينا وسدا منيعا بين العرب والترك كما أراده سايكس بيكو لها!
وقد عاد الشام اليوم مرة أخرى حلقة الوصل بين العالمين العربي والتركي، وهي فرصة تاريخية للأمة وشعوبها للخروج من الطوق القومي الجاهلي - الذي طوقتهم به الحملة الصليبية منذ الحرب العالمية الأولى - إلى رحابة أخوة الإسلام ونظامه السياسي الإسلامي، وكما للجغرافيا السياسية أحكامها التي تفرض نفسها على الدول، وكلما أحسنت استثمار موقعها الجغرافي سياسيا واقتصاديا على أفضل وجه كان النجاح حليفها، فكذلك للديمغرافيا السياسية أحكامها، حيث تتمتع سوريا الشام بموقع جيوسياسي وديمغرافي يجعلها حلقة الوصل الأهم بين الحزامين العربي جنوبا من موريتانيا إلى عمان، والتركي شمالا من تركستان إلى البلقان، ليربط الشام من جديد بين الحزامين جغرافيا وديمغرافيا، حيث تتشكل فيه سكانيا أكثرية عربية تربطه في محيطه وعالمه العربي، وأكثرية سنية تربطه بمحيطه وعالمه الإسلامي التركي والكردي، وهي القوميات الثلاث الأبرز في منطقة الأناضول والشام التي استطاعت بوحدتها منذ صهرها الإسلام ووحدها في ظل الخلافة أن تحرر المشرق الإسلامي من كل الحملات الفرنجية والصليبية وتحرر القدس و المسجد الأقصى..
BY مؤتمر الأمة
Share with your friend now:
tgoop.com/omahone/105