tgoop.com/ommatikra2/1522
Last Update:
«فلنذهب يا ولدي» قالها عبد المطلب، وهو يشد على يد فتاه برضا وحرارة وحنان. بادله عبد الله الشد، فربط على يد أبيه في حب ووداد، وانصرف معه صابرا مستسلما.
التفت عبد المطلب إلى ابنه، وهما يخفان من الحرم بغبطة وبهجة، فقال في هزل وجد: لقد كلفتنا غاليا، ألا ترى ذلك!؟
بدت على عبد الله بوادر الأسف والندم، فقال: يعز عليّ يا أبتاه شقاؤك من أجلي، لقد غاليت في الفداء، وطبت نفا عن عريض المال؛ فمئة من الأبل حصيلة أتعاب خمسين عاما!
جد عبد المطلب هذه المرة وقال: بجلالة الذي نفس أبيك بقبضته، لئن كان القدح يخرج على كل ما أملك، لكنت أبذله على الرحب والسعة في سبيلك. لا بأس يا ولدي، فالواهب قد استلب ما أعطى ووهب. فيكم البركة يا أولادي، فأنتم رأس مالي. لم يكن يقلقني إلا نقض العهد، أو الغش في الوفاء بالنذر.
من نافلة القول ما نطق به عبد المطلب آنها ؛ فمكة وعبد الله على يقين من إيمانه وثباته واستقامته على العهد.
إذ إن عبد المطلب طيلة حياته المشرقة لم يأب التضحية والفداء بأنفس النفائس في سبيل الآخرة والوفاء بالعهد.
لم يشأ عبد المطلب أن يعكر صفو تلك اللحظات وعذوبتها يمر الأحاديث وحالك الذكريات وكل ما يدفع إلى الضجر والملل فبادر إلى ابنه بالقول: ولدي الماضي مضى، وأبوك الآن لا يكن إلا البشاشة والسرور، ولا يستشعر إلا الحمد والثناء. فلا تفكر إلا بقادم الأيام وحلاوتها، فگر في آمنة وزواجك منها...
فقد سبق أن بعثت ساعي الخير إلى وهب. وهو الآن وزوجته برة مع كبار بني زهرة في انتظارنا.
سيجهز إخوتك بعد النحر لوليمة العرس شعب هاشم.
اندفع الدم في صفحته الطرية، فربت عبد المطلب على کاهله، فارتسمت على وجه عبد الله ابتسامة عذبة عريضة.
ها هو اليتيم بعين الله📖
BY أمّة إقرأ تقرأ📖
Share with your friend now:
tgoop.com/ommatikra2/1522