tgoop.com/ooooqb/31275
Last Update:
### الفصل الأول: لقاء في المحطة
كانت الليلة باردة والساعة تقترب من منتصف الليل عندما وصلت إلى محطة الحافلات المهجورة. الظلام كان يلف المكان، والصمت لم يُعكر صفوه سوى صوت الرياح الباردة. كنت قد قررت العودة إلى مدينتي بعد زيارة طويلة، وجلست على المقعد الوحيد في المحطة، منتظرًا وصول الحافلة.
لم أكن وحدي. على المقعد المجاور، كان يجلس شاب في منتصف العشرينات، يبدو عليه التعب والحزن. عيناه الشاردتان كانتا تركزان على نقطة بعيدة في الأفق، وكأنهما تبحثان عن شيء أو شخص.
قررت أن أكسر الصمت وسألته: "من تنتظر؟ لم أرَ أي سيارة تمر هنا منذ فترة طويلة. أليس من الغريب أن تكون هنا في هذا الوقت المتأخر؟"
التفت إليّ ببطء، وعيناه مملوءتان بالحزن، ثم قال بصوت هادئ ومتحشرج: "لا أنتظر أحدًا. أنا هنا فقط لأودع الراحلين. لا أبحث عن وجهة، فقط أراقب الرحيل."
استغربت من رده، ولكنني شعرت بصدق كلماته. "ألا تسكن هنا؟" سألته.
أجاب: "أحيانًا أأتي إلى هنا. أحب أن أرى أعين المسافرين عند رحيلهم. هناك شيء يريحني في مراقبة الناس وهم يغادرون."
زاد فضولي وسألته: "هل يمكنك أن تحكي لي سبب ذلك؟"
ابتسم ابتسامة حزينة وقال: "هل لديك حلم ما؟"
أجبته: "نعم، جميعنا نملك أحلامًا. سيارة، منزل، أن نكون أثرياء أو علماء... الجميع لديه أحلام."
هز رأسه نفيًا وقال: "لا أقصد ذلك. أقصد شيئًا تتمسك بالحياة من أجله. شخصًا يجعل الحياة تستحق العيش."
حاولت الإجابة، لكن كلماته أصابتني في الصميم. لم يعطني فرصة للرد، فقد استمر في الحديث: "تخيل نفسك في الخامسة عشرة من عمرك، تجد نفسك تحب شخصًا دون أن تدرك معنى هذه المشاعر. بالتدريج، تجد نفسك تفقد القدرة على تحمل الحياة دونه."
صمت قليلاً، ثم تابع: "كنت في ذلك العمر، وكنت أحب فتاة تعيش بالقرب منا. لم أكن أفهم مشاعري في ذلك الوقت، ولكنها كانت تملأ حياتي ببهجة لا توصف. كانت تخرج من منزلها مسرعة إلى دار جارتها، وكنت أحب رؤيتها حتى لو كانت بضع ثوان."
كانت كلماته مليئة بالحنين والأسى. حاولت أن أواسيه، ولكن قبل أن أتمكن من ذلك، نظر إلى ساعته واستأذن للرحيل: "يبدو أن الوقت قد تأخر، يجب أن أذهب الآن. شكرًا على الاستماع."
ترك ورقة صغيرة على المقعد، ثم اختفى في الظلام. أخذت الورقة ووضعتها في جيبي دون أن أنظر إليها.
في اليوم التالي، بينما كنت أفكر في حديثه، تذكرت الورقة. فتحتها بحذر ووجدت رقم هاتف مكتوبًا بخط يد متقن، وتحت الرقم اسم "إيثان".
---
BY ضلال ضائعة
Share with your friend now:
tgoop.com/ooooqb/31275