tgoop.com/ooooqb/31277
Last Update:
### الفصل الثالث: أسرار الماضي
مرت الأيام بسرعة، ولم أستطع التوقف عن التفكير في إيثان وكلماته الغامضة. قررت أن ألتقي به مرة أخرى، لعلي أستطيع فهم أعمق لقصته. تواصلت معه وحددنا موعدًا جديدًا في نفس المقهى.
في الموعد المحدد، وصلت إلى المقهى مبكرًا وجلست في نفس الزاوية التي جلسنا فيها في اللقاء السابق. دقائق مرت قبل أن أرى إيثان يدخل، بابتسامته الهادئة ونظراته الشاردة.
جلسنا وبدأنا الحديث عن الأمور العادية، عن الطقس والأخبار اليومية. ثم قررت أن أخطو خطوة نحو كشف الغموض: "إيثان، تحدثت في المرة الماضية عن الرحيل والألم. أريد أن أفهم أكثر. لماذا تعيش كل هذه المشاعر العميقة؟"
تنهد إيثان وقال: "ليس من السهل الحديث عن الماضي. هناك أشياء أتمنى لو أنني أستطيع نسيانها، لكن لا يمكنني."
شعرت بأنه بحاجة إلى من يصغي إليه، فقلت: "أحيانًا يكون التحدث عن الأشياء الصعبة بداية للشفاء. أنا هنا لأستمع."
نظر إلي إيثان بعمق ثم قال: "كانت هناك فتاة. أحببتها منذ كنا صغارًا، لكن الأمور لم تسر كما توقعت. كل شيء كان معقدًا ومليئًا بالآلام."
صمت لبرهة، وكأن الذكريات كانت تؤلمه، ثم تابع: "كنا معًا، نمضي الوقت ونتحدث عن أحلامنا. لكن عندما كبرنا، بدأت الأمور تتغير. بدأت أشعر بالغيرة، وبدأت تبتعد عني تدريجيًا."
أحسست بألم كلماته، وقلت: "هل كنتما قريبين جدًا؟"
أجاب إيثان: "نعم، كنا نعيش في نفس الحي، وكانت دائماً تملأ حياتي بالفرح. لكنني لم أكن أعرف كيف أتعامل مع مشاعري، وهذا ما أفسد كل شيء."
سألته: "هل حاولت التحدث معها بعد ذلك؟"
أجاب ببطء: "نعم، لكن بعد فوات الأوان. كانت قد وجدت شخصًا آخر. لم أكن مستعدًا لذلك، وفقدتها إلى الأبد."
شعرت بثقل الحزن في كلماته، فقلت: "أحيانًا تكون الأمور خارج سيطرتنا. لكن الحياة تستمر، وربما تكون هناك فرص جديدة."
ابتسم إيثان بخفة وقال: "ربما تكون على حق. لكنني لم أتعافى بعد. كلما شاهدت أحدًا يرحل، أشعر أنني أودعه مرة أخرى."
بينما كنا نتحدث، بدأت أفهم عمق الألم الذي يشعر به إيثان. كانت كلماته تملأني بالحزن والتعاطف. قررت أن أكون إلى جانبه، لأساعده على تجاوز هذه المحنة.
قبل أن نغادر، قال إيثان: "شكرًا لك على الاستماع. لا أدري لماذا أخبرتك بكل هذا، لكنني أشعر بشيء من الراحة."
ابتسمت وقلت: "أنا سعيد لأنك شعرت بالراحة. سأكون هنا دائمًا إذا كنت بحاجة إلى الحديث."
غادرنا المقهى وكل منا يحمل أفكاره ومشاعره. كانت هذه بداية قصه ايثان .
---.
BY ضلال ضائعة
Share with your friend now:
tgoop.com/ooooqb/31277